كثيرون يتسابقون للحاق بالعربة، لا يستطيعون انتظار القطار المقبل، الزحام على آخره داخل العربات وفى إحداها أمسك الرجل الباب بكلتا يديه ليمنع إغلاقه حتى يلحق به صديقه اللاهث من الجرى وراء القطار، فيرتفع صوت من الإذاعة الداخلية للمترو يصرخ بصوت جهورى: «المحترم اللى ماسك باب العربية الرابعة.. سيب الباب لو سمحت». «السائق هو اللى بيتكلم فى الإذاعة الداخلية» يؤكدها الركاب، بعدما استعادوا أقوال السائقين «المأثورة» السابقة التى بدأت فى الظهور مؤخرا، قالت فاطمة، التى غيرت عاداتها ولم تركب عربة السيدات هذه المرة: مرة كنت راكبة فى عربية السيدات وفوجئنا كلنا بسواق المترو بيقول فى الإذاعة الداخلية «البنت اللى بتشترى ماكياج من سريحة المترو تبطل شراء أحسن لها».. لم تتوقع فاطمة المقولة شأنها شأن كثيرات من راكبات المترو، وحسب قولها «يومها كنا عايزين نروح له لحد كابينة السواق نشوف بقى أحسن لنا ده هيكون إزاى؟». «هما السواقين فاكرين نفسهم سايقين ميكروباص» قالها أحمد الشاب العشرينى معلقا على «لغة سائقى المترو» الذين دأبوا فى الفترة الأخيرة على استخدام الإذاعة الداخلية فى التهريج والتحدث إلى الركاب بصورة غير لائقة، والتى اعتبرها أحمد إهانة للركاب: «المفروض أن المترو ده واجهة حضارية ما ينفعش اللى بيشتغلوا فيه يكلمونا كده.. ناقص يشتمونا بأمهاتنا». الوقائع المذكورة أثارت دهشة المهندس أحمد عبدالهادى المتحدث الإعلامى لهيئة مترو الأنفاق، الذى قال ل«الوطن»: «أكيد فيه حاجة استفزتهم واتصرفوا بتلقائية»، وأضاف: «فيه خط ساخن للمترو رقمه 16048 لو حد حصل معاه موقف مشابه أو لديه أى شكوى ياريت يتصل بس ياريت يقول لنا رقم القطار والساعة والتاريخ»، مؤكدا أنه سيتم اتخاذ اللازم من إجراءات لتحسين أداء السائقين وتقنين استخدامهم للإذاعة الداخلية واستخدام عبارات لائقة فى توجيه الركاب مثل: «الرجاء من السادة الركاب الابتعاد عن الأبواب»، أو «الرجاء عدم الشراء من الباعة».. وأضاف عبدالهادى: «لو لزم الأمر وزادت الشكاوى هنعمل للسائقين دورات تدريبية فى معاملة الركاب».