يرى بعض المواطنين، أن التظاهرة التى قام بها عدد من أمناء الشرطة بمحافظة الشرقية، قامت على المطالبة بمطالب فئوية، واختراق قانون التظاهر، الذى يقومون بتطبيقه على أى تظاهرة أخرى فيما لم يطبق عليهم، مستنكرين مطالب أمناء الشرطة، التى زادت رواتبهم أكثر من مرة، مع أنهم فى نفس الوقت لم ينتهوا من استحلال «الرشوة» من سائقى الميكروباص وغيرهم. يقول المهندس طه خضر، يبلغ من العمر 33 سنة، إن أمناء الشرطة لديهم تاريخ سيئ فى التعامل مع المجتمع، والآن يطالبون الناس بالوقوف مع مطالبهم، الوقوف مع مطلب الحق فى أجر عادل، وهو حق لكل مواطن يريد حياة شريفة، لكن ماذا عن تجاوزات الأمناء فى حق العديد من أبناء الشعب، فى الشوارع وإشارات المرور وأقسام الشرطة، على مرأى ومسمع من الجميع، حتى إن ذلك تم تمثيله بصورة واقعية فى أحد أفلام السينما.يرى «خضر» أن أمناء الشرطة يمارسون اليوم حقهم فى التظاهر، فى ظل وجود قانون يمنع التظاهر، وهناك العشرات من الشباب داخل السجون نتيجة هذا القانون، كيف لا يطبق هذا القانون على أمناء الشرطة، الذين يطالبون اليوم بمطالب فئوية، ليس من حق فئة أخرى التظاهر من أجلها؟ «طه»: يجب تطبيق قانون التظاهر بحقهم.. «نور»: طريقة أمين الشرطة معنا فى الشارع «مقرفة».. «أحمد»: يرون أنفسهم فوق الناس والقانون يقول «خضر» إن الجميع على علم أن الداخلية لا تريد وضع نفسها فى مشاكل داخلية فيما بينها، وستعمل على كبح جماح هذه الأزمة، لكن ماذا بعد انتهاء الأزمة، من استمرار تجاوزات أمناء الشرطة الدائمة مع الناس، قائلاً «هما انهارده بيطالبوا بزيادة رواتب وبدلات وغيرها، وهما من ناحية تانية بياخدوا فلوس من السواقين فى الشوارع وغيرها فى أماكن تانية».فيما يقول المهندس نور فرج، الذى يبلغ من العمر 34 سنة، إذا كانت الداخلية تريد تصليح نفسها من الداخل، فيجب عليها اتخاذ إجراءات قوية بحق تجاوزات أمناء الشرطة، الذين يعتبرون أنفسهم أسياد الناس، وكأنهم ليسوا موظفين عند الشعب، فالرشوة أصبحت جزءاً رئيسياً فى عملهم من سائقى الميكروباصات، والانتهاء من رخص السيارات فى إدارات المرور، والتعامل داخل أقسام الشرطة مع المواطنين، قائلاً «اتفرج على أمين الشرطة وطريقته فى التعامل معانا فى أى موقف، طريقة مقرفة». يروى «نور» أحد المواقف التى حدثت معه من قبل أمناء الشرطة، أنه أثناء الوقوف فى أحد الأكمنة الشرطية، طلب منه أمين الشرطة رخصة القيادة، التى كانت فى فترة سماح حتى يتم التجديد، قال له أمين الشرطة فى تلك اللحظة «الرخصة لو راحت للضابط هيسحبها شوف هتعمل إيه!»، رغبة فى الحصول على رشوة مقابل عدم تسليم رخصته إلى الضابط، ولكن رفض «نور» ابتزاز أمين الشرطة، وبالفعل تم سحب الرخصة منه على الفور. يقول «نور» إنه يجب تطبيق القانون على أمناء الشرطة، حتى تتوقف هذه التجاوزات فى حق المواطنين، مضيفاً أن أمين الشرطة يظن نفسه فوق القانون، وأن الداخلية كان يجب عليها تطبيق قانون التظاهر بحق تظاهرهم، كما تفعل مع أى تظاهرة للمدنيين. فيما يقول أحمد على، شاعر شاب يبلغ من العمر 29 سنة، إن النقطة الرئيسية فى أزمة أمناء الشرطة، أنهم يرون أنفسهم فوق القانون، والأمثلة كثيرة ويومية فى حياة المواطن العادى، وهناك الكثير من المواقف حدثت أمام عينى لعدد من أمناء الشرطة، والتعدى على الناس بالضرب فى كمين شرطة، وأخذ رشوة من أصحاب السيارات، حتى لا يسحب رخصة القيادة.يقول «أحمد» إنه من المؤسف أن يكون الفئة الأفضل بين أمناء الشرطة، هى الفئة الأقل، الجميع مع أمين الشرطة إذا كان يقوم بعمله ويطبق القانون، لكنه فى نفس اللحظة يعمل على اختراق القانون ويشعر أنه هو صاحب القانون، وأنه بذلك يجلس فوق رؤوس الناس.يستنكر «محمد نصر» 30 سنة، مطالب أمناء الشرطة بزيادة رواتبهم، متسائلاً «رواتب إيه إللى عايزين يزودوها ومرتباتهم زادت خلال السنوات الماضية أكثر من مرة»، موضحاً أن أمناء الشرطة لا يقومون بعملهم على الوجه الصحيح، فهم يعملون على أخذ الرشوة من الناس.يقول «نصر» إنه جلس مع أحد أفراد أمناء الشرطة، وأوضح له أن هناك مشاكل أهم من الرواتب، وهى فى حالة إصابة أحدهم وإحالته للمعاش، لا يأخذ المستحقات الكافية له، ولا يصرف له معاش يناسب ما كان يتقاضاه أثناء الخدمة. يذكر «نصر» بعض المواقف التى مرت عليه مع أمناء الشرطة، فيروى أنه أثناء وجوده ذات مرة بموقف أحمد حلمى، رأى أمين شرطة يجبر سائق ميكروباص على عدم الدخول إلى الموقف حتى يدفع له الإتاوة، فسأل «نصر» السائق، الذى أوضح له «لازم تدفع الإتاوة للأمين، وإلا هيضايقك كل شوية». كما أن لهم مواقف حسنة، «فذات مرة كنت داخل سيارة بشارع أحمد حلمى، واستوقف أمين الشرطة السيارة، وعمل على تفتيش السيارة بصورة محترمة، وعندما وجد أحد الشباب يحمل مخدرات، أخذه من السيارة بدون أى سباب أو ألفاظ خارجة، مثلما يفعل الكثير منهم».
