أهالى كفر الشيخ يهددون بقطع الطريق الدولى بسبب انقطاع المياه.. و16 ساعة دون مياه فى المنوفية و10 آلاف مواطن يعانون «العطش» منذ 15 يوماً فى الشرقية تفاقمت أزمة مياه الشرب فى عدة محافظات، واستمر انقطاعها فى بعض المناطق لفترة طالت لأسابيع، مما أدى إلى حالة من الغضب الشديد بين المواطنين، الذين يعانون من العطش، مما اضطرهم إلى تنظيم وقفات احتجاجية أمام دواوين المحافظات. فى كفر الشيخ، اشتكى العديد من أهالى قرى المحافظة، من انقطاع المياه عن قراهم، رغم الشكاوى المتعددة للمحافظ، الذى يكتفى فقط بإحالتها إلى شركة مياه الشرب دون متابعتها، الأمر الذى أدى إلى احتجاج أهالى القرى أمام شركات مياه الشرب، وغيرها من المصالح الحكومية، كما فى قرى «الزهراء، والحماد، والدعاء، والمستقبل»، وغيرها من قرى شباب الخريجين بمركز البرلس. وأكد هراس عبدالمالك، من أهالى قرية الدعاء، أن الأهالى أصابهم الإحباط من كثرة الوعود دون تنفيذها، وأنهم سيتجهون فى أى لحظة إلى قطع الطريق الدولى الساحلى، مطالباً برحيل المحافظ لعدم تمكنه من توفير مياه الشرب للمواطنين. واشتكى أهالى قرى «روس الفرخ، والمعصرة، ودار السلام»، وغيرها من قرى الجرايدة بمركز بيلا من انقطاع مياه الشرب. وأكد الأهالى أنهم يديرون محطة رافع مياه القرية بالسولار على نفقتهم الخاصة، وأن المحطة تتوقف عند نفاد السولار، مؤكدين إبلاغهم المحافظ ورئيس شركة مياه الشرب، كما اشتكى أهالى عزبة «الصباحى» التابعة للوحدة المحلية بقرية «شباس عمير»، وأهالى «حصة الغنيمى» بمركز قلين، من عدم وصول مياه الشرب إليهم، وأنهم يضطرون إلى البحث عنها فى قرى مركز دسوق المجاور، أو الاعتماد على مياه الترع والمصارف. وفى أسيوط، يعانى أهالى قرية عرب مطير التابعة لمركز البدارى، من تلوث مياه الشرب وملوحتها، الأمر الذى يضطرهم إلى قطع مئات الكيلومترات، حاملين «الجراكن» للحصول على كوب مياه نظيف. يقول محمد سيد حسن، من أهالى القرية، المياه ملوثة وبها نسبة كبيرة من الملوحة، الأمر الذى تسبب فى إصابة العديد من أهالى القرية بالفشل الكلوى والكبد، مشيراً إلى أن زوجته من بين الذين أصيبوا بالفشل الكلوى بسبب المياه. وأضاف على محمود، من أهالى القرية: «أتحدى أن يستطيع مسئول تذوُّق مياه القرية، نظراً إلى ملوحتها الشديدة، بالإضافة إلى أنها ملوثة ومختلطة بالرمال والأتربة»، مشيراً إلى أنهم تقدموا بالعديد من الشكاوى للمسئولين عن شركة المياه ومجلس المدينة لكن دون جدوى. وأضاف أنه «عند زيارة المحافظ السابق للقرية أثناء افتتاح مدرسة، تقدمنا بشكوى ووعدنا بتوصيل المياه العذبة إلى القرية ومنذ ذلك اليوم (لا حس ولا خبر)». من جانبه، أكد أحمد أبوعوف، من الأهالى أن الأمر لم يقف عند حد ملوحة المياه وتلوثها، بل وصل إلى أن المياه يتم قطعها ليومين وثلاثة أيام، وعندما تعود تكون ضعيفة جداً، وفى السياق ذاته قال مصدر بمياه البدارى، إن مياه القرية خليط بين المرشحة والارتوازية، مشيراً إلى أن الصحة هى التى تحدد صلاحية المياه للاستخدام الآدمى. وأضاف أن ضعف المياه كان سببه انقطاع التيار الكهربائى، وبمجرد انتظام التيار تعود المياه إلى طبيعتها. ويعيش أهالى محافظة المنوفية، أزمة حقيقية بسبب الانقطاعات المستمرة للمياه، وانخفاض الضغط فى معظم الأحيان، بالرغم من التحسن الكبير وانتظام التيار الكهربائى فى جميع المدن والقرى التابعة لها بما يزيد من معاناة الأهالى فى ظل ارتفاع درجات الحرارة وزيادة حاجة الأهالى إلى مياه الشرب. وأكد أحمد عادل، من أهالى قرية شبرا بلولة، التابعة لمركز منوف، أن الأزمة بدأت منذ انتهاء عيد الفطر المبارك، مضيفاً أن الانقطاعات كانت محدودة وغير مؤثرة، مؤكداً أن الانقطاعات وصلت أمس الأول إلى نحو 16 ساعة، معظمها فى أوقات الذروة، وتعود المياه بعد منتصف الليل بضغط ضعيف لا يصل إلى الأدوار العليا، مما يضطرنا إلى تخزين المياه أو استعمال مياه الطلمبات الحبشية وشراء المياه من المحطات الأهلية. وفى مدينة السر، التابعة لمحافظة دمياط، انقطعت مياه الشرب لنحو 12 ساعة، مما تسبب فى حالة من الغضب لدى المواطنين ورغم تقدمهم بشكاوى عدة إلى مسئولى الشركة، فإنهم أقروا أن السبب يعود إلى ضعف شبكة الكهرباء. وأعرب مصطفى الحديدى، من أهالى المحافظة، عن استيائه بسبب انقطاع المياه عن قرية الكاشف الجديد بالزرقا، مما دفع الأهالى إلى ملء المياه ب«الجراكن» والتزاحم على عربات المياه. وتواصلت أزمة انقطاع مياه الشرب بقرية إبراهيم حسن و30 عزبة تابعة لها بمركز أولاد صقر بالشرقية، والبالغ عدد سكانها 10 آلاف نسمة منذ 15 يوماً. وقال على المهدى عبدة، عضو مجلس محلى سابق، إن مشكلة نقص المياه ترجع إلى عدة سنوات، وفى عام 2011 تم توصيل خطوط خاصة بالقرية، وتحمل الأهالى جزءاً من هذه التكاليف، ولم تصل إليهم المياه فى ذلك الوقت إلا شهرين فقط، ثم انقطعت مرة أخرى، مما اضطرهم إلى الاعتصام أمام مبنى ديوان عام المحافظة أكثر من مرة، حتى تم تزويد القرية بموتور لتوصيل المياه إلى الأهالى، إلا أن تراكم مستحقات شركة الكهرباء، التى لم تسددها شركة المياه، أدى إلى فصل الكهرباء عن المولد وانقطاع المياه لفترة امتدت إلى عدة أشهر، ثم تم توصيل مياه الشرب إلى الأهالى مرة أخرى واستمرت فترة دون انقطاع، مضيفاً أنهم فوجئوا بوجود انقطاعات متكررة للمياه عقب ذلك، وكان آخرها انقطاعها لمدة 20 يوماً، ثم تم توصيلها لنحو 4 أيام، ثم انقطعت المياه لمدة 15 يوماً وحتى الآن. وأضاف أن الأهالى يقومون بشراء المياه من محافظة الدقهلية، وتباع فى جراكن يتراوح سعر «الجركن» الواحد من 2 إلى 5 جنيهات، إضافة إلى الاعتماد على مياه بحر «حادوث»، المختلطة بالصرف الصحى، فى أعمال الغسيل والطهى بشكل أدى إلى إصابة العديد بعدد من الأمراض، فى مقدمتها الفشل الكلوى. وطالب أهالى القرية، بإنشاء محطة مياه بقرية أبوطاحون التابعة للوحدة المحلية بالفرايحة، مشيراً إلى أن القرية بها 30 فداناً تابعة لأملاك الدولة، ويمكن استغلالها لبناء محطة مياه عليها، خاصة أن المسافة بينها وبين المناطق الأكثر احتياجاً 2 كيلومتر فقط.