فاكرينى؟!. أنا اللى خرجت يوم 25 يناير أطالب ب«العيش.. والحرية.. والعدالة الاجتماعية». وقتها كانت الناس قافلة على نفسها باب الخوف، فقمت فتحته حبة بكل قوتى، ولما الناس شافت جمال الحرية بشوية النور اللى بانوا من ورا الباب.. كسروا.. وخرجوا من العتمة للنور. كانت أهدافنا واضحة جداً ساعتها، وعشان نحققها علينا الأول إسقاط النظام، ورغم إن النظام كان أعمى.. شاف الحقيقة كويس، وعرف إنه مش هيقدر يقف فى وشنا.. لإننا هندوسه. حذرنا من الفوضى، وكنا عارفين إن هدفه يطوّل عمره شوية، لحد ما يستعيد قوة «نظامه» ويتحكم فينا من جديد. وأهو النظام مقدرش يستحمل أكتر من 18 يوم.. وسقط. ساعتها كان لازم الثورة تبتدى علشان تنجح فى النهاية، لكنكم اعتبرتم إن الثورة خلاص نجحت فجرّتوها جر لطريق الفشل. الطريق ده بدأ من وقت ما أصحابى سابوا الميدان وجريوا ورا الفضائيات، وكملناه مع سؤال: هى الثورة بتاعة مين.. الشباب ولا الإخوان ولا السلفيين؟، وأدينا وصلنا لنهايته مع معركة الدستور اللى من الواضح إنها هترجع البلد ضلمة تانى. صدقونى.. أنا ما كنتش عايز أدخل رجال مبارك السجن.. أنا كنت عايز بس أعدم طريقة حكمهم اللى لسة بتحكمنا. صدقونى.. ما كنتش عايز القصاص من اللى قتلنى (يكفينى شرف إنى ضحيت بروحى علشان بلدى تعيش).. أنا بس ما كنتش عايز دمى يروح هدر تحت رجليكوا وإنتوا بتوزعوا الغنايم. صدقونى.. أنا ما يهمنيش مين اللى وصل للحكم بعد مبارك.. كل اللى كان يهمنى إنكم ما تعبدوش رئيس تانى. أنا دلوقتى فى دار الحق، وربنا وعدنى بمنزلة الشهداء فى الجنة، واللى شايفه دلوقتى إنكم مصرين تبقوا فى «دار الباطل» بصراع الوهم اللى واخدين البلد لجحيمه. صدقونى مرة تانية.. أنا مش شايف أى فرق بين سلفية وليبرالية.. بين اللى بيطالبوا بالدولة المدنية واللى بيطالبوا بالشريعة.. اللى هيرضى ربنا فى النهاية إننا نخلق «دولة العدل»، سواء على إيد إخوانى أو سلفى أو ليبرالى. الناس خلاص ما بقتش قادرة تستحمل تعيش بقية عمرها فى ذل ومهانة. على فكرة أنا شايف الذل والمهانة رجعوا من تانى، ويمكن أكتر من الأول: بص ل«حَشْرة» المترو والأتوبيس.. بص لعدد الغلابة اللى انضموا لقعدة الشحاتة.. بص للست اللى بتدور على لقمة عيش بين أكوام الزبالة.. بص لأمين شرطة المرور اللى رجع ما يسبش السواق إلا لما يطبق له عشريناية بين إيديه.. بص للمسئولين اللى لسة أسود على الغلابة وقطط بتتمسح فى رجلين أسيادها الجدد.. بص على الراجل اللى بيموت تحت الرجلين فى طرقة المستشفى وهو مش لاقى علاج لمرضى الكبد.. بص للنخبة اللى لو قلعتها من رجلك (إف ع الريحة).. أنا مش عارف فى الحقيقة هتبص على إيه ولا إيه؟ كل اللى عايز أقولهلكم: أنا من سنتين فاتوا تقريبا قدرت أزحزح «باب الخوف».. وبأفعالكم.. بتقفلوا فى وشى «باب الأمل». الإمضاء: شهيد