لم يكن صبحى صالح، القيادى بحزب الحرية والعدالة، يعرف أنه أصبح لزاماً عليه اختيار الطرق التى يسير فيها بشوارع الإسكندرية بدقة حتى لا يقع فريسة فى أيدى المحتجين الرافضين لجماعته، وذلك بعد أن تقاسم مؤيدو الرئيس ومعارضوه ميادين الإسكندرية ليخرج آلاف المؤيدين فى مسيرة أمام مسجد القائد إبراهيم بمحطة الرمل، بينما يخرج المعارضون للتظاهر بمنطقة سيدى جابر. البداية حين لمح أحد المحتجين بمنطقة سيدى جابر «صالح» أثناء قيادته لسيارته بالمنطقة ليهتف بين المتظاهرين بحماس «صبحى صالح أهو»، وبعد لحظات حاصر المئات سيارة القيادى الإخوانى وقرروا الانتقام منه عقب ورود أنباء لهم عن سقوط قتلى وزيادة عدد المصابين فى محيط قصر الاتحادية بالقاهرة. أنزل المحتجون «صالح» وانهالوا عليه ضرباً وسط هتافات مناهضة له ولجماعته، فمنهم من ضربه بيده، ومنهم من ضربه بعصا، فيما حاول البعض حمايته والسير به بعيداً عن شارع أبوقير، لكن الغضب كان أشد، لم يستطع أحد تخليصه من أيدى المحتجين الذين قادوه ضرباً من شارع أبوقير حتى محطة قطار سيدى جابر. وأقام عدد من المتظاهرين حاجزاً بشرياً حول جسد صالح الذى أصبح تغطيه الدماء، حتى تم تأمينه بإحدى المناطق بجوار محطة سيدى جابر حتى تم نقله إلى مستشفى البدراوى. ولم يكتفِ هؤلاء بذلك بل أضرموا النيران فى سيارة صبحى وحاولوا محاصرة المستشفى الذى يعالج فيه بجوار منزله بمنطقة سموحة، حتى جاء العشرات من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين إلى المستشفى للاطمئنان على «صالح» وحاصروا المستشفى لحمايته، واتهم بعضهم مدير أمن الإسكندرية، اللواء عبدالموجود لطفى، وقيادات المديرية، الذين توجهوا لمقر المستشفى للاطمئنان على «صالح» بالتقصير فى حمايته. من جانبه، قال صبحى صالح، القيادى الإخوانى وعضو اللجنة التأسيسية لوضع الدستور، إن ما تعرض له من محاولة الاغتيال واعتداء بالضرب وإصابة إنما هو إفلاس سياسى. وأكد «صالح» فى تصريح له عقب إجرائه عدداً من الأشعة والفحوصات الطبية وعملية جراحية فى الرأس، أن من اعتدوا عليه يطلقون على أنفسهم اسم «الثوار»، مؤكداً أن من اعتدى عليه هم حفنة من البلطجية وقطاع الطرق، مشدداً على أنه مستمر فى عمله السياسى وفق مشروعه الإسلامى. وأضاف: اصطحبنى البلطجية لمحطة قطار سيدى جابر، وحاولوا إلقائى على قضبان السكة الحديد فأنقذنى المارة، وتتبعنى بلطجية المتظاهرين وحاولوا منعى من الدخول للمستشفى إلا أن المارة اصطحبونى إلى الداخل. وتساءل صالح: إذا كانت هذه السياسة فما هى البلطجة وما هو الإجرام؟ متعجباً من حمل المتظاهرين للسنج والسيوف والمطاوى والشوم والاعتداء على من يخالفهم فى الرأى.