«بأى حال عدت يا عيد»، جملة يرددها أصحاب محال الملابس الجاهزة للتعبير عن الركود الذى يعيشونه رغم الزحام الشديد فى الشوارع، أسواق مزدحمة ليس فيها موطئ لقدم وخزائن المحال خاوية على عروشها، تناقض واضح تعانيه كل الأسواق الشعبية، حيث ذهب المواطنون لاقتناء ملابس العيد ففوجئوا بارتفاع الأسعار المبالغ فيه فاكتفوا بالفرجة. «الأسعار غالية على الزبون طبعاً، وده أقل موسم عيد فيه شغل عدى علينا»، قالها محمد حسين، مسئول بأحد محال الملابس بشارع الصيدناوى بالجيزة، مؤكداً أن ارتفاع الجمارك على الملابس، زاد من أسعار الملابس المستوردة، وهو ما أدى إلى ركود الموسم: «اللى كان بيجيب لابنه حتة واتنين بقى يجيب حتة واحدة، واللى كان بيجيب جديد راح للمستعمل، وفى الوقت اللى كنت ببيع فيه 100 حتة، دلوقتى مابكملش 20»، مؤكداً أن الأسعار زادت بنسبة أكثر من 30%. «زمان ماحدش كان يعرف يمشى فى الشارع ده من الزحمة، دلوقتى مفيش زباين، الناس مش قادرة على الأسعار اللى غليت، وبقى عندها كبت، تشترى لبس إزاى؟»، قالها محمد عبدالحميد، عامل بمحل ملابس، مؤكداً أن أصحاب المحال يعانون من قلة الزبون، وارتفاع أسعار الكهرباء والبنزين وأجور العمال والضرائب والإيجارات وغلاء المعيشة بشكل عام: «أسعار جزم العيد زادت 20%، وهو ما لا يتحمله الزبون». مضيفاً: «فى رمضان كنا بنفتح محلاتنا 24 ساعة، السنة دى موسم مضروب، قاعدين مابنعملش حاجة»، مؤكداً أن الأسعار الجملة زادت على التاجر وهو ما يجبره على رفع السعر للزبون. «الزبون بقى يبص على السعر، ومابقاش يبص على الجودة، مابتفرقش معاه دلوقتى، الجودة بقيت رفاهية بالنسبة له»، قالها مهران إبراهيم، مؤكداً أن حركة الزبائن فى موسم العيد هذا العام أقل من العام الماضى بنسبة تزيد على ال40% بحسب تقديره. وقال «أبوياسين» بائع بأحد المحال فى الجيزة: «بعد ما الجمارك زادت، الأسعار زادت والموسم ده أهم من العيد الكبير، لأن ناس كتير فى العيد الكبير بتقضى بلبس الصغير، ويقولك كلها شهر وأجيب الشتوى، واللى كان بيجيب 3 أطقم بقى يجيب طقم، ويختار الأرخص كمان»، مؤكداً أن إقبال الزبائن قل بنسبة تزيد على 50% هذا الموسم.