أبدى عدد من أهالى شهداء الألتراس، الذين سقطوا فى مذبحة استاد بورسعيد فى فبراير عام 2012، غضبهم من الحكم الصادر اليوم فى قضية مذبحة بورسعيد، خاصة فيما يتعلق بالأحكام الصادرة على قيادات الداخلية، الذين يتهمهم الأهالى بالتسبب فى الواقعة، على الأقل لأنهم سمحوا بحدوثها فى وجودهم، كما يقول الأهالى. وكانت محكمة جنايات بورسعيد المنعقدة بأكاديمية الشرطة قد قضت بإعدام 11 متهماً بعد إدانتهم بتهم القتل والتحريض عليه فى أحداث استاد بورسعيد، فيما قضت ببراءة 21 آخرين، وأصدرت حكمها على 11 متهماً بالسجن المشدد 15 سنة، وعلى آخرين بأحكام تراوحت ما بين السجن لمدة 10 سنوات والحبس لمدة عام. تقول والدة الشهيد محمد أشرف: «حضرت جلسة النطق بالحكم، وفى بداية الجلسة عندما قال القاضى: إن هؤلاء الأبناء هم أبناؤنا، وقام بالنطق بالحكم على 11 متهماً بالإعدام، فرحنا وكنا فى منتهى السعادة لصدور هذا الحكم، إحنا فضلنا نزغرط بعد صدور الحكم ده، لكن تحولت الفرحة إلى حزن عند الحكم على أفراد الداخلية ب5 سنوات فقط»، وتتساءل والدة الشهيد: «إزاى أفراد الداخلية المتسببين فى الحادث ياخدوا 5 سنين بس». تلقى والدة محمد بالمسئولية على قيادات الداخلية «همّ اللى اتسببوا فى موت أولادنا باللى عملوه، واللى حصل فى المحكمة ده كان مجاملات على حساب الدم، من إمتى بلدنا بتجيب حق حد مظلوم». وصفت والدة الشهيد محمد خالد أبوقراع، الحكم على القيادات الأمنية للشرطة فى محاكمة بورسعيد بأنه «ظالم»، و«غير مُرضٍ»، وأضافت: «أنا لا يهمنى الحكم على اللى نفذوا اللى هما البلطجية، كده كده هياخدوا إعدام، أنا يهمنى اللى حرّضوا وخططوا على قتل ابنى، وهى القيادات الأمنية». وأشارت والدة «خالد» إلى أن عصام سمك، مدير الأمن، حصل على حكم بالسجن لمدة 25 سنة فى المحاكمة الأولى، والآن حصل على خمس سنوات فقط مع الحكم والنفاذ أيضاً لم يتم تطبيقه، قائلة: «أنا عارفة إنى مش هاخد حق فى الدنيا وهاخده فى الآخرة، والحمد لله إن ربنا مصبرنى وحسبى الله ونعم الوكيل». وبصوتٍ يملؤه الحزن، وصفت والدة الشهيد أحمد طه، 47 سنة، الأحكام الصادرة على قتلة ابنها الوحيد، قائلة إن الأحكام بها أحكام عادلة وأخرى ظالمة «عوضنا على ربنا فى ابنى الوحيد، ربنا وحده هو اللى هيجيب لنا حقنا من الظلمة اللى قتلوا ابنى، ومفيش غير بتوع الداخلية اللى قتلوه وربنا يجيب لى حقى منهم فى الدنيا والآخرة». «لما كل بتوع الداخلية ياخدوا خمس سنين يبقى دا حكم غير مرضى وظالم، وربنا ياخد لنا حقنا من كل اللى قتلوا ابنى الوحيد أحمد، وقلبى كله نار وحسبى الله ونعم الوكيل»، تقول والدة أحمد طه فى نبرة حزن وألم على فراق ابنها الوحيد، مضيفة «اللى قتلوا كلب أخدوا 3 سنين واللى قتلوا شباب زى الورد أخدوا 5 سنين، الحكم ده ظالم وربنا ياخد لنا حقنا». وأشارت والدة الشهيد أحمد طه، إلى أنها كانت تعمل موظفة فى الداخلية، وتركت العمل منذ الحادث وقالت: «قاعدة فى البيت لوحدى وكان أحمد هو أملى الوحيد فى الحياة، هو كان عينى اللى بشوف بيها وعكازى فى الحياة منذ أن تركه أبوه لى وهو عنده 6 سنين، وربنا مصبرنى على فراقه، وربنا ينتقم من اللى قتلوا ابنى علشان باقى لنا أكثر من أربع سنين بنعمل استئناف وتعبونا وعليه العوض، والظلم بقى كتير فى البلد وربنا يجيب لى حقى»، مختتمة حديثها قائلة «حسبى الله ونعم الوكيل فى اللى قتلوا ابنى ومش منتظرة حكم الدنيا لأن ربنا هيجيب لى حقى من اللى قتلوا ابنى الوحيد». فيما قالت والدة الشهيد محمد سرى، إن الحكم جاء ناقصاً، فكان من المفترض أن يدخل فى القضية جميع قيادات الأمن المتسببة فى الحادث، قائلة: «دول همّ اللى خططوا وحرضوا وكان بإيديهم يمنعوا الكارثة فلما ياخدوا خمس سنين بس يبقى دا حكم ظالم وربنا هياخد لنا حقنا فى الدنيا والآخرة».