فى الأساطير الإغريقية جاءت الحقيقة إلى الناس عارية تماماً، فلم يقبلوها ونفروا منها وجرى كل منهم بعيداً عنها، ذهبت الحقيقة وارتدت ثياباً جميلة ووضعت المساحيق على وجهها، وحين عادت رحّب الناس بها واحتفوا بعودتها. والسؤال: هل تريد الحقيقة العارية، أم عايزها لابسة؟؟ أنا يا سيدى سأقول لك ما أفهمه، وسأكتب ما أصدقه، وإن كان الكاتب مجنوناً فليصبح القارئ، وحياة أغلى حاجة عنده يا شيخ، عاقلاً. ما معنى أن تهلل شخصيات عامة ونشطاء، بل وتدعو أصلاً، لحرق مقرات الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة، ثم تخرج لتتهم الإخوان بأنهم ميليشيات ضربوهم وعدموهم العافية وقتلوا منهم أبرياء، فيخرج الإخوان مؤكدين أن القتلى منهم وأنهم فى الجنة بينما قتلى غيرهم فى النار؟؟، وما معنى أن يذهب الإخوان أصلاً لقصر الرئاسة ليحموه وكأنهم ورثوه عن الحاج المرشد، وليجلس الحرس الجمهورى معززاً مكرماً، وليقم الإخوان بدور الشرطة، وليدخلوا قصر الرئاسة كما يريدون ثم يعودوا لأنهم يرون أن هناك تهديدات بالفعل صدرت عن ناشط مندفع وغريب الأطوار اسمه د.ممدوح حمزة باقتحام القصر الجمهورى، وإعلان مجلس رئاسى يحكم مصر، فيعتبرها الإخوان دعوة منظمة للقفز على الشرعية (ماهو إداهم الفرصة)، ثم سعادتك تظل تطلق عليهم وصف خرفان وعبيد للمرشد فى الوقت الذى تغضب فيه لو وصفوا تحالفك مع الفلول بخيانة الثورة التى يراها الإخوان الآن غير قابلة للتكرار لمجرد أن رئيس الجمهورية منهم، وهو الذى خرج فى خطاب غرائبى عجائبى ليقول لنا إن هناك من تم القبض عليه واعترف، ثم تفاجئه النيابة بأن تفرج عن الغالبية العظمى، ثم يتدخل النائب العام الملاكى الذى عينه الرئيس مرسى لتعطيل إخلاء سبيل المقبوض عليهم، ثم يخرج المرشد ويستخدم صورة مصاب على أنه من شهداء الإخوان رغم أنه من مصابى المعارضين للإخوان ومرسى، الذى يدعو لحوار فلا يحضره سوى جيرانه وأصدقائه والحبايب وأنا وأنت بينما المعارضة التى تريد توحيد الناس معها ضد قرارات الرئيس تدعو لعصيان مدنى وإضراب عام يعرفون أنه سيفشل وأنه يفضحهم ويفضح جهلهم بطبيعة الشعب المصرى الذى قرف من الجميع، فيتوجه موتورون ملثمون إلى محطة مترو الأنفاق فى محاولة لتعطيله، ويقدمون أنفسهم وأسماءهم على أنهم من شباب الثورة، وجاءوا ليعطلوا المترو كما نشر الخبر، ثم تذهب قيادات من الداخلية للتفاوض معهم كما قال الخبر أيضاً!!!!!! يهلل الناس حين اقتحم الألتراس مدينة الإنتاج الإعلامى، بينما «يتخضوا» حين حاصرها سلفيون مطالبين بمطالب قريبة من مطالب الألتراس مع اختلاف الهدف ونبله فى حالة الألتراس الذين استخدم البعض اسمهم ليرعب الإخوان يوم موقعة الاتحادية، حيث أكدوا أنهم فى طريقهم لهناك ليدافعوا عن الثورة، ثم ما معنى ألا يغضب الإخوان والسلفيون من حصار الدستورية، ثم يغضبون للتظاهر أمام الاتحادية، وأن يغضب الثوار لأن المعتصمين أمام الدستورية من الإخوان والسلفيين بينما لا يغضبون لو كانوا هم من يحاصرون أى مكان للتظاهر والاعتصام السلمى، ثم وحياة عيالك يا شيخ قل لى كيف يتحد البرادعى وحمدين صباحى مع الزند وتهانى الجبالى، ويدافعون عن عبدالمجيد محمود ويطالبون بنفس ما يطالب به شفيق، فى الوقت الذى يتحد فيه الإخوان والسلفيون على أن كل هؤلاء عملاء وخونة، وأحياناً علمانيون أعداء الدين العظيم. أنا أقول لك الإجابة عن كل هذه التساؤلات.. الناس اتجننت. مصر لبست الطاسة يا سعاد.. ليس فى مصر رجل رشيد يقنع الجميع أن يكفوا أقدامهم عن البنزين ويذكرهم بالفرامل، والجميع يدرك أن مصر هتعمل حادثة، وكلنا هنلبس.. يا مجانييييين.. يا مجانييييين.. يا مجانييييييييييييييييييين (من كتاب: مرسى ودموعى وابتساماتى.. تحت الطبع)