بعد غياب عاما واحدا فقط ذهب الدوري الإيطالي خلاله لزيارة سريعة لمدينة ميلانو ، عاد مرة أخرى سعيداً لمدينة تورينو بعد صراع قوي ومنافسة ساخنة بين ممثلي المدينتين ميلان واليوفنتوس. رفض نادي ميلان أن يجعل غريمه التقليدي اليوفي ينتظر التتويج في المرحلة القادمة للدوري ، بل إنه وبكل روح رياضية قام بتعجيل فوزه بالدوري ، فسقط في فخ التعادل مع باليرمو ، ليهديه اللقب رقم 28 في تاريخه ، وذلك قبل انتهاء مباريات الدوري بمرحلتين فقط. ولعل استعانة إدارة نادي اليوفنتوس بخدمات المدير الفني "المخضرم" فابيو كابيللو قبل بداية الموسم كانت مفاجأة لعدد كبير من الجمهور ، إذ استغلت الإدارة رحيله المفاجئ من نادي العاصمة الإيطالية روما وقامت بالتعاقد معه في صفقة ناجحة بكل المقاييس ، وكان لرحيل كابيللو أثرا سلبيا على روما ، حيث يقبع حالياً في المركز الثامن في الدوري ، وذلك على الرغم من وصوله للمباراة النهائية في كأس إيطاليا. ولم يأت كابيللو بمفرده من العاصمة الإيطالية ، بل أصر على ضم لاعب خط الوسط المدافع البرازيلي إيمرسون ، الذي يبذل مجهودا مضاعفا في كل مباراة ، ويقوم بالشقين الهجومي والدفاعي ، هذا بجانب خبرته الكبيرة التي اكتسبها من عدد المباريات الكبير التي شارك فيها في الدوري الايطالي ، لذلك لم يحتاج لوقت طويل للتأقلم على طريقة لعب الفريق. وتعتبر ايضاً صفقة ضم فابيو كانافارو نجم دفاع ايطاليا ولاعب إنتر ميلان السابق من الصفقات الناجحة ، إذ أضاف للخط الخلفي قوة إضافية بمشاركته الدائمة في التشكيل الأساسي ، وجعل الفريق يمتلك أقوى خط دفاع في الدوري بعد أن استقبلت شباكه 23 هدفا فقط في 36 مباراة بمساعدة الفرنسي المخضرم ليليان تورام والمدافع القوي جيانلوكا زامبروتا ، ومن ورائهم الحارس الكبير جيانلويجي بوفون ، الذي كان أحد نجوم الموسم. وإذا كانت الإشادة بالصفقات السابقة طبيعية نظراً للمستوى الجيد الذي قدمه هؤلاء اللاعبون ، فإن لغة الأرقام ترفض أن تظل صامتة وهي تري أهداف وإحصائيات اللاعب السويدي الشاب زلاتان إبراهيموفيتش المتميزة هذا الموسم ، إذ قام بتسجيل 16 هدفا تصدر بهم قائمة هدافي الفريق في الدوري ، ولولا خروجه عن شعوره في مباراة فريقه أمام إنتر ميلان ، والتي تم إيقافه بسببها ثلاث مباريات ، لتم اختياره بدون أدنى شك كنجم الشباك الأول في الفريق.
وشهد هذا الموسم أيضا عودة قائد الفريق أليساندرو ديل بييرو لمستواه المعهود ، وشارك بشكل مؤثر في استعادة لقب الدوري ، وذلك ليس فقط عن طريق أهدافه التي بلغ عددها 13 هدفا ، بل ايضا عن طريق تمريراته الحاسمة لزملائه والتي تحول معظمها إلى أهداف ، كان أبرزها تمريرته الرائعة في مباراة فريفه أمام ميلان ، والتي نجح زميله ديفيد تريزيجيه في تحويلها لهدف ثمين. وكان لمارتشيللو ليبي المدير الفني لمنتخب ايطاليا ، والذي قاد اليوفي سابقا الى ألقاب عديدة ، تعليقا طريفا بأنه يجب تسمية لقب الدوري هذا الموسم بإسم ديل بييرو ، نظرا لمساهمته الكبيرة في الفوز باللقب. ويحسب ايجابيا لإدارة "البيانكونيري" الوقوف خلف الفريق بشكل مستمر ، خاصة في الكبوة التي ألمت بالفريق في منتصف الموسم عندما تعرض لهزيمتين متتاليتين أمام سامبدوريا وباليرمو ، وأضاع الفريق في هذا التوقيت ثمان نقاط في أربعة لقاءات ، مما مكن ميلان المنافس التقليدي من مزاحمة ومشاركة الفريق على قمة الدوري ، والتي كان اليوفي يسكنها وحيداً لفترة طويلة. وقامت إدارة النادي بمنع التصريحات سواء من اللاعبين أو الجهاز الفني مع الإعلام ، وذلك قبل اللقاء المصيري مع ميلان ، وهو ما أدى في النهاية لتحقيق الفوز على "الروزونيري" على ملعبه الشهير جوزيبي ميئاتزا ووسط جماهيره بهدف نظيف. أخيراً ، فإن تكرار إصابة تريزيجيه والنجم التشيكي بافل نيدفيد ، وغيابهما عن مباريات كثيرة حاسمة في الموسم هو المحرك الرئيسي والدافع للبحث عن مهاجم جديد يستطيع حمل آمال الفريق العريضة ، وبالفعل تم التعاقد في مفاجأة كبيرة لم تكن متوقعة مع النجم الروماني الموقوف أدريان موتو لمدة أربع سنوات ونصف بعد فسخ التعاقد بينه وبين ناديه القديم تشيلسي الانجليزي ، وقد يبدأ اللاعب المشاركة في المباريات بدءاً من اللقاء الأخير في الدوري بعد انتهاء ايقافه.