تفاصيل الحالة الصحية للفنان أحمد سعد بعد تعرضه لحادث سير    استطلاع: 44% من الإسرائيليين يرفضون منح نتنياهو عفوا عن تهم الفساد    الكاف يخطر الزمالك بطاقم تحكيم مباراة زيسكو يونايتد    هند عاكف ترد على شائعة زواجها من إسماعيل الليثي قبل وفاته    رئيس شعبة الذهب يكشف توقعاته للأسعار خلال الفترة المقبلة    بعد استبعاد الفنانين المصريين، تركي آل الشيخ يعلن عودة الثقافة المصرية لموسم الرياض    للأمهات، اكتشفي كيف تؤثر مشاعرك على سلوك أطفالك دون أن تشعري    توقيع اتفاقيات وتفقد مشروعات وتوسعات جامعية.. الحصاد الأسبوعي لوزارة التعليم العالي    انطلاق الأسبوع التدريبي ال 15 بقطاع التدريب وبمركز سقارة غدًا    أسماء مرشحي القائمة الوطنية لانتخابات النواب عن قطاع القاهرة وجنوب ووسط الدلتا    ضبط 15 شخصًا لقيامهم باستغلال الأطفال الأحداث في أعمال التسول    موجة برد قوية تضرب مصر الأسبوع الحالي وتحذر الأرصاد المواطنين    إنقاذ 3 مصريين فى منطقة محظورة بين تركيا واليونان    قناة السويس تشهد عبور 38 سفينة بحمولات 1.7 مليون طن    محاضرة بجامعة القاهرة حول "خطورة الرشوة على المجتمع"    عروض فنية وإبداعية للأطفال في ختام مشروع أهل مصر بالإسماعيلية    تصعيد قاسٍ في أوكرانيا... مسيّرات وصواريخ "كينجال" ومعارك برّية متواصلة    قافلة تنموية شاملة من جامعة القاهرة لقرية أم خنان بالحوامدية    مؤتمر جماهيري حاشد ل«حماة الوطن» بالدقهلية لدعم مرشحه في النواب 2025 | فيديو    الموسيقار هاني مهنا يتعرض لأزمة صحية    المدير التنفيذي للهيئة: التأمين الصحي الشامل يغطي أكثر من 5 ملايين مواطن    محافظ الجيزة يُطلق المهرجان الرياضي الأول للكيانات الشبابية    الصحة العالمية: 900 وفاة في غزة بسبب تأخر الإجلاء الطبي    فرص عمل جديدة بالأردن برواتب تصل إلى 500 دينار عبر وزارة العمل    مواجهات حاسمة في جدول مباريات اليوم السبت 15 نوفمبر 2025    وزيرة التنمية المحلية تفتتح أول مجزر متنقل في مصر بطاقة 100 رأس يوميا    بتكوين تمحو معظم مكاسب 2025 وتهبط دون 95 ألف دولار    انخفاض ملحوظ فى أسعار الطماطم بأسواق الأقصر اليوم السبت 15 نوفمبر 2025    الأعلى للثقافة: اعتماد الحجز الإلكتروني الحصري للمتحف المصري الكبير بدءًا من 1 ديسمبر    «التخطيط» تطبق التصويت الإلكتروني في انتخابات مجلس إدارة نادي هليوبوليس    توقيع إتفاق تعاون بين «مينا فارم» و«باير» لتوطين صناعة الدواء    «الزراعة»: إصدار 429 ترخيص تشغيل لمشروعات الإنتاج الحيواني والداجني    لو مريض سكر.. كيف تنظم مواعيد دواءك ووجباتك؟    في ذكرى وفاته| محمود عبدالعزيز.. ملك الجواسيس    تحاليل اختبار الجلوكوز.. ما هو معدل السكر الطبيعي في الدم؟    أطلقت عليه وابل رصاص وضربته بظهر الطبنجة (فيديو)    كولومبيا تعلن شراء 17 مقاتلة سويدية لتعزيز قدرتها الدفاعية    ترامب يلغي الرسوم الجمركية على اللحم البقري والقهوة والفواكه الاستوائية    عمرو حسام: الشناوي وإمام عاشور الأفضل حاليا.. و"آزارو" كان مرعبا    حارس لايبزيج: محمد صلاح أبرز لاعبي ليفربول في تاريخه الحديث.. والجماهير تعشقه لهذا السبب    نشرة مرور "الفجر".. انتظام مروري بمحاور وميادين القاهرة والجيزة    درجات الحرارة على المدن والعواصم بمحافظات الجمهورية اليوم السبت    الصين تحذّر رعاياها من السفر إلى اليابان وسط توتر بشأن تايوان    جامعة القناة تقدم ندوة حول التوازن النفسي ومهارات التكيف مع المتغيرات بمدرسة الزهور الثانوية    الشرطة السويدية: مصرع ثلاثة أشخاص إثر صدمهم من قبل حافلة وسط استوكهولم    الحماية المدنية تسيطر على حريق بمحل عطارة في بولاق الدكرور    مواقيت الصلاه اليوم السبت 15نوفمبر 2025 فى المنيا    في غياب الدوليين.. الأهلي يستأنف تدريباته استعدادا لمواجهة شبيبة القبائل    حكم شراء سيارة بالتقسيط.. الإفتاء تُجيب    إقامة المتاحف ووضع التماثيل فيها جائز شرعًا    دعاء الفجر| اللهم ارزق كل مهموم بالفرج وافتح لي أبواب رزقك    مقتل 7 أشخاص وإصابة 27 إثر انفجار مركز شرطة جامو وكشمير    اشتباكات دعاية انتخابية بالبحيرة والفيوم.. الداخلية تكشف حقيقة الهتافات المتداولة وتضبط المحرضين    باحث في شؤون الأسرة يكشف مخاطر الصداقات غير المنضبطة بين الولد والبنت    جوائز برنامج دولة التلاوة.. 3.5 مليون جنيه الإجمالي (إنفوجراف)    زعيم الثغر يحسم تأهله لنهائي دوري المرتبط لكرة السلة    حسام حسن: هناك بعض الإيجابيات من الهزيمة أمام أوزبكستان    سنن الاستماع لخطبة الجمعة وآداب المسجد – دليلك للخشوع والفائدة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عودة الإذاعات الأهلية علي يد اللاعبين المعتزلين
نشر في روزاليوسف الأسبوعية يوم 17 - 04 - 2010


الإعلام الكروي يهزم الأخلاق 1 - صفر:
عودة الإذاعات الأهلية علي يد اللاعبين المعتزلين
بعض مقدمي البرامج الرياضية يحرض الجماهير علي خرق القانون.. والكثيرون منهم تحكمهم الأهواء وليس المعايير المهنية
محمود معروف اتهم مخرج مباراة الزمالك واتحاد الشرطة بالانحياز ضد الزمالك.. فهاجمته قناة الأهلي وقالت إنها تملك ملفاً بتجاوزاته
«مجتمعنا سيصبح خاضعاً للغة الأقدام».. الرأي والنبوءة للعملاق «توفيق الحكيم» في مقال له عن كرة القدم منذ سنوات طويلة ولكنه رحل قبل أن يري أن سطوة الساحرة المستديرة أصبحت واقعاً فعلياً مع إعلان الإعلام المصري أن كرة القدم هي المنتج الأكثر جماهيرية، وبالتالي جاء انفجار برامج وقنوات الرياضة أو بالأدق «القدم» سريعاً ومتلاحقاً وتشابهت البرامج وتكاثرت علينا.. وبالتالي لم تعد الكرة جزءا من حياتنا أو الأغلبية منا ولكن صارت حياتهم جزءا من الكرة!!
الحالة الإعلامية الرياضية متخمة بظواهر.. متضخمة بأمراض وكوارث وسلبيات.. تصدر ما تسميهم معلقين ومقدمي برامج ومحللين وخبراء يجعلنا نقول بضمير مستريح أن أغلبهم ينطبق عليه قول «ع الجهل دور» وعن الفساد المعلن والمستتر فتش أيضاً.. أما قيم الموضوعية والحياد والاحتكام إلي القواعد المهنية والأخلاقية فهي قيم بلا وجود فمعرفة أغلب القائمين علي هذا الإعلام بها مثل معرفتهم باللغة الصينية تماماً!! الأغلبية التي تتصدر هذا المشهد الإعلامي الرياضي ليس لهم في «نجيب المستكاوي» - مثلاً - «قدوة حسنة».
فالمستكاوي قبل أن يعمل بالنقد الرياضي ترجم أحد أهم الكتب التي ظهرت في الأربعينيات وهي كتاب «أزمة الضمير الأوروبي» ل «بول هازار» ولو عاش المستكاوي حتي الآن لكتب هو كتاباً عن «أزمة الضمير الكروي».. المستكاوي قرأ أيضاً الفلسفة الإغريقية وكان مولعاً بالأدب اليوناني والثقافة الفرنسية وخاصة فولتير وجان جاك روسو الذي كان المستكاوي أول من ترجم للغة العربية أعظم كتبه «وهو العقد الاجتماعي».. فهل هناك من يعرف «فولتير» أو«روسو» أو يعطي أهمية للثقافة كما فعل المستكاوي أم أنهم يتنافسون حول الجهل الفخم والمعارك الشخصية والقضايا التي ليست قضايا؟!
وإذا كانت «نبوءة» توفيق الحكيم قد تحققت «وقيم» المستكاوي اختفت وأهدرت فالنتيجة أن الجهل والفساد فاز 10/ صفر وبالتالي بدا «مولد الإعلام الكروي» وصاحبه ليس غائبا ولكنه مغيب.. أما أغلبية من يقومون بأدوار البطولة في هذا المولد فيطلقون ألعاباً نارية وبهلوانية ويبيعون الكلام في حارة أو شوارع الإعلام حيث إن هذه المهنة «سبوبة» مال وشهرة وأشياء أخري فالإعلامي غير المؤهل كمن تعطي له مدفعاً لا يعرف كيف يستخدمه. أو ثم أشبه بصغار تركوا في مستودع ذخيرة يعبثون فيه وبالتالي فأغلبية مقدمي ومحللي هذه البرامج ما بين مغرض يهوي الوقيعة لأشياء في نفسه وحسابات خاصة أو مريض يهدف إلي تدمير الآخرين أو الاثنين معاً.. كما أن عددا كبيرا من المشاهدين أصبح يدرك أن هناك فئة ليست بالقليلة ممن يطلق عليهم الشعب الإعلامي قابلين للشراء وفي مواجهة ذلك لا يوجد إعلام قادر علي تصحيح الأوضاع ودفعها للأمام وكأن ما يحدث موجة عاتية ربما تلقي بالرياضة في مصر إلي الهاوية.
علي مدي 24 ساعة تتواصل برامج الرياضة أو الكرة وإذا كانت برامج «التوك شو» تحتل صدارة فترات المساء والسهرة فإن برامج الكرة أصبحت تحتل كل الأوقات وتسرق المشاهد من هذه البرامج وبالتالي أصبح عدد كبير في المجتمع يأخذه «الريسيفر» إلي حلقات ودوائر مفزعة ومتشابهه ومتشنجة ليس بها شبه إعلام حقيقي وأصبحت جمل من نوعية: سافل.. منحط.. مرتشي.. لص.. وغيرها حواراً طبيعياً.. عاديا.. كما اعتاد المشاهد علي مقدم برامج يستخدم الغمز بالعين أثناء المداخلات التليفونية حيث يتوهم أن الكاميرا ليست عليه وآخر يتناول المشروبات بطريقة مقززة.. والمؤكد أن هناك أشياء لا يجدها المشاهد في أي قناة أو برامج مصرية أو عربية أخري فهي صناعة كتب عليها: «صنع في الإعلام الرياضي المصري» منها ما حدث مؤخراً بعد مباراة اتحاد الشرطة والزمالك وموقف اتحاد الكرة من منع إبراهيم حسن من حضور المباريات..فقد خرج أحد مقدمي البرامج يطالب إبراهيم حسن وبقوة وجبروت بالذهاب إلي الاستاد قائلاً: روح يا إبراهيم الماتش ولا يهمك.. متخافش احنا معاك!! كما تباري السادة مقدمو ومحللو البرامج في توزيع دم الحكام بين القبائل علي حسب المزاج والهوي.. فالأهلاوي يشيد بالحكم في مباراة الزمالك رغم كل التجاوزات والعكس صحيح وكانت هناك مباراة في المزايدة علي الحكام لإرضاء الجمهور.
حدث أيضاً في حلقة لمدحت شلبي بعد مباراة الزمالك واتحاد الشرطة اعتراض محمود معروف علي أداء المخرج محمد نصر الذي يراه جمهور الزمالك منحازاً إلي الأهلي بجدارة، اعتراض معروف علي أداء «نصر» الذي لا يكف مدحت شلبي عن «تنجيمه» بسبب أو بدون سبب - واعتراض معروف كان في عدم عرض «نصر» لضربة الجزاء المستحقة لنادي الزمالك لدرجة أن معروف وصف نصر بأنه مغرض متحامل فما كان من نصر إلا أن رد عليه بطريقة أخري في نفس الحلقة حيث قام بعرض تقرير مصور انتقد فيه من وصفهم بنقاد الكرة الذين يتكسبون من النقد ويحققون مصالح شخصية كما خصصت قناة الأهلي بعد ذلك برنامجاً كاملاً للهجوم علي محمود معروف بتأكيد منها أن لديها ملفا كاملا عن تجاوزاته!!!
ولأن تحديد الهوية الكروية أصبح واضحاً وجلياً وللجمهور فقد تعرض مدحت شلبي لهجوم من جماهير الزمالك بسبب رأيه في قضية انتقال «جدو» للزمالك ووصل الأمر إلي حد مقاطعة النادي لقناة مودرن بسبب آراء شلبي!
كما شن «مدحت شلبي» حملة علي النادي الأهلي - رغم أهلاويته وذلك عندما كان الأهلي يحاول الحصول علي حق عرض مباراياته حصرياً فقط علي قناة الأهلي.
مدحت شلبي أيضاً قدم شيئاً غير مسبوق كتعبير عن الاحتفال بفريق مصر وقت بطولة أنجولا فقد فوجئ المشاهد براقصة بشمعدان في الاستديو!!!
حوار غريب دار مؤخراً في برنامج «خالد الغندور» في قناة «دريم» بين «الغندور» وأحد الأطباء حيث أجري الأول اتصالاً تليفونياً حول موضوع المنشطات وفوجئ المشاهدون «بالغندور» يسأل الطبيب علي التليفون: افرض لاعب بالليل كان واخد فياجرا وحلل الصبح؟! بينما دعمه أحد الضيوف مؤكداً علي كلامه «آه لاعب جاله مزاجه ياخد فياجرا» وتجاهل الطبيب هذا التعليق وتحدث في الموضوع!!
كما لا يفاجأ المشاهد أو المستمع حين يسمع جملا من نوعية: أدي اللاعب اللي اتهموا حسن شحاته بسببه مش بقول كده لأنه أبويا».. والحوار لكريم حسن شحاتة» وهو مجتهد ولديه قبول ولكن جملا وحوارات من هذا النوع تؤكد عدم وجود معايير للحوار.
وأحياناً تصبح الحوارات أقوي من أي مسرحية هزلية أو عبثية، ففي مباراة الأهلي والزمالك في الدور الأول كانت قناة مودرن تقدم اختراعاً جديداً وهو وجود استديوهين للمباراة نفسها وكانت مراسلة مودرن تقف أمام غرف خلع الملابس في انتظار من يمن عليها من لاعبي الأهلي والزمالك الخارجين إلي الملعب بلقاء سريع يكون لها فيه السبق هي والقناة وظلت المراسلة تنتظر من يعطف عليها فكان حسام البدري هو من وقف لدقيقة ليستمع إلي هذا السؤال الجبار المهم الحيوي الذي انتظرت المراسلة عشرين شخصاً لتسأله له قبل المباراة وهو: كابتن.. مين حايجيب كام جول؟
وعلي قناة النيل وفي الاستديو التحليلي لمباراة العودة بين «مان يونايتد» و«بورتو» دوري أبطال أوروبا علي قناة النيل الرياضية كان هناك سبق غير مسبوق فالخطيب وحازم إمام يقومان بالتحليل وعندما كان كابتن محمود الخطيب يحلل الهدف الرابع لرونالدو استخدم الرسم علي الشاشة التي كان رونالدو وحيداً عليها ليرسم دائرة علي وجهه ويقول لحازم : «انظر لملامح الجدية علي وجه رونالدو» بينما كان رونالدو هو الكائن الوحيد المتواجد علي الشاشة وبالتالي لا داعي لرسم دائرة حوله والمؤكد أيضاً أن تسديدات الخطيب الذهبية التي منحت مصر والأهلي بطولات كثيرة لم يسددها وهو يضحك فما هو الغريب في الجدية؟
«وحصرياً» عبارة اعتاد المشاهد عليها أيضاً سواء في الفن أو في الكرة وما يحدث في أغلب الإعلام الكروي المصري يؤكد أن «حصرياً» عبارة دقيقة خاصة به ويحتكرها لأنه متخم بالعجائب والغرائب.
«فمدحت شلبي» الذي يمتلك ثلاثة برامج علي قناة مودرن له وظيفة إعلامية في اتحاد الكرة فهو مدير العلاقات العامة والإعلام أي أنه أمين سر هذا الاتحاد.
القائمة لا تقتصر علي «مدحت شلبي» ولكنها تضم أيضاً أيمن يونس عضو مجلس إدارة الاتحاد الذي يقدم برنامجاً علي قناة مودرن كما أنه أحد المحللين في برنامج «مدحت شلبي».. أيضاً مجدي عبدالغني يظهر كمحلل في العديد من القنوات ومصطفي يونس المدير الفني لمنتخب الشباب يقدم برنامجاً علي «مودرن» والقائمة طويلة وعندما حاول «سمير زاهر» فرض قرار يقضي بمنع العاملين باتحاد الكرة من الظهور علي القنوات لم تنجح محاولته فيبدو أن العاملين وأعضاء مجلس الإدارة مراكز قوي أقوي من القرارات.
ومن أعجب الغرائب أن «محمد حسام» رئيس لجنة الحكام لديه برنامج يقوم فيه بتحليل وتقييم وانتقاد الحكام ولا تسأل عن المصداقية أو المهنية!
«حسام» يؤكد أن رئاسته للجنة الحكام لا يتقاضي عنها أجراً وبالتالي فهو يري أن تقديمه للبرامج شيء عادي.. منطق غريب لماذا يقبل العمل مجاناً؟ والأهم كيف يقبل أن يكون رئيسا للجنة يختار الحكام ثم في المساء يقوم بالتقييم علي الهواء؟!
الغرائب في المشهد الإعلامي الرياضي لا تتوقف وأغلبها لا يمت للمهنية بأي صلة «فسيف زاهر» وهو أحد الوجوه التي ظهرت فجأة هو ابن شقيق سمير زاهر رئيس الاتحاد «سيف» كان مرشحاً في قائمة المهندس حسين صبور لعضوية نادي الصيد وكان هذا سبباً كافياً للترفع عن ذكر الانتخابات في برنامجه من قريب أو بعيد ولكنه ضرب بكل ذلك عرض الحائط وقام باستضافة حسين صبور وقائمته في برنامجه وأعلن عن ذلك بكل فخر وبكل أنواع الدعاية والتباهي!! «سيف» أيضاً كان من المفترض أن ينأي بنفسه عن أي حوار مع عمه، ولكن أصبح عادياً أن تري سيف بجوار عمه وأسرته في بيته..!!
من الأشياء التي تعد «حصرياً» أيضاً المكالمة التي دارت بين د. وليد دعبس رئيس قناة مودرن وعلاء صادق الذي كان يقدم برنامجا علي القناة بعنوان هنا القاهرة.. «دعبس» كان موجوداً في دبي ولم يعجبه أداء «صادق» فقام بالاتصال ليستنكر ما يفعله علاء صادق ويقوم بتوجيهه بما ينبغي أن يكون وينتهي هذا المشهد باعتراض علاء علي تدخل دعبس وبتأكيد دعبس أنه من حقه، لأنه هو الذي يدفع الفلوس!!
الغريب أن علاء صادق لم يترك وينتصر للمهنية بل إنه قدم استقالته علي الهواء في حلقة تالية وكأن الهواء هو المساحة المستباحة يفعلون فيها ما يشاءون وقتما شاءوا وبأي طريقة.
علاء صادق أيضاً يفرض آراءه ويري دائماً أنه صاحب وجهة النظر الصحيحة وأنه يمتلك الحقيقة والموضوعية دون غيره.. علاء اعتاد علي تصيد أخطاء الجميع ومؤخراً الحكام، وطالب بوجود حكام أجانب للمباريات التي يكون الأهلي والزمالك طرفاً فيها، وقد رأي البعض أن علاء صادق هو أول من أشعل النيران في الحكام رغم إقرار الجميع بأن المستوي التحكيمي مهزوز في أغلب الأحيان مؤخراً، ولكن لكل معلق ومحلل طريقته في إعلان الغضب والنقد، وكل كائن كروي يعطي لنفسه الحق وبالتالي أصبح العنف اللفظي سمة مشتركة بين جميع البرامج الرياضية الذي يصل إلي «الردح» علي طريقة «عبلة كامل» في فيلم «خالتي فرنسا»، وتتشابه أغلب هذه البرامج مع ما كان يحدث قديماً في الإذاعات الأهلية قبل ظهور الراديو فقد كان لكل حي إذاعة يطلقها لتنطلق منها تصفية الحسابات وكيد العوازل والنميمة.. لقد وصل الحوار في أغلب البرامج الرياضية لما هو أدني من حوار المقاهي أو أشد قسوة وكأن الجميع اتفق علي «الهبوط» الممتاز للإعلام رغم أنهم يفتعلون القضايا ويتصارعون حول بطولة تسمي الدوري الممتاز.
والغريب أن قناة مودرن تشهد هذه الحروب الأهلية بين مقدميها وأحياناً تبدو برامجها وكأنها إذاعات أهلية فعلاً ولكن في قناة واحدة!!
أما أكثر الخطايا التي ارتكبها الإعلام الكروي فهي تتمثل في الأداء في انتخابات الأندية أو انتخابات الاتحاد ونفس الخطايا تنطبق علي ما حدث في أداء إعلامي في مباراتي مصر والجزائر. وتتوالي الأعاجيب التي أصبحت أمراً عادياً وواقعاً يسلمون به ويرتضونه أيضاً، فنري المدربين الذين يقودون فرقاً بالدوري يقبلون بالعمل كمحللين يقومون بتقييم زملائهم الآخرين، وربما يكون الفريق الذي يقوم بتقييمه قد لعب معه منذ أيام أو سيلعب أمامه غداً وربما كان هؤلاء يعملون في وقت الفراغ في برامج الهواء أو لا يكتفون بما يتقاضون من أموال فتغريهم أموال الفضائيات!! وبالتالي فنجد الاستديو التحليلي الموجود في العديد من القنوات يضم العشرات من الجنرالات الذين يتزايد عددهم يوماً بعد يوم والمؤكد أن نسبة ما يمكن أن نطلق عليهم خبراء منهم لا يتجاوز 10%.
ماذا يطرح هذا الإعلام؟ هل هناك قضايا حقيقية يثيرها.. المتابع سيجد أنها إما افتعال قضايا أو انفعال بأشياء وتضخيمها لتأكيد حالة الفوضي التي تتأصل كل يوم وليلة.. وأصبح التفتيش عن المصائب أو انتقالها أحد أهم الكنوز التي يبحث عنها الإعلام بصفة عامة والرياضي بصفة خاصة، والرأي للناقد والإعلامي حسن المستكاوي الذي يضيف:
أغلب البرامج تقدم فتنا رياضة طائفية جديدة لأن الكرة هي المنتنج الأكثر جاذبية وجماهيرية، ولأننا لم نستطع التعاقد علي السلع الأغلي من كأس العالم وبطولات مهمة فيبقي الدوري هو المنتج الوحيد الذي نملكه وبالتالي ينشغل الناس ببرامج كلامية ومشاكل وخناقات تزيد مساحة التعصب فنجد نوعية من برامج «أهلاوي» و«زملكاوي» و«إسماعيلاوي»، أما عندما يكون المنتخب طرفاً فإن البعض يزايد علي فكرة الوطنية التي تصل إلي الرقص في الاستديو.. بينما المهنية والوطنية تقتضي الحياد.. لقد رفضت منذ سنوات طويلة أن أكون رئيساً لتحرير مجلة الأهلي حتي لا أخسر مبادئي ولكننا نعيش حالة خلل واختلال.. نحن أمام إعلام بلا ضمير مهني!!
«الإعلام في مصر كارثة بكل المقاييس لا شكل ولا مضمون ولا مهنية» والوصف للناقد والإعلامي خالد توحيد مدير قناة الأهلي والذي يرفض الرأي الذي يؤكد أن وجود قنوات للأندية يؤكد التعصب ويعد تأصيلا متعمدا للفتنة الكروية ويقول: «إنها شعارات زائفة، فأي متابع محايد ومهني يرصد أن أداء قناة النادي الأهلي وسط دائرة الصخب القائمة سيجد أنها هي صوت العقل والمصداقية والمهنية والتوازن في مصر، لأنها قناة لم تخلق التشنج والتعصب إنها القناة العاقلة وسط هذا الجو المجنون أمام برامج من نوعية أهلاوي وزملكاوي فهي دعوي للتعصب الصريح ليس بسبب الاسم وإنما بسبب الأداء المخزي الذي لا يشرف».
ويتفق الناقد «شوقي حامد» علي رداءة مستوي ما يقدم في الإعلام الرياضي مؤكداً علي عدم استثناء أحد، ويصف جميع البرامج بالتدني والاهتراء، أما الأسباب من وجهة نظره فهي: السعي للتكسب دون وجود رسالة واعية أو هادفة للقائمين علي هذه البرامج فهم يسعون للمكاسب الشخصية قصيرة المدي سريعة التحقيق عالية الربح، أما أغلب المقدمين فليسوا علي كفاءة أو قدر من التأهيل والتأهل لا يملكون أسلوبا أو ثقافة أو وعيا ولكنهم يلعبون علي أن الجمهور «المستهدف» «سطحي» وسوف يقبلونهم بسطحيتهم»!
النتيجة الواضحة علي الشاشة يلخص أسبابها نجم الإسماعيلي السابق «أسامة خليل» لعدم وجود سياسة عامة أو أسلوب عمل واضح خاص بالإعلام الرياضي حيث لا يفهم القائمون عليه معني الالتزام العام أمام الجماهير وإذا غابت الرقابة عم الفساد!
ولكن ما هي نوعية الرقابة التي يمكن أن تقنن أداء هذه البرامج ومقدميها؟ والإجابة يحددها «خليل» في ضمير القائمين علي هذه الصناعة.. بينما يطالب «حسن المستكاوي» بتدخل الدولة في وزارة الاستثمار التي لابد أن تتدخل دون انتظار حكم محكمة أو بلاغ للنائب العام ولكن «المستكاوي» يؤكد أيضاً أن هناك أشياء تحتاج للضمير ولاحترام النفس ولا تحتاج لقانون أو وضع معايير ومنها علي سبيل المثال: كيف تكون عضواً في اتحاد الكرة أو عاملاً به ولديك برنامج كروي؟!
الضمير واحترام النفس الذي يؤكد عليهما المستكاوي يراهما البعض «هرش» مخ أو خيال علمي وبالتالي فالوضع القائم سيظل كما هو عليه حتي إشعار آخر لا نعلم متي سيأتي!!
المؤكد أن تصفية الحسابات وتبادل الأزمات والعنف والسب والنقد وافتعال الأزمات والبحث عن دور وإشعال النيران غير الصديقة «أهداف» يحرزونها في المجتمع فيهزمون وعلي مدي 5 سنوات مازال اللعب غير النظيف مستمراً في الإعلام ، وأغلب اللاعبين في ملعب الإعلام لا يمتلكون رؤية ولا موهبة ولا أداء مهنياً أو أخلاقياً ولا يبدون أنهم سيتوقفون!!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.