تحت السماء الرمادية، يرتدين فساتين زهرية وحجابًا ذات الألوان المبهجة، في إحدى أسواق الأزياء الخيرية، التي نظمت في فندق ذات الأربع نجوم، عشرات النساء تعتلي ابتسامتهن صور "السيلفي" وتجذب الحضور، خرجن عن الصورة النمطية للمرأة المسلمة لتطوير دورها الاجتماعي بموسكو. "ناتليا نرمين"، أخصائي العلاقات العامة ومنظمة الحفل الخيري، اعتنقت الإسلام قبل عامين، تعمل ضمن مجموعة صغيرة من الشباب على تغير صورة الإسلام في روسيا، قالت في فيلم تسجيلي نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية: "إننا نحقق الموضة على الطريقة الإسلامية". وأشارت "نتاليا" إلى أنهم اهتموا بصورة الإسلام وتغييرها، خاصة أن في العقود الأخيرة ارتبطت كلمة الإسلام في روسيا بالهجمات الإرهابية، وكذلك بالحروب ضد الانفصاليين في الشيشان والتمرد في شمال القوقاز، فوصمت النساء المسلمات "بالأرامل السود" الذين تحولوا إلى انتحاريين للانتقام لذويهم، وعززت الصحف والتليفزيون الروسي هذه الصورة النمطية. وأضافت "نتاليا" أن استمرار الاضطرابات أكثر من عام ونصف في أوكرانيا، سيطر على وسائل الإعلام في روسيا، وهذا ما جعلها تتخذها هي وغيرها فرصة لتغير المفاهيم عن الإسلام. فيما قالت "رزدة سليمان"، مصممة أزياء تبلغ من العمر 23 عامًا: "لقد أصبح من السهل على المرأة المسلمة في روسيا الخروج وهي محجبة، كما أصبح مباحًا لها أن تبيع ملابس محتشمة للمرأة غير المسلمة". وأشارت الصحيفة إلى أن توتر العلاقات بين الحكومة في روسيا والولايات المتحدة وأوروبا جعل الكرملين يتطلع إلى تعزيز العلاقات مع أجزاء أخرى من العالم، وخاصة الصين ودول أخرى في الشرق الأوسط، وساعد تركيز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الآونة الأخيرة على القيم المحافظة بما في ذلك الدين، في جعل مسلمي روسيا يشعرون بمكسب معنوي.