في عالم الجريمة قد ينجو بعض الأشخاص بفعلتهم فيما يعاقب آخرين بأكثر مما استحقوا، كذلك الأمر في عالم كرة القدم. مواسير باربوسا حارس البرازيل الراحل والذي حرس عرين السامبا في كأس العالم 1950 هو واحد من أبرز الأمثلة التي نالت عقابا أكثر مما استحقته بكثير. باربوسا كان بطلا للموقعة التي عرفت بإسم "ماركانزو" والتي تعني كارثة الماركانا بعد أن تسبب بنفسه في تلك المصيبة التي حلت على البرازيليين في نهائي كأس العالم 1950 أمام أوروجواي. النتيجة كانت تشير للتعادل 1-1 حتى الدقيقة 79 وهي التي تعني تتويج البرازيل بكأس العالم لأول مرة في تاريخها، ولكن انطلق جيجيا لاعب أوروجواي من الناحية اليمنى ليلعب كرة صوب المرمى إلا أن باربوسا كان يعتقد أن خصمه سيلعب كرة عرضية لذلك تقدم قليلا ليمنح الكرة فرصة دخول الشباك وهو ما حدث. فشلت البرازيل في التعويض وبكى 200 ألف في ملعب الماركانا وملايين من البرازيليين خارجه ليعاقبوا باربوسا المتسبب في الهدف بالنبذ مدى الحياة،. يقول عنه زملائه أنه كان أفضل حارس برازيلي خلال تلك الفترة كما قدم أسلوبا جديدا في الدفاع عن عرينه نظرا لكونه جناحا في الأصل إلا أنه اقترف خطأ واحدا كان كفيلا لينسى الناس كل هذا. استمرت الحياة وواصل باربوسا مسيرته إلا أن لم يمثل البرازيل بعد تلك المباراة سوى في مناسبة واحدة وحرمته الإصابة من المشاركة في مونديال 1954 ليكمل مسيرته التي انتهت عام 1962 في هدوء. ولكن ظل باربوسا منبوذا من الشعب والحكومة البرازيلية لسنوات.. الرجل كان يعيش فقيرا في بيت لأحد شقيقات زوجته عام 1993 عندما طلب حضور تدريبات منتخب بلاده ولكنهم رفضوا بحجة أنه قد يجلب النحس لمنتخب السامبا.. كما منعوه من التعليق على مباريات الفريق. باربوسا قال بعدها جملته الشهيرة "أكبر عقوبة في البرازيل هي السجن 30 عاما ولكنني أدفع منذ 43 عاما جريمة لم أرتكبها".. باربوسا توفي عام 2000 وهو يتقاضى معاشا بائسا في ظل اعتقاد زملائه أن الشعب البرازيلي هو من قتله. طالع تاريخ البطولة بالكامل من هنا