"القلب الكبير" تطلق مشروعا لإعادة الإبصار ل5 آلاف طفل فلسطيني

أطلقت مؤسسة "القلب الكبير"، المعنية بمساعدة الأطفال اللاجئين والمحتاجين حول العالم، والتي ترعاها قرينة حاكم الشارقة، الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، المناصرة البارزة للأطفال اللاجئين لدى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، مشروعًا صحيًا يهدف إلى تمكين 5000 طفل فلسطيني، ممن يعانون من مشاكل في العيون، لإعادة بصرهم مرة أخرى.
ويأتي إطلاق المشروع الصحي، عقب تحول حملة "القلب الكبير" إلى مؤسسة عالمية، تعمل على نطاق جغرافي واسع، يهدف للوصول إلى أكبر عدد من اللاجئين والمحتاجين حول العالم، ويستهدف الأطفال واليافعين المكفوفين وذوي المشكلات البصرية المختلفة، الذين لا تزيد أعمارهم عن 18 عامًا، في مختلف مناطق ومدن فلسطين.
ويهدف المشروع، الذي تنفذه مؤسسة "القلب الكبير" بالتعاون مع مجموعة مستشفى سانت جون للعيون في القدس، وهي المؤسسة الخيرية الوحيدة المزودة بخدمات العناية بالعيون في فلسطين المحتلة، إلى تقديم الخدمات الصحية المجانية والعلاج، إلى نحو 5000 طفل فلسطيني مصاب بأمراض العيون المختلفة في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتين، وقطاع غزة، إلى جانب إجراء 300 عملية جراحية للأطفال الذين تتطلب حالاتهم التدخل الجراحي.
ويستمر المشروع الذي تبلغ تكلفته نحو نصف مليون دولار أمريكي، حتى 30 سبتمبر العام المقبل، وتتولى مؤسسة "القلب الكبير"، تغطية تكاليف العلاج للأطفال الذين يراجعون مختلف مرافق مجموعة مستشفى سانت جون للعيون في المناطق الثلاث، كما يفرد المشروع مساحة مقدرة للأطفال المقيمين في المناطق الفلسطينية البعيدة والمهمشة، من خلال الوصول إليهم عبر العيادة المتنقلة التابعة لمجموعة سانت جون.
وقالت مريم الحمادي، مدير حملة "سلام يا صغار": "نهدف من خلال إطلاق المشروع، للتخفيف من معاناة آلاف الأطفال الفلسطينيين ممن حرموا نعمة الإبصار، فليس أجمل من أن تمكن طفلًا تعرض لمشكلات أو عيوب خُلقية في عينيه، من إعادة الإبصار إليه من جديد، لاكتشاف جمال الحياة، ونحن نضع أطفال فلسطين في مقدمة اهتماماتنا، من خلال المشاريع والحملات الصحية والتعليمية والإغاثية، دعمًا منا لصمود الشعب الفلسطيني في الأرض المحتلة".
وأشارت مدير حملة "سلام يا صغار"، إلى أن نسب فقدان البصر في الأراضي الفلسطينية المحتلة، أعلى 10 أضعاف مقارنة بالدول المتقدمة، حيث إن 30% من السكان ممن هم تحت سن 10 أعوام، معرضون للإصابة بأمراض العيون المختلفة، مثل "الحول، ضغط العين، غباش عدسة العين، والصدمات"، ما استوجب على مؤسسة "القلب الكبير" التدخل لمساعدة الأطفال، وتقديم الخدمات الطبية المجانية لهم، بما فيها التدخل الجراحي.
وأضافت الحمادي: "نستند في مشروعنا على أساس إيماننا بحقهم الأصيل في الرعاية الصحية، لا سيما وأننا نعيش في عالم تطورت فيه وسائل الطب الحديث، فنعتبر أن الأطفال الذين ينحدرون من أسر ذات دخل محدود، أولى بالحصول على الرعاية الصحية، وفرص العلاج العادلة والمساعدات، التي من شأنها تحسين ظروف حياتهم الصحية، ومساعدتهم في بناء مستقبل أفضل لهم".
ويصاحب المشروع، تنظيم مجموعة من الحملات التوعوية، تتضمن توزيع نشرات ومطبوعات ومواد تثقيفية، تضم معلومات وإرشادات خاصة بالوقاية من أمراض العيون، بهدف تعزيز مستوى الوعي حول أمراض العيون، وكيفية الوقاية منها، للمساهمة في خفض معدلات فقدان البصر في الأراضي الفلسطينية.