في منطقة مصر الجديدة بالقاهرة، يقع مقهى"كابنشي بوك ستور"، والذي اكتسب شهرة واسعة بين غيره من المقاهي ليس لموقعه الجغرافي وخدماته التي يقدمها، وإنما لغرابة فكرته، وحداثتها في مجتمعنا. اعتمدت فكرة "كابنشي" على تناول المشروبات مع القراءة والدردشة مع الأصدقاء، بعد أن جاء خاليًا من رائحة دخان "الشيشة" وغيرها، وامتزجت مشروباته برائحة الكتب الموجودة في أركانه، فيستطيع الزائر تناول مايريده ممسكًا بكتابه الذي استعاره من المكان نفسه في هدوء تام دون دخان، وبعيدًا عن ضوضاء الشطرنج والدومينو.
وقال أحمد مصطفى، أحد مؤسسي المقهى، أن الفكرة بدأت من 3 سنوات، بعدما قرر مع اثنين من أصدقائه،فتح "كافيه" من دون "شيشة" ويشجع الناس على القراءة. وتابع: "بدأنا نحوش فلوس ولقينا مكان سعره مناسب شوية وفتحنا الكافية بس أول مشكلة واجهناها هي تحبيط الفكرة بتاعتنا والتقليل منها". وأضاف مصطفى ل"الوطن": "أول ما فتحنا بدأنا نعمل دعاية على الفيس بوك، ونوزع إعلانات في ميادين مصر بس كانت الناس بتيجي تسأل على الشيشة، ولما مبتلاقيش بتمشي تاني لحد ما وصلنا لمرحلة إننا في اليوم بيجيلنا عميل واحد بس"، مشيرًا إلى أن الضغط عليهم كان كبيرًا لإدخال الشيشة المقهى لحذب الزبائن إلا أن تمسكه هو وأصدقاؤه بالفكرة واستمرار الحال، ما هو دفعهم إلى إغلاق المقهى.
وأوضح: "بعد ما قفلنا في يوم روحت المحل علشان نعرضه للبيع، وكان في شباب قاعدين قدام المحل، وبدأوا يقنعونى بالتمسك بالفكرة ، وواحد منهم صور المحل ونزل بوست على الفيس بوك والناس بدأت تكلمنا وتشجعنا، قررنا نرجع من تاني، وفتحنا يوم الجمعة اللى فاتت، الحال دلوقتي أفضل شوية من الأول بعد ما بدأت الناس تتجاوب مع الفكرة ولكن المشكلة دلوقتي إن الفريق اللي كان شغال معانا مشي".