استُشهد وترك أسرة وأقارب وجيران يتحدثون عن طيبته وشهامته، واكتظ منزله بالناس لتقديم واجب العزاء لأسرته، إنه العقيد على أحمد فهمى، رئيس وحدة مرور المنيب، الذى استُشهد فى هجوم إرهابى عليه هو وسائقه، يوم السبت الماضى، بقرية شبرامنت بمنطقة أبوالنمرس. «الوطن» انتقلت إلى منزل الشهيد بشارع ابن بطوطة المتفرّع من شارع محطة مدكور، فى شارع الهرم، حيث أفراد أسرة الشهيد «فهمى»، ينتشرون فى المنزل يتلقون واجب العزاء فى نجلهم، ينظرون إلى صورته ويتحدّثون عن طيبته وعن رجولته وشهامته، وعن حبه الشديد لجميع أفراد أسرته، والدته وشقيقيه الاثنين وزوجته وأولاده الثلاثة، ورغم مرارة الفراق فإن إيمانهم بأنه فى مرتبة أعلى عند الله، يطمئنهم ويقلل من حدة الحزن. والدته: «ابنى فى مكان مافيهوش إرهاب».. ونجله: بابا شجاع ودايماً كان يقول لى إنه بيحب شغله وبلده الشهيد التحق بكلية الشرطة بعد أن تخرج فى مدرسة أحمد لطفى الثانوية عام 1990، وعمل فى بداية حياته بعد أن تخرّج، فى معسكر الأمن المركزى بالجيزة، ثم عمل معاون مباحث فى قسم شرطة شبرا الخيمة، قبل أن يلتحق بالعمل فى مصلحة السجون، وبالتحديد فى سجن وادى النطرون، وانتقل منه إلى العمل بسجن الفيوم، ثم إلى محافظة سوهاج، ليعود مرة أخرى إلى الجيزة بعد 3 سنوات، ليعمل فى المرور، حيث التحق بمرور فيصل، ثم مرور الجيزة، وتدرّج فى الترقية حتى وصل إلى رتبة عقيد شرطة بمرور الجيزة، وتولى منصب رئيس مرور المنيب منذ شهرين. الابن الأصغر للشهيد، اسمه «ياسين» يحتضن صورة والده: «بابا كان بطل.. بابا كان شجاع.. بابا كان بيحب شغله وكان بيحبنا، ودايماً يقول إنه بيحب شغله وبلده.. أنا باحب أشوف صورته.. علشان نفسى أكون ضابط شرطة زيه.. إحنا عايزين القصاص لوالدى من الناس اللى قتلته». «لا إله إلا الله.. عبارة التوحيد، كانت آخر كلمات نطق بها الشهيد قبل أن تصعد روحه إلى بارئها، بأقل من 10 دقائق».. هكذا أكدت نبيلة حجازى، والدة الشهيد فى بداية الحديث عن ابنها، وقالت إنه كان يتصل بها بشكل يومى قبل ذهابه إلى العمل، للاطمئنان على صحتها، بعد أن غادر منطقة الهرم، وانتقل للإقامة بمنطقة شبرامنت ب«أبوالنمرس»، منذ 7 أشهر قبل وفاته. وأضافت: «السبت اللى فات.. اللى هو يوم الحادثة.. الساعة 7 الصبح اتصل بيا يطمن عليا علشان هو متعود كل يوم الصبح يكلمنى.. وقفلت معه، وبعد حوالى نص ساعة عرفت أنه مات.. وزى ما يكون قلبى كان حاسس، ماكنتش عايزة أقفل التليفون.. بس الحمد لله.. هو اللى طلب يدخل الشرطة.. وكان بيحب شغله.. هو دلوقتى فى مكان أفضل.. مفيش فيه إخوان ولا إرهابيين.. ابنى شهيد عند ربنا». تلتقط نهى عبدالسلام، زوجة الشهيد، أطراف الحديث: «الشهيد كان طيب وجدع وبيحب أسرته وكانت الناس كلها بتحبه.. وكان دايماً يقول لى اعتمدى على نفسك.. علشان لو حصل لى حاجة تربى الأولاد كويس.. زى ما يكون قلبه كان حاسس، وعارف إنه هيموت، وكأنه كان على موعد مع الموت». وبعد صمت لحظات حاولت فيها التماسك تابعت زوجة الشهيد: «أنا باطلب القصاص من قتلة زوجى.. اللى عملوه فيه يتعمل فيهم.. زى ما قتلوه وحرقوا قلبى عليه».