قال الدكتور أحمد عكاشة، عضو مجلس علماء مصر ورئيس الجمعية المصرية للطب النفسي، إن الشخصية كلمة كبيرة تتكون من جزأين، الأول سمات، ويولد بها الإنسان، والثاني أخلاق، وهي تأتي من المجتمع، موضحا أن كل القيم والأخلاق والثقافات موجودة في إطار الشخصية. وأضاف عكاشة، في حواره ببرنامج "ممكن" الذي يقدمه الإعلامي خيري رمضان على شاشة "سي بي سي"، أن كل إنسان يولد باستعداد سواء متزن أو غير متزن، أو استعداد للتطرف أو محافظ، مشيرا أن الإنسان يولد أيضا باستعداد للذكاء، وأن 60% من العالم كله متوسطو الذكاء. وتابع أن الانفلات الأخلاقي هو أمر مكتسب وليس وراثيا، وبالتالي يمكن تغييره، وأنه ليس هناك دستور ينص على "سعادة الفرد" إلا الدستور الأمريكي، مضيفا أن "مقياس السعادة"هو الأجدى في قياس تقدم الأمم، وليس أرقام النمو الاقتصادي فحسب. واستطرد عضو مجلس علماء مصر، أن اليابان تركز في تعليم الأطفال في بدايات تعليمهم على الأخلاق، لافتا أن أكثر ما يؤثر بالوعي الإنساني الآن هو الإعلام بكل أشكاله، ولفت عكاشة إلى أنه لا يمكن أن تتحقق نهضة أمة بالنواحي السياسية ولكن بأخلاقيات المواطن، وأن أخلاقيات المواطن تبدأ من تواجد القدوة، مضيفا أن العلاقة بالله لا يجب أن تتوقف على الخوف، ولكن يجب أن ترتكز على الحب. وتابع "أستطيع أن أقول إننا لسنا شعبا متدينا بالفطرة، لأن الشعب المصري ليس متدينا بل مواظبا على الطقوس الدينية، والقيم الأخلاقية هي أساس الإسلام، ورسول الله قال إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق، والأخلاقيات هي صُلب الإسلام". وأوضح أن 40% تقريبا من الأمهات أميات، و30% من سكان مصر يقيمون بعدد 5 مصريين في غرفة واحدة، ولا يوجد لديهم دورة مياه، لذا لا يمكن هنا أن يكون هناك حميمية، مؤكدا أن التعليم أساس الأخلاق. وصرح أنه "يجب أن تعمل القاعدة المجتمعية بضمير، لأن الوزراء الآن يعملون ليل نهار، لذا يجب أن يكونوا قدوة، ولا يمكن أن يحدث تنوير إلا بوجود اجتهادات من خارج الأزهر، لإن الإسلام نزل للعالم كله وليس لأمة، وأريد أن نفكر في التنوير الديني، والقرآن لا يتغير ولكن التفسير لا زال بدويا، ويجب أن نعلم الجيل الصغير أن الإسلام يحب كل الأديان ويحترمها". واستكمل عكاشة قائلا "زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي للكاتدرائية منذ قليل يعزز ثقافة الاختلاف، كما أنها رسالة مهمة في الخطاب التنويري للدولة، وأن هناك من يتربى على أن المسلم فقط من له الحق في الجنة، ولكن الإسلام يقول إن من يقوم بالقيم الأخلاقية من أي دين له هذا الحق، ولو كنا في وطن واحد، فهذا دين واحد". وأضاف أن الوطن ليس مسلمين فقط، وهذا هو الإسلام الصحيح، وأن السيسي عندما قال "نحب بعضينا"، فهذا أساس الأخلاق العلمية، وهو ما يجعل الأمة سعيدة، ويكون هناك درجة ثقة كبيرة، على عكس الوضع الحالي الذي به نسبة ثقة متواضعة". وأكد عكاشة أن "83% من المصريين لا يثقون في بعضهم البعض، والاقتصاد لن يتحسن إلا إذا تحسنت الأخلاق، ويمكن تعديل المنظومة الأخلاقية خلال فترة من 5 إلى 10 سنوات"، لافتا أن مصر تعاني من فوضى اللغة، والمصريون يتحدثون اللغة بأشكال مختلفة على مدار اليوم الواحد". وأردف أن "الدول الإسلامية لا تقدم سوى نصف في المائة من الأبحاث العلمية، ونحن توقفنا منذ 1300 سنة، والشفافية والمساءلة وتداول السلطة هي الأسباب الرئيسية لعدم تحول أي حاكم لديكتاتور".