يستمر تصاعد حالة التوتر التي تعيشها الولاياتالمتحدة وتواجه السلطات اتهامات باستهداف السود ومعاملتهم بطريقة غير لائقة والحكم عليهم وفقًا للونهم أو معتقداتهم الدينية، وتثير الجدل بشأن القضايا الحقوقية في أمريكا. تعود رياح العنصرية لتهب في أمريكا، وجاءت مؤشراتها من الشارع الأمريكي، والتي أحدثت صدمة قوية خلخلت منظومة القيم التي يؤمن بها المجتمع الأمريكي، حيث تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي شريطًا مصورًا يظهر الشرطة الأمريكية تطلق النار على كلب دافع عن صاحبه صاحب البشرة السوداء. وفي الفيديو يصطحب الشاب الأسود كلبه وخلفه شرطيان أمريكيان، ويدخله سيارته ويغلق عليه أبوابها ويتركه متوجهًا إلى الشرطيين مستسلمًا لهما، ولكن لم يكتفِ الكلب بعزلته في السيارة ومن ثم قفز من نافذتها ليدافع عن صاحبه، فقاومه أحد الشرطيين، وعندها لم ينجح في إبعاده، فأطلق عليه الرصاص، فأوقعه على الأرض قتيلًا وألقى القبض على صاحبه الذي غضب حزنًا على الكلب. وكانت شرطة كاليفورنيا أوقفت الشهر الماضي هذا الرجل لتشغيل الموسيقى بصوت عالٍ وتصويره لهم عن طريق تليفونه المحمول خلال استجابتهم لنداء سطو مسلح، وبعد توقيفه أطلق شرطي النار على كلب الرجل الذي حاول منعهم من القبض على صاحبه، وأرداه قتيلًا. وعندما شاهد الموقف ليون روزبي البالغ من العمر 52 عامًا، عندما خرج للتجول برفقة كلبه في هرثورن بكاليفورنيا، جريمة ترتكب، قرر تصويرها باستخدام هاتفه، ما دفع رجال الشرطة إلى اعتقاله بتهمة الإزعاج بسبب الموسيقى الصاخبة المنبعثة من سيارته، وتصويره رجال الشرطة وهم يؤدون واجبهم اليومي. وأمره رجال الشرطة بوضع كلبه في السيارة والعودة إليهم من دونه، وهذا ما فعله ليون روزبي وعاد الرجل إلى الشرطة التي قيدته فورًا، ما دفع الكلب إلى الخروج من السيارة والتدخل لمنعهم من إيذائه. وعندها أشهر أحد أفراد الشرطة مسدسه وأطلق على الكلب عدة رصاصات فقتله على الفور، ما أثار هلع وخوف صاحبه وجميع المارة، ونُقل الرجل إلى مركز الشرطة، وأطلق سراحه في اليوم التالي بعد أن أقام دعاوى قضائية ضد شرطة المدينة يتهمهم فيها بسوء المعاملة والعنصرية.
