قال السفير المصري لدى بكين، الدكتور مجدي عامر، إن قناة السويس الجديدة هي أحد المشروعات الضخمة التي ستسهم في دفع عجلة النهوض بالاقتصاد القومي، كما أنها ترتقي بمكانة مصر على الساحة الاقتصادية العالمية، وتكثف تعاون مصر مع دول العالم وخصوصًا الصين التي ارتقت علاقاتها معها إلى شراكة استراتيجية شاملة في ديسمبر 2014، وتزداد هذه العلاقات القوية عمقًا تحت مظلة مبادرة "الحزام والطريق" الصينية الطموحة. جاءت تصريحات السفير مجدي عامر، خلال مقابلة مع وكالة أنباء "شينخوا" الصينية، مع اقتراب موعد حفل افتتاح قناة السويس الجديدة، المقرر 6 أغسطس، حيث أشار إلى أن مصر تحتاج الآن إلى مشروعات ضخمة للتنمية والإنتاج والتصدير وجذب الاستثمارات وتوفير فرص العمل، فهذا هو الموعد الأمثل لمواصلة النهوض بالاقتصاد المصري وخصوصًا أن الاقتصاد سجل وضعًا أفضل في عامي 2014 و2015، معربًا عن تطلع مصر إلى تحقيق نمو أكبر خلال السنوات المقبلة. وتحدث "عامر" عن المشروع وما سيجنيه من ثمار، قائلاً إن قناة السويس تمتد بطول حوالي 190 كلم، وفي بعض المناطق تضيق ولا تسمح بمرور سوى سفينة واحدة إما للشمال أو الجنوب وعلى باقي السفن انتظار عبورها وهذا كان يسبب بطء في حركة الملاحة، ولتلافي هذا العائق تم شق القناة الجديدة بطول 72 كلم لتصبح قناة السويس الآن قناتين لعبور السفن في الاتجاهين، وهو ما سيسهم في تسريع حركة السفن وخفض مدة العبور في القناة إلى النصف وسيكون له مردود إيجابي على حركة النقل البحري والتجارة الدولية. وفي الوقت نفسه، أكد السفير أن قناة السويس الجديدة تعد جزءًا مهمًا من مبادرة "طريق الحرير البحري للقرن ال21" نظرًا لكونها تشكل حلقة وصل بين الصين ومنطقة المحيط الهندي وبحر العرب وحتى أوروبا شمالاً، لافتًا إلى أن مشروعات منطقة القناة مرتبطة بوجه عام ارتباطًا وثيقًا بمبادرة "الحزام والطريق" الصينية وتمثل التحامًا معها، ولا شك أنها ستفتح آفاقًا أرحب للتعاون المصري- الصيني الوطيد. وأضاف أن الجانب الصيني يضع منطقة قناة السويس ضمن فكرة إحياء طريق الحرير البحري حتى قبل الإعلان عن إطلاق مشروع القناة الجديدة، مؤكداً أن الصين تولي اهتمامًا ضخمًا بمشروعات تنمية هذه المنطقة حيث أبدت الشركات الصينية العملاقة رغبة شديدة في المشاركة في المرحلة المقبلة المتمثلة في تنمية المنطقة برمتها ومن بينها شركتا "ساين هايدرو" و"تشاينا هاربر" وذلك في مجالات الطاقة والسكك الحديدية والإلكترونيات وغيرهم. ولفت "عامر" إلى أن قناة السويس الجديدة، التي تم حفرها في عام واحد، مشروع ضخم لا يهدف فقط إلى أن تصبح القناة من اتجاهين، وإنما المرجو منه هو تحويل إقليم قناة السويس من شماله إلى جنوبه إلى منطقة تنمية متكاملة، وذلك يعنى إقامة مناطق صناعية ومناطق لوجستية ومناطق لصناعات تجميعية ومناطق لإنتاج ما تحتاجه السفن وحركة الملاحة، وثمة شركات صينية ودولية عديدة تحرص بشدة على المشاركة في هذه المشروعات. ومن ناحية أخرى، قال "عامر"، إن حفل الافتتاح الضخم الذي ستتخلله فعاليات مبهرة، سيحضره عدد من قادة الدول ورؤساء الحكومات العربية والأجنبية، وسيشارك فيه وزير الثقافة الصيني "لوه شو قانغ" كمبعوث خاص للرئيس الصيني "شي جين بينغ". واختتم مجدي عامر حديثه، مؤكدًا أن مشروع قناة السويس يعد فخرًا جديدًا للشعب المصري، فقد تم إنجازه بسواعد واستثمارات مصرية، مشيرًا إلى أنه عندما أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي، عزم مصر إقامة هذا المشروع العملاق، أقبل المصريون بحماسة على شراء شهادات استثمار قناة السويس التي طرحت لتمويل هذا المشروع لتبلغ الحصيلة النهائية لبيع هذه الشهادات 64 مليار جنيه خلال 8 أيام فقط، ليسهم المواطنون المصريون بنسبة 82 % من حصيلة الشهادات، وهو ما يبرهن على إرادة وعزيمة الشعب المصري ودعمه لبلاده في إنجاز المشروعات القومية الكبرى.