يموج الوسط الرياضي المصري في حالة لا متناهيه من الفساد الذي طال كل منظومة الرياضة المصرية، ولم يستثن احدا وقد يكون الاستثناء الوحيد هو الجمهور الذي مازال يمني نفسه أو يضحك علي نفسه بمعني ادق بأنه مازال هناك املا في الاصلاح وهو نوع من التعلق ب "الحبال الدايبة " واصبح الفساد الرياضي هو الاصل وليس الاستثناء مما ينبأ بمستقبل مخز وأي انجاز يكون من قبيل الصدفة وبمجهود فردي وليس بناء علي معطيات منطقية. ما حدث في دورة بكين الاوليمبية وما تلاها من توابع هو نوع من الفساد. فعلي الرغم من من الفشل الذريع الذي حدث لم نسمع عن مسئول واحد يعلن استقالته وهي ثقافة لم يصل اليها المجتمع المصري. فلم يعد احد يعترف بفشله وتحمل المسئولية. الوحيد الذي اعلن مسئوليته هو حسن صقر رئيس المجلس القومي للرياضة ., ولكنه نوعا من الاعتراف "التخديري" لانه لم يتخذ خطوة يؤكد بها مسئوليته التي اعلن تحملها. واذا كان صقر قد اعترف بالفشل فلم نسمع عن رئيس اتحاد واحد خرج ليعلن فشله في مهمته معتمدا علي وجوده بالانتخابات التي اصبحت هي الاخري تأكيدا علي الفساد والفشل. ونجحنا في تحويل المظهر الديمقراطي الي نوع من الفساد لان اغلب المسئولين ان لم يكن جميعهم يعرفون قواعد الانتخابات التي لا تأتي بالافضل ولكنها تأتي بالاكثر فسادا. ويحتمي هؤلاء بالميثاق الاولمبي الذي يرفض تدخل الحكومات في الشئون الرياضية، وامام كل ما يحدث تقف الدولة موقف المتفرج الغلبان الذي لا حول له ولا قوة وهو نوعا اخر من الفساد واصبح السؤال الذي يتردد علي الألسنة .. هل مات الضمير المصري؟! والاجابة بنعم هي الاجابة الاكثر منطقية والتي تتفق مع ما نراه يوميا. ما يحدث في الاتحادات الرياضية ما يحدث في الاندية الكبيرة وما يحدث في كرة القدم واحترافها هو نوع من الفساد الذي يؤكد وفاة الضمير، فماذا فعلت الدولة في الفضيحة التي حدثت بين حسن صقر وحسن مصطفي في بكين والتي اساءت الي هيبتها، وماذا فعلت الجهة الادارية فيما حدث ويحدث في نادي الزمالك ولتجازوات الكثيرة التي تملأ الوسط الرياضي؟
فنري مسئولين يتحدثون في وسائل الاعلام وكأنهم ملائكة واكثر الناس حرصا علي المصلحة العامة ويتكلمون عن الشرف والامانة هم ابعد ما يكونون عن ذلك ألا يعتبر الصمت حيال كل ذلك هو نوع من الفساد وتأكيدا لوفاة الضمير! المؤكد ان هناك جهات عديدة في مصر لها مصلحة مباشرة في استمرار حالة الفساد التي تعيشها مصر حاليا، فقد شغلت هذه الجهات الشارع الرياضي في عدة قضايا فرعية مثل اللائحة وقضية البث الفضائي لمباريات كرة القدم. المأساة الحقيقية التي يعيشها الوسط الرياضي ليس فقط في الفساد، ولكن ما يزيد من المأساة هي حالة "انفصام الشخصية" التي اصبحت تسيطر علي الشخصية المصرية بصفة عامة، فنري مسئولين يتحدثون في وسائل الاعلام وكأنهم ملائكة واكثر الناس حرصا علي المصلحة العامة ويتكلمون عن الشرف والامانة هم ابعد ما يكونون عن ذلك فأختلط الحابل بالنابل ولم نعد نعرف من الشريف ومن اللص! غياب الضمير يؤدي بالضرورة الي الفساد، فعندما يغيب الضمير تري لاعبين يساومون انديتهم لتجديد عقودهم بمبالغ كبيرة رغم انهم لا يقدمون ما يستحقوا عليه هذه الفلوس التي تعتبر حراما يساعدهم علي ذلك بعض المسئولين والامثلة كثيرة في الملاعب المصرية. ** الفوز الذي حققه منتخب مصر في مباراة الكونجو الاخيرة في تصفيات كأس العالم انقذ رقبة حسن شحاتة المدير الفني للمنتخب من مقصلة المتربصين به، واستعاد الفريق جزءا من مستواه الذي كان عليه في بطولة الامم الافريقية، ولكن المهمة الاصعب لم تأت بعد لان المرحلة الثانية من التصفيات ستكون شرسة وثبت بالدليل القاطع ان من يسعي للوصول لنهائيات كأس العالم عليه الفوز خارج ملعبه ... "مع حسن شحاتة لا تقلق" نقطة اخيرة: في موضوع " الصامتون علي الفاسد" سقط سهوا اسماء اللاعبين الذين كنت اقصدهم وهم احمد غانم سلطان – اسامة حسن – احمد عبدرؤوف – محمد ابراهيم – وسام العابدي – محمد ابو العلا – جمال حمزة – عبد الحليم علي , وقريبا ينضم اليهم نجم اخر غائب حاليا عن الملاعب.