لا يميزه عن أى مصرى عادى سوى لحية وعقيدة راسخة فى ضرورة تطبيق الشريعة فورا؛ إذ يؤمن شريف عاشور، 30 سنة، طبيب التحاليل، أن الشريعة هى الملاذ الوحيد للإنسان؛ فأحكامها ومبادئها لها القدرة على تسيير أى مجتمع، والضمانات التى توفرها تفوق كل القوانين، لكنه وما إن طلبنا تصويره عقب الحوار حتى صاح معترضاً: «التصوير حرام» وأقسم إنه لم تلتقط له صورة واحدة فى حياته. ■ ما مفهومك عن الشريعة؟ - نظام حياتى كامل يضبط نظام الفرد والعائلة والمجتمع عن طريق الأحكام والأصول الشرعية الإسلامية. ■ وهل مصر دولة لا تطبق الشريعة الإسلامية؟ - لا طبعا؛ لأننا لو فهمنا منظومة الشريعة سنعرف أن هناك جوانب كثيرة فى مصر لا تطبق فيها الشريعة، مثلاً الاقتصاد الربوى، الإسلام لا يبيح البنوك التى تعمل بنظام الفائدة، ولو مصر بتطبق الشريعة الإسلامية ما كانش هيبقى لنزولنا يوم الجمعة أى معنى. ■ ما مطالبك من الدستور الجديد؟ - الحفاظ على حياة المسلم وغير المسلم من حقوق وواجبات وأمور شخصية بما لا يخالف شرع الله. ■ لماذا تحولت المعركة على المادة الثانية لنوع من الاستعراض السياسى؟ - إذا كنت تتكلم عن الشباب، فإنهم يبغون وجه الله، وإن كنت تتكلم عن الأحزاب، مثل «النور» السلفى و«الحرية والعدالة»، فلهم آلية أخرى بالتأكيد. ■ إلى أى تيار تنتمى؟ - أنا مسلم، أنتمى إلى تيار يؤمن بالله وبشريعته وبوجوب تطبيقها ولا أنتمى لأى حزب أو حركة سياسية. ■ وهل الليبراليون المتمسكون بتطبيق مبادئ الشريعة كفار؟ - من يكفر بالبعض كافر بالكل، والذى يطالب بتطبيق الشرعية لماذا لا يطالب بتطبيقها حدوداً وأحكاماً؟ لكننى لا أستطيع تكفيرهم. ■ وماذا عن علماء الأزهر والسلفيين الموافقين على تطبيق المبادئ؟ - المبادئ حسب التفسير يمكن أن تأخذ المعنى دون الفعل، لكن الأحكام هى كل شىء فى الشريعة، فالعدل مبدأ عام فى كل الديانات، لكن رؤية الإسلام فى كيفية تطبيقه موجودة بأحكامه فكيف نقول «مبادئ» ولا نقول «أحكام»؟ ■ وماذا عن أقباط مصر؟ - عايز المسيحيين يحتكموا لشريعتهم؛ لأن ده جزء من ديننا «دعهم وما يدينون»، وأحب أقول إنهم هيختاروا الاحتكام لشريعتنا لأنها الأفضل والأكثر ضمانة. ■ وماذا عن أحوالهم الشخصية؟ - خلينا نتكلم مثلاً عن الطلاق، كان عندهم طلاق فى الأول، دلوقتى الكنيسة بترفضه لأنه فعل مسيس، أتفق مع مقولة إن الشيوخ ليسوا الدين، ولازم نعترف أن القساوسة ليسوا الدين، الشريعة المسيحية بها طلاق، لكن القساوسة هم من حرَّموه. ■ لماذا تستبقون الأحداث وتنزلون للميدان قبل طرح مسودة الدستور النهائية؟ - لأن الإرهاصات تقول إن الدستور لن يأتى بالشريعة، واحنا كان عندنا مبادرة ومفيش حد سمع كلامنا، قلنا نطرح دستورين برؤيتين والأول يكون دستور مدنى علمانى، يضعه من يريد للدولة أن تكون مدنية والآخر دستور الشريعة، والاتنين يتطرحوا للتصويت واللى يقول عليه الناس يمشى على الكل. ■ هل تمنحكم قدرتكم على الحشد ثقة فى أن الدستور سيخرج كما تحبون؟ - إذا خرج الدستور مدنيا فلن يمر، جموع الشعب المصرى تريد شرع الله، والميدان شاهد. ■ لماذا تحاولون إظهار القوى الأخرى بمظهر المتآمرين على الإسلام؟ - لا نتهم أحدا بهذا، لكن الشعب بيحس بمين مع شريعة ربنا ومين ضدها، واحنا بنطالب من يقول إنه مع شريعة الله بأن يجاهر بها فى العلن وإلا نعتبره ضدها. ■ هل أنت مع أو ضد تحديد سن الزواج فى الدستور؟ - ضد تحديد سن الزواج؛ فالمرأة من حقها أن تتزوج فى أى سن بموافقة وليها. ■ ما رأيك فى حضور عبود الزمر، قاتل الرئيس الراحل السادات، فى جمعة الشريعة؟ - أولاً: عبود ليس قاتلاً؛ فأثناء الثورة كانت هناك دعوات لقتل السجين مبارك، ولو كان قتله أحدهم لاعتبروه بطلاً، السادات لم يكن يطبق شرع الله وقام بسجن وسحل مئات الإخوة وبالتالى قُتل. ■ لكن العديد من شيوخ السلفيين أعلنوا أثناء الثورة أن الخروج على الحاكم حرام شرعاً؟ - دول عالم جهلة، مبارك لم يكن بالحاكم أصلاً، فهو لم يجئ بالشورى ولكن بالتزوير، والحاكم الظالم يجوز الخروج عليه بل وقتله أيضا.