شهدت أعداد المحتجين المعارضين للرئيس المصري محمد مرسي المعتصمين في ميدان التحرير بوسط القاهرة وعند قصر الاتحادية الرئاسي تراجعا كبيرا اليوم السبت مع بدء التصويت في استفتاء على مشروع دستور جديد مثير للانقسام. واختلف المعتصمون بشأن الموقف من الاستفتاء وخطوتهم التالية بعد قبول المعارضة المشاركة في التصويت وإن كانت دعت إلى رفض مشروع الدستور. ويؤيد الإسلاميون مشروع الدستور ويقولون إنه السبيل للخروج من الأزمة السياسية الطويلة بينما تصفه القوى الليبرالية بالمعيب وتقول إنه قد يثير المزيد من الانقسامات في البلاد. وقال محب (21 عاما) وهو طالب يعتصم عند الاتحادية "أنا شخصيا مع مقاطعة الاستفتاء. أنا لا أرى أن المعركة شرعية ونحن غير مجبرين على دخولها. لدينا معركة أخرى موازية في الشارع. لا يصح أن نترك الشارع الذي هو لنا ونركض وراء صناديقهم التي لا نضمنها". لكن شهاب (21 عاما) وهو أيضا من معتصمي الاتحادية الذين كان عددهم يقدر بالعشرات صباح اليوم انتقد الدعوات للمقاطعة وتساءل "لماذا المقاطعة؟ هذا يعطي فرصة لتكون الأصوات بنعم أكثر." ولم تكن هناك رؤية جامعة للمعتصمين بشأن مصير الاعتصام بعد انتهاء الاستفتاء. وقال محمود سعد (50 عاما) وهو مهندس معماري يعتصم في التحرير "سأذهب للتصويت بلا لكن لن نفض الاعتصام مهما كانت النتيجة خاصة بعد سقوط شهداء. لن أرحل قبل أن يقر دستور أفضل". وأضاف "وقبل ذلك لن نفض الاعتصام إلا إذا أخرجونا جثثا من الميدان." وقال الشاب محب "فض الاعتصام سيكون قرارا عفويا جدا. حركة 6 أبريل علقت اعتصامها (عند الاتحادية) وجمعت خيامها." وذهب بعض المعتصمين إلى ما هو أكثر من رفض الدستور. وقال جاسر (47 عاما) المعتصم بالتحرير والقادم من محافظة الدقهلية بشمال مصر "الاعتصام مستمر حتى إسقاط مرسي. سواء كانت نتيجة الاستفتاء بنعم أم بلا لازم يرحل. مرسي فقد شرعيته بسقوط مزيد من القتلي." وقال زميله وسام عبد الجواد عن السبيل الذي سيتخذونه لتحقيق هدفهم "لدينا نية للتصعيد." لكنه لم يوضح الخطوات التي قد يلجأون لها. وكانت الاجواء في اعتصام الاتحادية هادئة اليوم وسط تواجد مكثف لقوات الامن والجيش اما في التحرير فكانت أعداد المعتصمين بالعشرات أيضا لكن أعداد الباعة الجائلين والمارة كانت تفوقهم بكثير. وظلت حركة المرور متوقفة في الميدان باستثناء بعض الدراجات النارية وسيارات الأجرة.