انتهى الدور الأول للدوري العام بتربع الأهلي على قمة الدوري منفردا وبفارق 12 نقطة عن الزمالك أقرب منافسيه. ولأول مرة في تاريخ المسابقة يحقق فريق نسبة النجاح كاملة بالفوز في كل مبارياته ، غير أن أداء أصحاب الرداء الأحمر كان متباينا ، فتارة يقدم وجبات كروية ساخنة ، وتارة أخرى يقدم كرة باهتة لا تعبر عن الفريق الذي يضم خيرة من نجوم الكرة المصرية. وبنظرة فاحصة لمباريات الأهلي عبر 1170 دقيقة ، نجد أن لغة الأرقام أوضحت الكثير من النتائج التي حللت لنا أداء القافلة الحمراء طوال الدور الأول من المسابقة من فاعلية هجومية على مرمى المنافسين ، والكفاءة الدفاعية لمدافعيه. فبالنسبة للركلات الركنية ، فقد احتسب للأهلي 101 ركلة ركنية ، وهو عدد كبير بالفعل ، غير أنه لم يستفد منه إلا في ثلاثة أهداف فقط في شباك كل من المصري وبلدية المحلة وإنبي ، أحرزهم جميعا ليبرو الفريق عماد النحاس ، أي بنسبة تقل عن 3 % ، وبالطبع نسبة ضئيلة صغيرة بالمقارنة بالأهداف التي هزت شباكه من الركلات الركنية. صحيح أن الأهلي اهتزت شباكه من الركلات الركنية مرتين فقط في مباراتي الاتحاد والمحلة ، إلا أن نسبة اهتزاز شباكه من الركلات التي احتسبت عليها 5 % ، حيث احتسب عليه 40 ركلة ركنية منهم 10 فقط في مباراة المحلة. أما بالنسبة للركلات الحرة التي تعد أهم الأسلحة الهجومية في مواجهات التكتلات الدفاعية الأسمنتية ، فنتيجتها تثير تساؤلات عدة ، حيث احتسب للأهلي 45 ركلة على حدود منطقة الجزاء ، لم يستفد الأهلي إلا من أربع ، أحرزهم بمعدل هدف في مرمى الترسانة ، هدفين في مرمى أسمنت أسيوط ثم هدف في شباك الإسماعيلي ، واللافت للنظر أن الأهلي لم يستفد من تسديد الركلات على مرامي منافسيه بصورة مباشرة. وبالنظر للأهداف التي أحرزها الأهلي ، نلاحظ أن سبعة أهداف من أصل سبع وعشرين هدفا جاءت بالرأس ، لم يسجل منهم المهاجمون إلا ثلاثة عن طريق أبوتريكة هدفين في شباك الترسانة والزمالك وثالث لمتعب في أسمنت السويس ، وصنع الأنجولي جيلبيرتو من الأهداف السبعة أربعة بعرضيات المتقنة ، ليؤكد أنه أفضل لاعبي الأهلي في لعب الكرات العرضية.
التسديد من خارج منطقة الجزاء كان له نصيبا من بين أهداف الشياطين "الحمر" ، فأحرز ثلاثة أهداف من بين 92 تسديدة بعيدة المدى لعماد متعب وأحمد حسن ومحمد شوقي في شباك المنصورة ، أسمنت أسيوط وحرس الحدود ، ورغم أن حسن مصطفى هو أكثر اللاعبين تسديدا على المرمى ، إلا أنه لم ينجح في إصابة الهدف ولو لمرة واحدة. ورغم الأصوات الكثيرة التي انتقدت الجبهة اليمنى من جهة أخرى ، إلا أن الأرقام دافعت عن وجود بركات في الجانب الأيمن بمفرده مؤديا الدورين الهجومي والدفاعي ، فمن الأهداف السبعة التي مني بها مرمى الأهلي جاء هدفان من الجهة اليمنى في مباراة حرس الحدود والمحلة اللتين غاب عنهما بركات ، مقابل ثلاثة أهداف من الناحية اليسرى للأهلي ، وهدفين من ركلتي جزاء في مباراة الزمالك. وأظهرت الإحصائيات حقيقة هامة أخرى ، وهي أن الأهلي لم يستطع حسم مبارياته في شوطها الأول إلا في خمس مباريات فقط من أصل 13 مباراة ، أي بنسبة 38,5 % فقط ، وفي المقابل خرج متعادلا في الشوط الأول سبع مرات ، وخاسرا في شوط واحد في مباراته مع الاتحاد السكندري ، وهو ما يدل على ضعف قدرة الفريق على إيجاد حلول حاسمة لتكتلات منافسيه الدفاعية. أما الشوط الثاني ، فقد أنهاه الأهلي بنسبة نجاح تصل إلى 77 % ، حيث حقق فيه الفوز 10 مرات مقابل ثلاث تعادلات ودون أي هزائم ، وذلك بعدما يستغل "الشياطين الحمر" سلاح اللياقة البدنية العالية مع منافسيهم ، وهو سلاحهم الرئيسي. وجاءت إحصائية الأهداف لتؤكد على أهمية سلاح اللياقة البدنية لدى "جوزيه وأبنائه" ، فمن بين 27 هدف أحرزهم الأهلي في الدور الأول ، أحرز أبناء القافلة الحمراء تسعة أهداف في الشوط الأول مقابل 18 هدفا في الثاني ، وهو ما يعني أن الكفاءة الهجومية للأهلي في النصف الثاني من المباراة ضعف مثيلتها في الأول. ليس هذا فقط ، بل أن الأهلي أحرز ما يزيد عن نصف أهدافه في نصف الساعة الأخير من مبارياته ، وهو الوقت التي يظهر فيه فارق اللياقة البدنية لمصلحة لاعبيه ويبدأ تركيز المنافسين في التراجع ، كما أنه أحرز في ربع الساعة الأخير من مبارياته ثمانية أهداف ، خمسة منهم جمعوا له عشر نقاط كانت كافية لإعطائه الصدارة عن الزمالك أقرب منافسيه بفارق 12 نقطة. وتبقى المحصلة النهائية لأرقام الأهلي لتؤكد أنه بالرغم من الفارق الكبير بينه وبين أكبر منافسيه ، إلا أنه لا يزال أمامه الكثير حتى يضمن الفوز باللقب ، خاصة وان الجماهير لازلت تتذكر الهولندي بونفرير الذي قاد الأهلي للفوز في 12 مباراة متتالية ، ومع ذلك لم ينل ثقة الجمهور