بينما يقف الأستاذ الجامعي السويسري كلاوس شواب، ليحاضر وسط طلابه في مجال "إدارة الأعمال"، تتبلور في ذهنه فكرة إنشاء المنتدى الاقتصادي العالمي، الذي سيعرف فيما بعد باسم "دافوس"، نسبة إلى المدينة السويسرية التي احتضنت أول اجتماع له في يناير عام 1971، وكان هدف الاجتماع غير الرسمي وقتها هو محاولة مواجهة المشروعات والشركات الأوروبية لتحديات السوق العالمية. بالقرب من سلسلة جبال الألب السويسرية، تقع مدينة دافوس الصغيرة والهادئة، يسكنها 12 ألف مواطن فقط، وهي تشتهر بأنها محطة رياضية شتوية للطبقة الراقية لممارسة رياضة التزحلق على الجليد، واكتسبت "دافوس" شهرتها العالمية باحتضانها سنويًا للملتقى الاقتصادي العالمي، حيث تصبح في أواخر كل شهر يناير عاصمة العالم لاستقطابها لأبرز وأكبر الشخصيات والمفكرين في مجالات الاقتصاد والمال والأعمال والسياسة حول العالم. في عام 1987، قام كلاوس شواب بتغيير اسم المنتدى الذي كان يعقد سنويًا من منتدى الإدارة الأوربي، وهي مؤسسة لا تهدف لربح، إلى المنتدى الاقتصادى العالمي "World Economic Forum"، والذي أصبح منذ ذلك التاريخ يتمتع بصفة استشارية في المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة. عام 1971 كان شاهدًا على انطلاق أول دورة للملتقى الاقتصادي العالمي، وكانت متخصصة في إدارة الأعمال والمؤسسات، ثم توسعت الأنشطة لتضم أهم مواضيع الساعة ومتطلبات المستقبل في النواحي الاقتصادية والسياسية والعلمية، وتعتمد الهيئة المنظمة للملتقى سياسة انتقائية للغاية في اختيار الشخصيات التي يقع استدعاؤها في كل دورة، ويتم الحجز لحضوره قبل عام على الأقل. حضور مؤتمر دافوس يكونون من رؤساء وحكومات ووزراء مالية ومحافظي بنوك مركزية ورؤساء مجالس إدارة مؤسسات عالمية كبرى، موزعين على 1000 عضو، وهو من أكبر المنابر التي تتبنى العولمة حيث يجمع هذا اللقاء السنوي رؤساء دول ووزراء وأعضاء برلمانات وإعلاميين وأكاديميين، بالإضافة إلى شركات دولية عابرة للقارات، وممثلي المنظمات غير الحكومية لتكوين تصورات مشتركة معهم حول القضايا الدولية والإقليمية الأساسية المطروحة على جدول الأعمال في كل عام. "إيجاد إطار إقليمي جديد للازدهار والسلام والتعاون بين القطاعين العام والخاص"، هذا هو الشعار الذي يعقد بالمنتدى الاقتصادي العالمي حول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا "دافوس البحر الميت"، في الأردن بمشاركة الرئيس السيسي وعدد من الرؤساء والزعماء ورجال الأعمال في المنطقة، لمدة 3 أيام. "دافوس البحر الميت" هي المشاركة الثانية للرئيس عبدالفتاح السيسي، حيث شارك في منتصف يناير الماضي في منتدى دافوس العالمي، الذي حضره عدد من رؤساء الدول والحكومات، بالإضافة إلى العديد من الشخصيات الدولية البارزة في مجالات المال والأعمال والإعلام والمجتمع المدني والمؤسسات الأكاديمية والبحثية، كما رافق السيسي وفد يضم وزراء الصناعة والتجارة، والمالية، والخارجية، بالإضافة إلى محافظ البنك المركزي.