بينما غابت وزارة الصحة عن ميدان التحرير، رغم الاشتباكات التى لم تتوقف فى محيطه، فقد سجل الهلال الأحمر حضوره بقوة وسط المتظاهرين لإسعافهم وإنقاذهم من الاختناق بفعل الدخان المنبعث من الغازات المسيّلة للدموع، لأن عملهم يحتم عليهم الوجود فى قلب الخطر، ليثبتوا للجميع أن المنظمات الأهلية قادرة على الوصول إلى الفئات المستضعفة التى تحتاج إلى الإغاثة والإنقاذ. «نقدم الإسعافات الأولية من داخل الميدان».. يقولها الدكتور تامر أحمد، المتطوع بجمعية الهلال الأحمر المصرى، معللاً وجوده داخل الحدث، فالطبيب الحاصل على ماجستير فى الجراحة العامة شاهد على الشاشات عنف القصف، فقرر أن يتصل بزملائه المتطوعين فى المنظمة ليذهبوا إلى موقع الحدث، فقرر الهلال الأحمر إرسال فرقتين من الأطباء إلى الموقع «المنكوب»، حيث إن عدم وجود أقنعة غازات معهم يجعلهم يبذلون جهداً مضاعفاً لعلاج المصابين، فقدراتهم العالية ومهنيتهم المتميزة يصدمها واقع أدواتهم، فالأدوات البسيطة التى يستخدمونها من كشافات صغيرة للإنارة وشنطة الإسعافات الأولية لا تمكنهم من علاج كل المصابين، قائلا: «للأسف ساعات بنضطر نحول المصابين إلى المستشفيات اللى قريبة منا، نشيل المريض لحد عربيات الإسعاف اللى موجودة عند السفارة أو على الكورنيش، لأن مافيش عربيات داخل الميدان»، متسائلاً عن سبب عدم وجود أطباء عاملين من وزارة الصحة فى قلب الحدث: «المفروض فيه اشتباكات جامدة، وأكيد التليفزيون ناقل لوزير الصحة الكلام ده، يبقى ليه مايبعتش فرق إنقاذ للناس المصابة؟»، الأهواء السياسية يجب ألا تؤثر على الطبيب، فمهمته -حسب الدكتور تامر- تتلخص فى الإنسان وصحته، فلأن «حياة الفرد أهم من أى حاجة، لازم الوزارة تبعت فرق لأن إحنا مش قادرين لوحدنا»، مؤكداً أن المستشفى الصغير استقبل أكثر من 170 حالة تم علاج 150 منها وتحويل الباقى إلى مستشفى قصر العينى.