اختلف الرؤساء المصريون في احتفالهم بأول عيد عمال لهم في الحكم، من حيث مكان الاحتفال أو الخطاب الذي وجهه كلا منهم للشعب المصري بصفه عامة والعمال بصفة خاصة، فالميادين والمصانع والقاعات كانت شاهده على كل كلمة قالها الرؤساء لشكر وتقدير عمال مصر ودورهم في تقدم بلدهم بسواعدهم. كانت بداية احتفال الرؤساء بعيد العمال عام 1964 عندما احتفل الرئيس الراحل جمال عبدالناصر في ميدان الجمهورية، وقال حينها: "منذ أول يوم لثورة يوليو سنة 1952، كان من الواضح أن هذه الثورة قامت من أجل الشعب العامل كله، من أجل إذابة الفوارق بين الطبقات، من أجل إقامة عدالة اجتماعية، من أجل إقامة حياة ديمقراطية سليمة، من أجل القضاء على الإقطاع، من أجل القضاء على الاحتكار وسيطرة رأس المال على الحكم، ومن أجل القضاء على الاستعمار". وأضاف عبدالناصر: "كان فى بلدنا احتلال إنجليزي، كان فيه 80 ألف عسكري إنجليزي، كان في بلدنا أحزاب تمثل مصالح تحالف الإقطاع مع رأس المال، كان فيه في بلدنا ملكية تتحالف مع الاستعمار وتتحالف مع الإقطاع، وتتحالف مع رأس المال ضد مصالح الشعب العامل، كان لا بد لنا علشان نحصل على حقوقنا أن نقضي على كل هذه القوى التي تعمل ضد الشعب العامل؛ تأخذ نتيجة عمله وتأخذ نتيجة عرقه، كانت بريطانيا بتعتبرنا مزرعة لها، وكانت الأحزاب تنادي بالشعارات البراقة، وكان القصر ينادي في المناسبات أيضًا بالشعارات البراقة، ولكن الجميع تآمروا على المواطن الذي يعمل". أما الرئيس الراحل محمد أنور السادات فكان أول عيد عمال يحتفل به في عام 1971 بحلوان، وقال: "قبل أن أبدأ حديثي إليكم من هذا المكان الذي تعودنا أن نستمع فيه إلى جمال أدعوكم إلى أن نقف دقيقة تحية لذكراه، تمنيت لو أن مصر كلها كانت معنا ونحن ندخل حلوان اليوم ورأت ما رأيناه، وتمنيت لو أن الأمة العربية كلها كانت معنا في هذه التجربة ورأت ما رأيناه، وتمنيت أيضًا، لو أن العالم كله كان معنا: ليرى ويعرف، بل لا أخفي عليكم أيها الإخوة، إنني تمنيت لو أن الصديق والعدو كلاهما فى هذا العالم رأوا وعرفوا.. المنطقة التي كانت مشتى صغيرًا، أصبحت قاعدة للصناعة الثقيلة، المنطقة التي كانت متروكة للاسترخاء والكسل، أصبحت بركانًا من النشاط والعمل.. المنطقة الساكنة الهاجعة بين النيل والجبل، أصبحت قلبًا يضخ الحياة، وقمة تطاول كل الذرى، هنا في حلوان، أكبر قاعدة للصناعة الثقيلة في مصر والعالم العربى والشرق الأوسط وإفريقيا". وأضاف السادات: "وهنا حتى الآن 104 آلاف عامل صناعي وراء الآلات تصل أجورهم إلى 40 مليون جنيه سنويًا، وهنا اليوم.. هذا المصنع الذى حضرنا افتتاحه اليوم، مصنع السماد الجديد، الذي قام على استخدام الغازات المتولدة من مصنع الكوك، ينتج 200 ألف طن من السماد الآزوتي 20.5% أي 265 ألف طن من السماد العادي بنسبة 15.5%"، متابعًا: "هنا اليوم هذا المصنع الذي بني بتكاليف قدرها 19 مليون جنيه، والذي يمثل قيامه تمثيلًا حقيقيًا فكرة التخطيط المتكامل، صناعة الحديد والصلب تستوجب صناعة الكوك، وفائض صناعة الكوك من الغازات لا يترك ليتسرب هباء ولكن يوجه لصناعة السماد". فيما كان أول عيد عمال للرئيس الأسبق محمد حسني مبارك في مقر الجامعة العمالية بمدينة نصر، وطالب العمال في كلمة رئيس الاتحاد بضرورة التصدي للحملات الظالمة التي تهدف إلى الانقضاض على القطاع العام، ثم قضية الأجور والأسعار والتأكيد على أهمية إنشاء المجلس القومي للأجور والأسعار وضرورة استثمار أموال التأمينات، وتوفير الاسكان الاقتصادي. أما الرئيس المعزول محمد مرسي ألقى خطابه الأول والأخير بمناسبة عيد العمال بمجمع الحديد والصلب بحلوان، وأكد حينها اهتمامه بالمصانع الأساسية بالقطاع العام وقطاع الأعمال، وشدد على ضرورة إعادة الحياة لمُجمع الحديد والصلب ومجمع الألومنيوم وشركة نحاس الإسكندرية وشركات الغزل والنسيج الموجودة في وسط الدلتا، وأوضح أنه يتعين ضخ دماء جديدة في تلك الشركات من خلال توجيه المزيد من الاستثمارات إليها، بما يسمح بالنهوض بها. كما ألقى الرئيس السابق عدلي منصور خطابه بمناسبة عيد العمال من قصر الاتحادية، وكرم عشرة من قدامى النقابين، مشددًا خلال كلمته على رؤى العمال وتنظيمهم النقابي بشأن مختلف القضايا، وضرورة تطوير تشريعات العمل والعمال والانتهاء من قوانين العمل والتنظيمات العمالية. فيما ألقى الرئيس عبدالفتاح السيسي كلمته بمناسبة عيد العمال من أكاديمية الشرطة، وطالب في كلمته، الجميع بعدم تكرار كلمة زعيم وقائد، قائلًا: "المصريين أهلي وناسي، وأنا واحد منكم وفرحان قوي لذلك، ويا رب تحيا مصر ويحيا المصريين"، وأشار إلى أنه خلال ثورة 30 يونيو: "مفيش مصري خد قلم على وشه أو انجرحت كرامته بكلمة".