هل اصبحت مصر حضانة للفساد ؟ سؤال لح علي ذهني بشدة خلال الفترة الماضية من جراء ما اشاهده عن قرب في الوسط الرياضي بصفة عامة والكروي بصفة خاصة وهو انعكاس حقيقي للصورة العامة في للمجتمع الذي نعيش فيه والا بماذا نفسر الحالة التي وصل اليها المجتمع الرياضي ! الجديد في الامر ان الفساد وصل للرأي العام بعد ان عشش في اوساط المسئولين منذ سنوات طويلة تعد بالعشرات وهو ما ينذر بمزيد من الفساد , وانظر الي جميع وسائل الاعلام تجد انها لا تستضيف الا الفاسدين من الوسط الرياضي الا في القليل النادر جدا . في اتحاد الكرة تقدم مسئول في مجلس الادارة الحالي بطلب شفوي لمسئول في مكتب رئيس الاتحاد يطلب منه استخراج شهادة من الاتحاد بأن احمد حسام " ميدو" لاعب فريق روما الايطالي شارك في 75% من عدد مباريات المنتخب الوطني في اخر عامين وهذا لم يحدث خاصة وان هذه الشهادة ضرورية من وجهة نظر المسئول لأنتقال اللاعب لأحد الاندية الانجليزية – اذا تمت الصفقة - . محاولة عضو مجلس الادارة لم تكن لوجه الله أو مساعدة لاعب مصري امامه فرصة للعب في الدوري الانجليزي ولكن لان سيادة العضو له اغراض اخري اعرفها جيدا ولا داعي لذكرها الان ليس منها الحصول علي عمولة , وما لا يعرفه سيادة العضو ان ميدو ليس في حاجة لمثل هذه الشهادة لان هذا الشرط لا ينطبق علي اللاعب الذي يلعب في الدوري الاوربي منذ حوالي خمسة سنوات ولكنه جزء من الفساد الرياضي وصورة حقيقية منه . الامر لم يتوقف علي ذلك فقط بل ان نفس العضو تقدم بطلب لأتحاد الكرة يطلب فيه العفو عن اللاعبين المستبعدين من المنتخب بحجة حاجة المنتخب لهؤلاء اللاعبين رغم علمه بأن هؤلاء اللاعبين هم الذين طلبوا عدم اللعب للفريق الوطني , ومنهم من تلاعب بالجهاز الفني السابق للهروب من اللعب مع المنتخب ورغم ذلك وجد اللاعبين من يدافع عنهم . الغريب في كل هذا ان الرأي العام الرياضي اصبح يتقبل مثل هذا الفساد ويدافع عنه مثلما تقبله من قبل المسئولين وساهموا فيه بقدر كبير جدا , وليس ادل علي ذلك من حالات التزوير التي حدثت في انتخابات عدد من الاتحادات الرياضية وبأعتراف المسئول عن جهاز الرياضة نفسه والذي دون اعترافه هذا في محضر رسمي وبالرغم من ذلك فوجيء الرأي العام بأعتماد وزير الشباب نتيجة الانتخابات في الاتحادات التي حدث فيها التزوير دون ان يطرف له جفن !
الفساد وصل للرأي العام بعد ان عشش في اوساط المسئولين منذ سنوات طويلة تعد بالعشرات وهو ما ينذر بمزيد من الفساد . تأجيل انتخابات اتحاد كرة القدم هي صورة من صور الفساد التي تجتاح الوسط الرياضي كله لان الوزير يرفض اجراء الانتخابات بضغط من بعض عناصر الفساد رغم اعترافي بأن عدد كبير من الذين يستعدون لخوض تلك الانتخابات غير مؤهلين لتولي مهمة مستقبل الكرة المصرية التي وصلت علي ايدي عدد منهم للحضيض ولكن لابد وان يخرج وزير الشباب ليعلن للرأي العام اسباب تأجيل الانتخابات بدلا من ترك الامور هكذا دون توضيح وكل يوم نسمع عن انباء تؤكد ان الوزير يجهز بعض الاشخاص لفرضهم علي اتحاد الكرة , كما ان اقتناع عدد كبير من اعضاء الجمعية العمومية للاتحاد بأن اختيار الاصلح ليس هو المقياس الاول للحكم علي الناس ولكن هناك " السبابيب والمصالح الخاصة " التي تأتي في المقام الاول وقبل كل شيء لان المحترمين ليس لهم مكان في هذا الوسط الذي لا يختلف كثيرا عن بقية مواقع المجتمع المصري . اختيار الجهاز الفني للمنتخب الوطني المصري الاول هو صورة من صور الفساد لان اتحاد الكرة جاء بلجنة من خبراء اللعبة لأختيار المدرب الجديد وبالرغم من ذلك لم يأخذ الاتحاد برأيها وجاء بمن يريده رئيس الاتحاد مع كامل التقدير والاحترام لحسن شحاتة وبقية اعضاء جهازه المختار وليس تشكيا في قدرات المدرب الوطني ولكن اذا كان اتحاد الكرة يريد اختيار حسن شحاتة من البداية فلماذا تم تشكيل لجنة وتصديع رأس الجماهير بها . احد اعضاء اللجنة اعترف لي شخصيا بأن اللجنة لم ترشح حسن شحاتة ولم تختاره كما قال رئيس الاتحاد , وان رئيس الاتحاد ضغط عليهم بورقة الوقت رغم ان تارديللي المدير اففني السابق رحل منذ اكثر من ثلاثة شهور , ثم وضع لهم حد اقصي لراتب أي مدرب اجنبي قادم لا يتعدي 20 الف دولار وهو رقم لا يقبل به أي مدرب محترم الان لذا جاء اختيار شحاتة وبقية اعضاء الجهاز الفني . ما نسمع به عن ترضيات للاعبي الكرة من ادارت انديتهم هي صورة اخري من صور الفساد بتدليل اللاعبين ولا اعرف ماذا تعني كلمة ترضية للاعب وقع علي عقد مع ناديه بمحض ارادته ورضي بالمقابل المادي الذي حصل عليه وقت توقيع العقد . هذه الوقائع وغيرها يؤكد انه لا امل في الاصلاح طالما بقي الوضع الحالي علي ما هو عليه وطالما كان الفساد هو المتحكم الاول في كل خطواتنا ودوافعنا .