قالت جولييت بيرد، الخبيرة في مكافحة الإرهاب في حلف الناتو، أمس، إن مصر لم تطلب دعم الحلف سوى في برنامج لإزالة الألغام في الصحراء الغربية ضمن الأنشطة التي تنظمها علاقة الشراكة بين القاهرة والحلف وفق مبادرة المتوسط التي تشترك فيها مصر مع 5 دول أخرى من بينها إسرائيل. وأوضحت خلال لقاء أمس مع الوفد الإعلامي المصري المشارك في اللقاء السنوي للحلف، أن "الناتو يدرك أن الواقع الحالي في ليبيا يهدد مصر"، قائلة: "يجب أن نفعل شيئًا لمنع تدفق الأسلحة، فالمسألة أصبحت مشكلة عالمية ومن الواجب إرساء حل سياسي وأن يتم التدخل لإنهاء الأمر". وردًا على أسئلة بخصوص أن الناتو لم يجلب للدول التي تَدَخَّل فيها سوى الخراب خصوصًا ليبيا، قالت جولييت: "لا نريد للناس أن يكوّنوا أفكارًا خاطئة عما نفعله في الناتو، نحن لا نتحرك بدون تفويض وتدخلنا في السابق وفق ما طلبته منا الجامعة العربية، ولم يكن هناك تخطيط مناسب لما بعد العملية العسكرية، قمنا فقط بوظيفتنا ملتزمين بهذا التفويض وأتممنا عملنا ونرغب حاليًا في لعب دور لاستقرار الوضع لكن الواقع فوضوي ومشوش فليست هناك حكومة واحدة، ولم نستطع الالتزام باتفاقنا فيما يخص إزالة الإلغام من جنوب ليبيا ففي ظل الظروف الحالية لا يمكن إرسال أي مدنيين إلى هناك". وعن التعاون مع مصر، قالت جولييت: "نحن لا نفرض التعاون مع أي دولة والدول هي التي تطلب منا ذلك وهو ما يحدث مع مصر، فقد طلبت المساعدة في عمليات إزالة الألغام ومن جانبنا التزمنا بتحقيق الشروط وأجرينا المرحلة الأولى وهناك المرحلة الثانية تتعلق بالألغام على أعماق أكبر". وأضافت: "الناتو لا يملك رؤية محددة بشأن مصر أو غيرها من الدول بل يعبر عن التحالف والتعاون بين الدول الأعضاء أي أن الاهتمام هو أناني بحت يتعلق بمصلحة الدول ال28 الأعضاء، ولا يمكننا أن نسأل هذه الدول عن رؤيتها لأي دولة في العالم". وتابعت جولييت: "هناك تقدم يحدث في مشروع الشراكة ونرغب في مشروع في المنطقة لمكافحة الإرهاب، ونتطلع هنا لمقترحات جديدة لكي تطبق على أرض الواقع". ورفضت الاتهامات بأن "الناتو" قام بدعم وتمويل تنظيمات متطرفة مثل "داعش" بشكل غير مباشر، في إشارة إلى عضو الحلف تركيا، وقالت: "أرى من الخطأ الربط بيننا وبين (داعش) فنحن نعمل ضد هذا التنظيم ولا يمكن افتراض أي نوع من العلاقة مع هذه التنظيمات المتطرفة". ووصفت الناتو بأنه ليس جيش أو قوات عسكرية فحسب، بل مؤسسة سياسية دولية تمارس عملًا لا يقتصر على الأعمال العسكرية بل يزيد بالدعم في حال الطوارئ والكوارث ومكافحة الإرهاب ومكافحة الأسلحة البيولوجية والكيماوية، لافتة إلى أنه لدى الحلف "مركز تنسيق الكوارث الأطلسية" الذي يستقبل طلبات للمساعدة والدعم في حال الكوارث أو الأزمات وهو يشابه المركز الخاص بالأمم المتحدة. وقال ميهاي كارب، الخبير في قسم العمليات في "الناتو": "لدينا مفهوم احترام السيادة والأمن الوطنيين ومن ثم لا نرغب في التدخل، وعلى مدار ال15 عامًا الأخيرة لم نتدخل إلا مع طرف آخر. لا نتصرف في الفضاء بل نساند الجهود الدولية، ولا نعمل بعيدًا عن المؤسسات الدولية الأخرى، فهناك شيء مهم وهو أن الأعضاء في الحلف هم أيضًا أعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة". وأضاف: "عندما نتحدث عن التدخلات هناك قرارات تتم بحرص شديد يلزمها قرار سياسي جماعي من 28 دولة ذات سيادة، فدولة واحدة مثل لوكسمبورج يمكنها إيقاف قرار بشأن أي قضية مطروحة أمام الحلف". وتابع: "المجتمع الدولي كان عليه مسؤولية الاعتناء بعد العملية العسكرية في ليبيا، وفي المقابل لم يكن الليبيون أنفسهم متحمسين ولا يعرفون شكل المساعدة التي يريدونها والدول فرادى أرادت تحقيق مصالحها خارج الإطار العام للتدخل، ونكرر الناتو مجرد منظمة تعمل من خلال دولها".