ذكرت صحيفة "لوموند" الفرنسية اليوم، أن الهجمات التى وقعت يومى 29 و30 ديسمبر الماضى فى مدينة فولجوجراد وأسفرت عن مقتل 34 شخصًا وإصابة مائة، أعادت روسيا إلى الأوقات العصيبة التى عاشتها عام 1999 عندما شهدت موجة من الهجمات أودت بحياة أكثر من 300 شخص والتى كانت الشرارة التى أطلقت حرب الشيشان الثانية. وقالت الصحيفة أنه مع وقوع ثلاثة تفجيرات انتحارية فى ثلاثة أشهر، تحولت مدينة فولجوجراد المطلة على نهر الفولجا، التى تسكنها أغلبية روسية، لتصبح هدفًا للجماعات الاسلامية المتواجدة فى شمال القوقاز. وأشارت الصحيفة الى أن هذه الهجمات، وفقًا للمحققين والخبراء، تحمل توقيع إمارة القوقاز، وهى جماعة اسلامية متطرفة أنشئت عام 2007، وقد صرح الرئيس الروسى فلاديمير بوتين فى خطابه فى العام الجديد، "أنه سيتم محاربة الارهابيين حتى القضاء عليهم نهائيًا". ويرى اليكسى مالاشينكو الباحث بمركز كارنيجى بموسكو أن "شمال القوقاز يمثل، فى معظم الأحيان، معقلا للإسلام المتطرف فى روسيا، وقد تحولت منطقة الفولجا، بسكانها المسلمين، إلى جزيرة إسلامية فى بحر أرثوذكسى واسع". وأضاف "فى السنوات الأخيرة، تغير الوضع، وربطت التغيرات الديمواجرافية وتدفق المهاجرين من مسلمي أفريقيا الوسطى الى منطقة جبال الأورال ومنطقة الفولجا وسيبيريا الغربية هذه الجزيرة بوسط آسيا ذات الأغلبية المسلمة".