بين اشتداد العدوان الإسرائيلى على غزة، وتفاقم الأوضاع المتردية بطبيعة الحال فى شبه جزيرة سيناء، يبدو حصن مصر الشرقى فى أزمة حقيقية، تحتاج إلى حل جذرى، سياسيا وأمنيا واقتصاديا، خصوصا مع اقتران تلك الأوضاع بأنباء عن اتجاه لنزوح أهالى غزة بشكل جماعى إلى الأراضى المصرية، حال اشتداد حدة القصف. المحللون وأساتذة الجغرافيا السياسية والخبراء الأمنيون والاستراتيجيون، الذين استطلعت «الوطن» آراءهم، اتفقوا على خطورة أى مشروعات للتوطين فى سيناء على أمن مصر القومى، معتبرين أن تلك المشروعات تولد صغيرة، لكنها تكبر بمرور السنين، ويصعب التعامل معها، فضلا عن تأثير تلك المشروعات على الأوضاع المعيشية البائسة فى سيناء، التى تفتقر لأبسط مقومات الحياة الحديثة، فيما تباينت آراء المحللين بشأن تأثير مشروعات نزوح وتوطين الفلسطينيين خارج أراضيهم على القضية الفلسطينية نفسها، واعتبر بعضهم أنها مشروعات تفرغ القضية من جوهرها وتضيع حق العودة للاجئين، وذهب آخرون إلى أن نزوح أهل غزة إلى سيناء خطر على إسرائيل، وأن الفلسطينين يفضلون اللجوء إلى سيناء ليس طمعا فيها لكن لأنها الأقرب إلى وطنهم وأنهم لن يقبلوا العيش فى سيناء بشكل دائم، وسيظلون متمسكين بأرضهم التى قاوموا من أجلها لسنوات.