قال الدكتور أحمد عكاشة، عضو مجلس علماء مصر، رئيس الجمعية المصرية للطب النفسي، إن الشخصية كلمة كبيرة تتكون من جزأين، الأول سمات، ويولد بها الإنسان، والثاني أخلاق، وهي تأتي من المجتمع، موضحا أن كل القيم والأخلاق والثقافات موجودة في إطار الشخصية. وأضاف عكاشة في حواره ببرنامج "ممكن"، الذي يقدمه الإعلامي خيري رمضان على شاشة سي بي سي، أن كل إنسان يولد باستعداد، سواء متزن أو غير متزن، أو استعداد للتطرف، أو محافظ، مشيرا إلى أن التطرف يمكن أن يكون حبي أو كروي أو ديني أو سياسي، وأن الإنسان يولد أيضا باستعداد للذكاء، وأن 60 % من العالم كله متوسطي الذكاء. وأشار إلى أن :"أستطيع أن أقول إننا لسنا شعبا متدين بالفطرة، لأن الشعب المصري ليس متدينا بل مواظبا على الطقوس الدينية، والقيم الأخلاقية هي أساس الإسلام، ورسول الله قال إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق، والأخلاقيات هي صُلب الإسلام". وأوضح أن 40 % تقريبا من الأمهات أميات، و30 % من سكان مصر 5 مصريين في غرفة واحدة، ولا يوجد لديهم دورة مياه، لذا لا يمكن هنا أن يكون حميمية، وأن أهم شيء هو التعليم لأنه أساس الأخلاق، مضيفا أن الشعب أيضا استهلاكي في كل شيء، ومقياس السعادة هو الأكبر في الدنمارك لأن حياتهم بسيطة ومرفهة. وصرح بأن :"يجب أن تعمل القاعدة المجتمعية بضمير، لأن الوزراء الآن يعملون ليل نهار لذا يجب أن يكونوا قدوة، ولا يمكن أن يحدث تنوير إلا بوجود اجتهادات من خارج الأزهر، لإن الإسلام نزل للعالم كله وليس لأمة، وأريد أن نفكر في التنوير الديني، والقرآن لا يتغير ولكن التفسير لازال بدوي، ويجب أن نعلم الجيل الصغير أن الإسلام يحب كل الأديان ويحترمها". واستكمل عكاشة أن :"زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي للكاتدرائية منذ قليل يعزز ثقافة الاختلاف، كما أنها رسالة مهمة في الخطاب التنويري للدولة، وأن هناك من يتربى على ان المسلم فقط من له الحق في الجنة، ولكن الإسلام يقول إن من يقوم بالقيم الأخلاقية من أي دين له هذا الحق، ولو كنا في وطن واحد، فهذا دين واحد". وأضاف أن الوطن ليس مسلمين فقط، وهذا هو الإسلام الصحيح، وأن السيسي عندما قال "نحب بعضينا"، فهذا أساس الأخلاق العلمية، وهو ما يجعل الأمة سعيدة، ويكون هناك درجة ثقة كبيرة، على عكس الوضع الحالي الذي به نسبة ثقة متواضعة". وأكد عكاشة أن :"83% من المصريين لا يثقون في بعضهم البعض، والاقتصاد لن يتحسن إلا إذا تحسنت الأخلاق، ويمكن تعديل المنظومة الأخلاقية خلال فترة من 5إلى 10 سنوات، ومصر تعاني من فوضى اللغة، والمصريون يتحدثون اللغة بأشكال مختلفة على مدار اليوم الواحد، والتعود على القبح يجعل الأخلاق غير سوية وبدون انضباط، ويجب أن يشارك الأطفال بالكشافة لأنه لا يوجد نهضة بدون روح الفريق، والحل هو تنمية الانتماء والقيم، كما أن العطاء للأخر هو أكبر مصدر للسعادة". وأردف أن :"الدول الإسلامية لا تقدم سوى نصف في المائة من الأبحاث العلمية، ونحن توقفنا منذ 1300 سنة، والشفافية والمساءلة وتداول السلطة هي الأسباب الرئيسية لعدم تحول أي حاكم لديكتاتور".