رغم الارتفاع العالمي.. مفاجأة في سعر الذهب اليوم الأربعاء    ندوة "تحديات سوق العمل" تكشف عن انخفاض معدل البطالة منذ عام 2017    مدير المخابرات الأمريكية يزور إسرائيل لاستكمال مباحثات هدنة غزة اليوم    الأردن وأمريكا تبحثان جهود وقف النار بغزة والهجوم الإسرائيلي على رفح    ميدو: عودة الجماهير للملاعب بالسعة الكاملة مكسب للأهلي والزمالك    شريف عبد المنعم: توقعت فوز الأهلي على الاتحاد لهذا الأمر.. وهذا رأيي في أبو علي    المتحدث الرسمي للزمالك: مفأجات كارثية في ملف بوطيب.. ونستعد بقوة لنهضة بركان    إعادة عرض فيلم "زهايمر" بدور العرض السينمائي احتفالا بعيد ميلاد الزعيم    ياسمين عبد العزيز: محنة المرض التي تعرضت لها جعلتني أتقرب لله    شاهد.. ياسمين عبدالعزيز وإسعاد يونس تأكلان «فسيخ وبصل أخضر وحلة محشي»    ماذا يحدث لجسمك عند تناول الجمبرى؟.. فوائد مذهلة    بسبب آثاره الخطيرة.. سحب لقاح أسترازينيكا المضاد لكورونا من العالم    5 فئات محظورة من تناول البامية رغم فوائدها.. هل انت منهم؟    «الجميع في صدمة».. تعليق ناري من صالح جمعة على قرار إيقافه 6 أشهر    متحدث الزمالك: هناك مفاجآت كارثية في ملف بوطيب.. ولا يمكننا الصمت على الأخطاء التحكيمية المتكررة    «لا تنخدعوا».. الأرصاد تحذر من تحول حالة الطقس اليوم وتنصح بضرورة توخي الحذر    الداخلية تصدر بيانا بشأن مقتل أجنبي في الإسكندرية    تحت أي مسمى.. «أوقاف الإسكندرية» تحذر من الدعوة لجمع تبرعات على منابر المساجد    عاجل.. مدير المخابرات الأمريكية يتوجه لفلسطين المحتلة لاستكمال مباحثات هدنة غزة    مغامرة مجنونة.. ضياء رشوان: إسرائيل لن تكون حمقاء لإضاعة 46 سنة سلام مع مصر    3 أبراج تحب الجلوس في المنزل والاعتناء به    "ارتبطت بفنان".. تصريحات راغدة شلهوب تتصدر التريند- تفاصيل    رئيس البورصة السابق: الاستثمار الأجنبي المباشر يتعلق بتنفيذ مشروعات في مصر    «العمل»: تمكين المرأة أهم خطط الوزارة في «الجمهورية الجديدة»    مواعيد مباريات اليوم الأربعاء والقنوات الناقلة، أبرزها مواجهة ريال مدريد والبايرن    رئيس إنبي: نحن الأحق بالمشاركة في الكونفدرالية من المصري البورسعيدي    جريشة: ركلتي جزاء الأهلي ضد الاتحاد صحيحتين    كيف صنعت إسرائيل أسطورتها بعد تحطيمها في حرب 73؟.. عزت إبراهيم يوضح    تأجيل محاكمة ترامب بقضية احتفاظه بوثائق سرية لأجل غير مسمى    هل نقترب من فجر عيد الأضحى في العراق؟ تحليل موعد أول أيام العيد لعام 2024    ضبط تاجر مخدرات ونجله وبحوزتهما 2000 جرام حشيش في قنا    الأونروا: مصممون على البقاء في غزة رغم الأوضاع الكارثية    أبطال فيديو إنقاذ جرحى مجمع ناصر الطبي تحت نيران الاحتلال يروون تفاصيل الواقعة    اعرف تحديث أسعار الحديد والأسمنت اليوم الأربعاء 8 مايو 2024    عاجل - "بين استقرار وتراجع" تحديث أسعار الدواجن.. بكم الفراخ والبيض اليوم؟    تراجع سعر السبيكة الذهب اليوم وعيار 21 الآن بمستهل تعاملات الأربعاء 8 مايو 2024    معجبة بتفاصيله.. سلمى الشماع تشيد بمسلسل "الحشاشين"    حسن الرداد: إيمي شخصيتها دمها خفيف ومش بعرف أتخانق معاها وردودها بتضحكني|فيديو    «خيمة رفيدة».. أول مستشفى ميداني في الإسلام    فوز توجيه الصحافة بقنا بالمركز الرابع جمهورياً في "معرض صحف التربية الخاصة"    رئيس جامعة الإسكندرية يشهد الندوة التثقيفية عن الأمن القومي    موقع «نيوز لوك» يسلط الضوء على دور إبراهيم العرجاني وأبناء سيناء في دحر الإرهاب    بعد تصريح ياسمين عبد العزيز عن أكياس الرحم.. تعرف على أسبابها وأعراضها    اليوم، تطبيق المواعيد الجديدة لتخفيف الأحمال بجميع المحافظات    وفد قومي حقوق الإنسان يشارك في الاجتماع السنوي المؤسسات الوطنية بالأمم المتحدة    اليوم.. دار الإفتاء تستطلع هلال شهر ذي القعدة لعام 1445 هجرية    أختار أمي ولا زوجي؟.. أسامة الحديدي: المقارنات تفسد العلاقات    ما هي كفارة اليمين الغموس؟.. دار الإفتاء تكشف    دعاء في جوف الليل: اللهم امنحني من سَعة القلب وإشراق الروح وقوة النفس    سليمان جودة: بن غفير وسموتريتش طالبا نتنياهو باجتياح رفح ويهددانه بإسقاطه    انتداب المعمل الجنائي لمعاينة حريق شقة سكنية بالعمرانية    صدمه قطار.. إصابة شخص ونقله للمستشفى بالدقهلية    دار الإفتاء تستطلع اليوم هلال شهر ذى القعدة لعام 1445 هجريًا    طريقة عمل تشيز كيك البنجر والشوكولاتة في البيت.. خلي أولادك يفرحوا    الابتزاز الإلكتروني.. جريمة منفرة مجتمعيًا وعقوبتها المؤبد .. بعد تهديد دكتورة جامعية لزميلتها بصورة خاصة.. مطالبات بتغليظ العقوبة    إجازة عيد الأضحى| رسائل تهنئة بمناسبة عيد الأضحى المبارك 2024    القيادة المركزية الأمريكية والمارينز ينضمان إلى قوات خليجية في المناورات العسكرية البحرية "الغضب العارم 24"    ضمن مشروعات حياة كريمة.. محافظ قنا يفتتح وحدتى طب الاسرة بالقبيبة والكوم الأحمر بفرشوط    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عودة الإذاعات الأهلية علي يد اللاعبين المعتزلين
نشر في روزاليوسف الأسبوعية يوم 17 - 04 - 2010


الإعلام الكروي يهزم الأخلاق 1 - صفر:
عودة الإذاعات الأهلية علي يد اللاعبين المعتزلين
بعض مقدمي البرامج الرياضية يحرض الجماهير علي خرق القانون.. والكثيرون منهم تحكمهم الأهواء وليس المعايير المهنية
محمود معروف اتهم مخرج مباراة الزمالك واتحاد الشرطة بالانحياز ضد الزمالك.. فهاجمته قناة الأهلي وقالت إنها تملك ملفاً بتجاوزاته
«مجتمعنا سيصبح خاضعاً للغة الأقدام».. الرأي والنبوءة للعملاق «توفيق الحكيم» في مقال له عن كرة القدم منذ سنوات طويلة ولكنه رحل قبل أن يري أن سطوة الساحرة المستديرة أصبحت واقعاً فعلياً مع إعلان الإعلام المصري أن كرة القدم هي المنتج الأكثر جماهيرية، وبالتالي جاء انفجار برامج وقنوات الرياضة أو بالأدق «القدم» سريعاً ومتلاحقاً وتشابهت البرامج وتكاثرت علينا.. وبالتالي لم تعد الكرة جزءا من حياتنا أو الأغلبية منا ولكن صارت حياتهم جزءا من الكرة!!
الحالة الإعلامية الرياضية متخمة بظواهر.. متضخمة بأمراض وكوارث وسلبيات.. تصدر ما تسميهم معلقين ومقدمي برامج ومحللين وخبراء يجعلنا نقول بضمير مستريح أن أغلبهم ينطبق عليه قول «ع الجهل دور» وعن الفساد المعلن والمستتر فتش أيضاً.. أما قيم الموضوعية والحياد والاحتكام إلي القواعد المهنية والأخلاقية فهي قيم بلا وجود فمعرفة أغلب القائمين علي هذا الإعلام بها مثل معرفتهم باللغة الصينية تماماً!! الأغلبية التي تتصدر هذا المشهد الإعلامي الرياضي ليس لهم في «نجيب المستكاوي» - مثلاً - «قدوة حسنة».
فالمستكاوي قبل أن يعمل بالنقد الرياضي ترجم أحد أهم الكتب التي ظهرت في الأربعينيات وهي كتاب «أزمة الضمير الأوروبي» ل «بول هازار» ولو عاش المستكاوي حتي الآن لكتب هو كتاباً عن «أزمة الضمير الكروي».. المستكاوي قرأ أيضاً الفلسفة الإغريقية وكان مولعاً بالأدب اليوناني والثقافة الفرنسية وخاصة فولتير وجان جاك روسو الذي كان المستكاوي أول من ترجم للغة العربية أعظم كتبه «وهو العقد الاجتماعي».. فهل هناك من يعرف «فولتير» أو«روسو» أو يعطي أهمية للثقافة كما فعل المستكاوي أم أنهم يتنافسون حول الجهل الفخم والمعارك الشخصية والقضايا التي ليست قضايا؟!
وإذا كانت «نبوءة» توفيق الحكيم قد تحققت «وقيم» المستكاوي اختفت وأهدرت فالنتيجة أن الجهل والفساد فاز 10/ صفر وبالتالي بدا «مولد الإعلام الكروي» وصاحبه ليس غائبا ولكنه مغيب.. أما أغلبية من يقومون بأدوار البطولة في هذا المولد فيطلقون ألعاباً نارية وبهلوانية ويبيعون الكلام في حارة أو شوارع الإعلام حيث إن هذه المهنة «سبوبة» مال وشهرة وأشياء أخري فالإعلامي غير المؤهل كمن تعطي له مدفعاً لا يعرف كيف يستخدمه. أو ثم أشبه بصغار تركوا في مستودع ذخيرة يعبثون فيه وبالتالي فأغلبية مقدمي ومحللي هذه البرامج ما بين مغرض يهوي الوقيعة لأشياء في نفسه وحسابات خاصة أو مريض يهدف إلي تدمير الآخرين أو الاثنين معاً.. كما أن عددا كبيرا من المشاهدين أصبح يدرك أن هناك فئة ليست بالقليلة ممن يطلق عليهم الشعب الإعلامي قابلين للشراء وفي مواجهة ذلك لا يوجد إعلام قادر علي تصحيح الأوضاع ودفعها للأمام وكأن ما يحدث موجة عاتية ربما تلقي بالرياضة في مصر إلي الهاوية.
علي مدي 24 ساعة تتواصل برامج الرياضة أو الكرة وإذا كانت برامج «التوك شو» تحتل صدارة فترات المساء والسهرة فإن برامج الكرة أصبحت تحتل كل الأوقات وتسرق المشاهد من هذه البرامج وبالتالي أصبح عدد كبير في المجتمع يأخذه «الريسيفر» إلي حلقات ودوائر مفزعة ومتشابهه ومتشنجة ليس بها شبه إعلام حقيقي وأصبحت جمل من نوعية: سافل.. منحط.. مرتشي.. لص.. وغيرها حواراً طبيعياً.. عاديا.. كما اعتاد المشاهد علي مقدم برامج يستخدم الغمز بالعين أثناء المداخلات التليفونية حيث يتوهم أن الكاميرا ليست عليه وآخر يتناول المشروبات بطريقة مقززة.. والمؤكد أن هناك أشياء لا يجدها المشاهد في أي قناة أو برامج مصرية أو عربية أخري فهي صناعة كتب عليها: «صنع في الإعلام الرياضي المصري» منها ما حدث مؤخراً بعد مباراة اتحاد الشرطة والزمالك وموقف اتحاد الكرة من منع إبراهيم حسن من حضور المباريات..فقد خرج أحد مقدمي البرامج يطالب إبراهيم حسن وبقوة وجبروت بالذهاب إلي الاستاد قائلاً: روح يا إبراهيم الماتش ولا يهمك.. متخافش احنا معاك!! كما تباري السادة مقدمو ومحللو البرامج في توزيع دم الحكام بين القبائل علي حسب المزاج والهوي.. فالأهلاوي يشيد بالحكم في مباراة الزمالك رغم كل التجاوزات والعكس صحيح وكانت هناك مباراة في المزايدة علي الحكام لإرضاء الجمهور.
حدث أيضاً في حلقة لمدحت شلبي بعد مباراة الزمالك واتحاد الشرطة اعتراض محمود معروف علي أداء المخرج محمد نصر الذي يراه جمهور الزمالك منحازاً إلي الأهلي بجدارة، اعتراض معروف علي أداء «نصر» الذي لا يكف مدحت شلبي عن «تنجيمه» بسبب أو بدون سبب - واعتراض معروف كان في عدم عرض «نصر» لضربة الجزاء المستحقة لنادي الزمالك لدرجة أن معروف وصف نصر بأنه مغرض متحامل فما كان من نصر إلا أن رد عليه بطريقة أخري في نفس الحلقة حيث قام بعرض تقرير مصور انتقد فيه من وصفهم بنقاد الكرة الذين يتكسبون من النقد ويحققون مصالح شخصية كما خصصت قناة الأهلي بعد ذلك برنامجاً كاملاً للهجوم علي محمود معروف بتأكيد منها أن لديها ملفا كاملا عن تجاوزاته!!!
ولأن تحديد الهوية الكروية أصبح واضحاً وجلياً وللجمهور فقد تعرض مدحت شلبي لهجوم من جماهير الزمالك بسبب رأيه في قضية انتقال «جدو» للزمالك ووصل الأمر إلي حد مقاطعة النادي لقناة مودرن بسبب آراء شلبي!
كما شن «مدحت شلبي» حملة علي النادي الأهلي - رغم أهلاويته وذلك عندما كان الأهلي يحاول الحصول علي حق عرض مباراياته حصرياً فقط علي قناة الأهلي.
مدحت شلبي أيضاً قدم شيئاً غير مسبوق كتعبير عن الاحتفال بفريق مصر وقت بطولة أنجولا فقد فوجئ المشاهد براقصة بشمعدان في الاستديو!!!
حوار غريب دار مؤخراً في برنامج «خالد الغندور» في قناة «دريم» بين «الغندور» وأحد الأطباء حيث أجري الأول اتصالاً تليفونياً حول موضوع المنشطات وفوجئ المشاهدون «بالغندور» يسأل الطبيب علي التليفون: افرض لاعب بالليل كان واخد فياجرا وحلل الصبح؟! بينما دعمه أحد الضيوف مؤكداً علي كلامه «آه لاعب جاله مزاجه ياخد فياجرا» وتجاهل الطبيب هذا التعليق وتحدث في الموضوع!!
كما لا يفاجأ المشاهد أو المستمع حين يسمع جملا من نوعية: أدي اللاعب اللي اتهموا حسن شحاته بسببه مش بقول كده لأنه أبويا».. والحوار لكريم حسن شحاتة» وهو مجتهد ولديه قبول ولكن جملا وحوارات من هذا النوع تؤكد عدم وجود معايير للحوار.
وأحياناً تصبح الحوارات أقوي من أي مسرحية هزلية أو عبثية، ففي مباراة الأهلي والزمالك في الدور الأول كانت قناة مودرن تقدم اختراعاً جديداً وهو وجود استديوهين للمباراة نفسها وكانت مراسلة مودرن تقف أمام غرف خلع الملابس في انتظار من يمن عليها من لاعبي الأهلي والزمالك الخارجين إلي الملعب بلقاء سريع يكون لها فيه السبق هي والقناة وظلت المراسلة تنتظر من يعطف عليها فكان حسام البدري هو من وقف لدقيقة ليستمع إلي هذا السؤال الجبار المهم الحيوي الذي انتظرت المراسلة عشرين شخصاً لتسأله له قبل المباراة وهو: كابتن.. مين حايجيب كام جول؟
وعلي قناة النيل وفي الاستديو التحليلي لمباراة العودة بين «مان يونايتد» و«بورتو» دوري أبطال أوروبا علي قناة النيل الرياضية كان هناك سبق غير مسبوق فالخطيب وحازم إمام يقومان بالتحليل وعندما كان كابتن محمود الخطيب يحلل الهدف الرابع لرونالدو استخدم الرسم علي الشاشة التي كان رونالدو وحيداً عليها ليرسم دائرة علي وجهه ويقول لحازم : «انظر لملامح الجدية علي وجه رونالدو» بينما كان رونالدو هو الكائن الوحيد المتواجد علي الشاشة وبالتالي لا داعي لرسم دائرة حوله والمؤكد أيضاً أن تسديدات الخطيب الذهبية التي منحت مصر والأهلي بطولات كثيرة لم يسددها وهو يضحك فما هو الغريب في الجدية؟
«وحصرياً» عبارة اعتاد المشاهد عليها أيضاً سواء في الفن أو في الكرة وما يحدث في أغلب الإعلام الكروي المصري يؤكد أن «حصرياً» عبارة دقيقة خاصة به ويحتكرها لأنه متخم بالعجائب والغرائب.
«فمدحت شلبي» الذي يمتلك ثلاثة برامج علي قناة مودرن له وظيفة إعلامية في اتحاد الكرة فهو مدير العلاقات العامة والإعلام أي أنه أمين سر هذا الاتحاد.
القائمة لا تقتصر علي «مدحت شلبي» ولكنها تضم أيضاً أيمن يونس عضو مجلس إدارة الاتحاد الذي يقدم برنامجاً علي قناة مودرن كما أنه أحد المحللين في برنامج «مدحت شلبي».. أيضاً مجدي عبدالغني يظهر كمحلل في العديد من القنوات ومصطفي يونس المدير الفني لمنتخب الشباب يقدم برنامجاً علي «مودرن» والقائمة طويلة وعندما حاول «سمير زاهر» فرض قرار يقضي بمنع العاملين باتحاد الكرة من الظهور علي القنوات لم تنجح محاولته فيبدو أن العاملين وأعضاء مجلس الإدارة مراكز قوي أقوي من القرارات.
ومن أعجب الغرائب أن «محمد حسام» رئيس لجنة الحكام لديه برنامج يقوم فيه بتحليل وتقييم وانتقاد الحكام ولا تسأل عن المصداقية أو المهنية!
«حسام» يؤكد أن رئاسته للجنة الحكام لا يتقاضي عنها أجراً وبالتالي فهو يري أن تقديمه للبرامج شيء عادي.. منطق غريب لماذا يقبل العمل مجاناً؟ والأهم كيف يقبل أن يكون رئيسا للجنة يختار الحكام ثم في المساء يقوم بالتقييم علي الهواء؟!
الغرائب في المشهد الإعلامي الرياضي لا تتوقف وأغلبها لا يمت للمهنية بأي صلة «فسيف زاهر» وهو أحد الوجوه التي ظهرت فجأة هو ابن شقيق سمير زاهر رئيس الاتحاد «سيف» كان مرشحاً في قائمة المهندس حسين صبور لعضوية نادي الصيد وكان هذا سبباً كافياً للترفع عن ذكر الانتخابات في برنامجه من قريب أو بعيد ولكنه ضرب بكل ذلك عرض الحائط وقام باستضافة حسين صبور وقائمته في برنامجه وأعلن عن ذلك بكل فخر وبكل أنواع الدعاية والتباهي!! «سيف» أيضاً كان من المفترض أن ينأي بنفسه عن أي حوار مع عمه، ولكن أصبح عادياً أن تري سيف بجوار عمه وأسرته في بيته..!!
من الأشياء التي تعد «حصرياً» أيضاً المكالمة التي دارت بين د. وليد دعبس رئيس قناة مودرن وعلاء صادق الذي كان يقدم برنامجا علي القناة بعنوان هنا القاهرة.. «دعبس» كان موجوداً في دبي ولم يعجبه أداء «صادق» فقام بالاتصال ليستنكر ما يفعله علاء صادق ويقوم بتوجيهه بما ينبغي أن يكون وينتهي هذا المشهد باعتراض علاء علي تدخل دعبس وبتأكيد دعبس أنه من حقه، لأنه هو الذي يدفع الفلوس!!
الغريب أن علاء صادق لم يترك وينتصر للمهنية بل إنه قدم استقالته علي الهواء في حلقة تالية وكأن الهواء هو المساحة المستباحة يفعلون فيها ما يشاءون وقتما شاءوا وبأي طريقة.
علاء صادق أيضاً يفرض آراءه ويري دائماً أنه صاحب وجهة النظر الصحيحة وأنه يمتلك الحقيقة والموضوعية دون غيره.. علاء اعتاد علي تصيد أخطاء الجميع ومؤخراً الحكام، وطالب بوجود حكام أجانب للمباريات التي يكون الأهلي والزمالك طرفاً فيها، وقد رأي البعض أن علاء صادق هو أول من أشعل النيران في الحكام رغم إقرار الجميع بأن المستوي التحكيمي مهزوز في أغلب الأحيان مؤخراً، ولكن لكل معلق ومحلل طريقته في إعلان الغضب والنقد، وكل كائن كروي يعطي لنفسه الحق وبالتالي أصبح العنف اللفظي سمة مشتركة بين جميع البرامج الرياضية الذي يصل إلي «الردح» علي طريقة «عبلة كامل» في فيلم «خالتي فرنسا»، وتتشابه أغلب هذه البرامج مع ما كان يحدث قديماً في الإذاعات الأهلية قبل ظهور الراديو فقد كان لكل حي إذاعة يطلقها لتنطلق منها تصفية الحسابات وكيد العوازل والنميمة.. لقد وصل الحوار في أغلب البرامج الرياضية لما هو أدني من حوار المقاهي أو أشد قسوة وكأن الجميع اتفق علي «الهبوط» الممتاز للإعلام رغم أنهم يفتعلون القضايا ويتصارعون حول بطولة تسمي الدوري الممتاز.
والغريب أن قناة مودرن تشهد هذه الحروب الأهلية بين مقدميها وأحياناً تبدو برامجها وكأنها إذاعات أهلية فعلاً ولكن في قناة واحدة!!
أما أكثر الخطايا التي ارتكبها الإعلام الكروي فهي تتمثل في الأداء في انتخابات الأندية أو انتخابات الاتحاد ونفس الخطايا تنطبق علي ما حدث في أداء إعلامي في مباراتي مصر والجزائر. وتتوالي الأعاجيب التي أصبحت أمراً عادياً وواقعاً يسلمون به ويرتضونه أيضاً، فنري المدربين الذين يقودون فرقاً بالدوري يقبلون بالعمل كمحللين يقومون بتقييم زملائهم الآخرين، وربما يكون الفريق الذي يقوم بتقييمه قد لعب معه منذ أيام أو سيلعب أمامه غداً وربما كان هؤلاء يعملون في وقت الفراغ في برامج الهواء أو لا يكتفون بما يتقاضون من أموال فتغريهم أموال الفضائيات!! وبالتالي فنجد الاستديو التحليلي الموجود في العديد من القنوات يضم العشرات من الجنرالات الذين يتزايد عددهم يوماً بعد يوم والمؤكد أن نسبة ما يمكن أن نطلق عليهم خبراء منهم لا يتجاوز 10%.
ماذا يطرح هذا الإعلام؟ هل هناك قضايا حقيقية يثيرها.. المتابع سيجد أنها إما افتعال قضايا أو انفعال بأشياء وتضخيمها لتأكيد حالة الفوضي التي تتأصل كل يوم وليلة.. وأصبح التفتيش عن المصائب أو انتقالها أحد أهم الكنوز التي يبحث عنها الإعلام بصفة عامة والرياضي بصفة خاصة، والرأي للناقد والإعلامي حسن المستكاوي الذي يضيف:
أغلب البرامج تقدم فتنا رياضة طائفية جديدة لأن الكرة هي المنتنج الأكثر جاذبية وجماهيرية، ولأننا لم نستطع التعاقد علي السلع الأغلي من كأس العالم وبطولات مهمة فيبقي الدوري هو المنتج الوحيد الذي نملكه وبالتالي ينشغل الناس ببرامج كلامية ومشاكل وخناقات تزيد مساحة التعصب فنجد نوعية من برامج «أهلاوي» و«زملكاوي» و«إسماعيلاوي»، أما عندما يكون المنتخب طرفاً فإن البعض يزايد علي فكرة الوطنية التي تصل إلي الرقص في الاستديو.. بينما المهنية والوطنية تقتضي الحياد.. لقد رفضت منذ سنوات طويلة أن أكون رئيساً لتحرير مجلة الأهلي حتي لا أخسر مبادئي ولكننا نعيش حالة خلل واختلال.. نحن أمام إعلام بلا ضمير مهني!!
«الإعلام في مصر كارثة بكل المقاييس لا شكل ولا مضمون ولا مهنية» والوصف للناقد والإعلامي خالد توحيد مدير قناة الأهلي والذي يرفض الرأي الذي يؤكد أن وجود قنوات للأندية يؤكد التعصب ويعد تأصيلا متعمدا للفتنة الكروية ويقول: «إنها شعارات زائفة، فأي متابع محايد ومهني يرصد أن أداء قناة النادي الأهلي وسط دائرة الصخب القائمة سيجد أنها هي صوت العقل والمصداقية والمهنية والتوازن في مصر، لأنها قناة لم تخلق التشنج والتعصب إنها القناة العاقلة وسط هذا الجو المجنون أمام برامج من نوعية أهلاوي وزملكاوي فهي دعوي للتعصب الصريح ليس بسبب الاسم وإنما بسبب الأداء المخزي الذي لا يشرف».
ويتفق الناقد «شوقي حامد» علي رداءة مستوي ما يقدم في الإعلام الرياضي مؤكداً علي عدم استثناء أحد، ويصف جميع البرامج بالتدني والاهتراء، أما الأسباب من وجهة نظره فهي: السعي للتكسب دون وجود رسالة واعية أو هادفة للقائمين علي هذه البرامج فهم يسعون للمكاسب الشخصية قصيرة المدي سريعة التحقيق عالية الربح، أما أغلب المقدمين فليسوا علي كفاءة أو قدر من التأهيل والتأهل لا يملكون أسلوبا أو ثقافة أو وعيا ولكنهم يلعبون علي أن الجمهور «المستهدف» «سطحي» وسوف يقبلونهم بسطحيتهم»!
النتيجة الواضحة علي الشاشة يلخص أسبابها نجم الإسماعيلي السابق «أسامة خليل» لعدم وجود سياسة عامة أو أسلوب عمل واضح خاص بالإعلام الرياضي حيث لا يفهم القائمون عليه معني الالتزام العام أمام الجماهير وإذا غابت الرقابة عم الفساد!
ولكن ما هي نوعية الرقابة التي يمكن أن تقنن أداء هذه البرامج ومقدميها؟ والإجابة يحددها «خليل» في ضمير القائمين علي هذه الصناعة.. بينما يطالب «حسن المستكاوي» بتدخل الدولة في وزارة الاستثمار التي لابد أن تتدخل دون انتظار حكم محكمة أو بلاغ للنائب العام ولكن «المستكاوي» يؤكد أيضاً أن هناك أشياء تحتاج للضمير ولاحترام النفس ولا تحتاج لقانون أو وضع معايير ومنها علي سبيل المثال: كيف تكون عضواً في اتحاد الكرة أو عاملاً به ولديك برنامج كروي؟!
الضمير واحترام النفس الذي يؤكد عليهما المستكاوي يراهما البعض «هرش» مخ أو خيال علمي وبالتالي فالوضع القائم سيظل كما هو عليه حتي إشعار آخر لا نعلم متي سيأتي!!
المؤكد أن تصفية الحسابات وتبادل الأزمات والعنف والسب والنقد وافتعال الأزمات والبحث عن دور وإشعال النيران غير الصديقة «أهداف» يحرزونها في المجتمع فيهزمون وعلي مدي 5 سنوات مازال اللعب غير النظيف مستمراً في الإعلام ، وأغلب اللاعبين في ملعب الإعلام لا يمتلكون رؤية ولا موهبة ولا أداء مهنياً أو أخلاقياً ولا يبدون أنهم سيتوقفون!!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.