ضاعف الاتحاد الأوروبي المساعدات الطارئة التي يقدمها للدول الأعضاء التي تواجه تدفقًا هائلًا في المهاجرين القادمين من البحر المتوسط، وهي "إيطاليا واليونان ومالطا"، إلى 50 مليون يورو (54 مليون دولار) سنويًا. وقالت المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية ناتاشا بيرتاود، إن "التمويل الطارئ بأكمله قد تضاعف"، وذلك بعد اتفاق تم التوصل إليه في قمة الاتحاد الأوروبي التي عقدت، أمس، إذ تعهد القادة أيضًا بتوفير سفن وطائرات ومعدات لإنقاذ أرواح المهاجرين في البحر المتوسط، وذلك بعد وفاة ما يزيد على 1300 مهاجر هناك على مدار الأسابيع الثلاثة الماضية. ويمكن استخدام التمويل في إقامة مراكز استقبال للمهاجرين وفي تقديم مساعدات طبية أو توفير أطقم إضافية للتعاطي مع تدفق المهاجرين، ويأتي هذا في إطار تمويل أوروبي شامل لقضيتي الهجرة واللجوء. واتفق القادة في قمة الخميس أيضًا على زيادة تمويل الدوريات الحدودية الأوروبية في البحر المتوسط بواقع 3 أضعاف إلى 9 ملايين يورو (9.7 ملايين دولار). وفي الوقت نفسه، قالت "بيرتاود" إن وكالة "فرونتكس" الأوروبية المعنية بمراقبة الحدود تعتزم إرسال سفنها إلى جهات أبعد في البحر المتوسط في إطار مواجهة النزوح القاتل للمهاجرين من ليبيا. وتعهد قادة أوروبا في قمة، أمس، كذلك بمضاعفة حجم مهمة تريتون التابعة لفرونتكس، وزيادة ميزانيتها بواقع 3 أضعاف، لكنهم رفضوا السماح لها بالقيام بأعمال البحث والإغاثة الطارئة. ويرى منتقدون أن تريتون غير فعالة في مواجهة تدفق المهاجرين لأن تفويضها يقيد مهام مراقبتها الحدود إلى 30 ميلًا بحريًا من الأرض، ولا يتيح لها الوصول إلى الساحل الليبي. وفي السياق، قالت "بيرتاود"، إن خطة عمليات جديدة لتريتون من المقرر الاتفاق عليها مع السلطات الإيطالية، "سوف تكون جاهزة في الأيام المقبلة". وقالت منظمة العفو الدولية إن أي فشل في تمديد المساحة العملياتية لتريتون من شأنه أن يقوض التعهدات الأوروبية الجديدة بتوفير سفن وطائرات وموارد أخرى. وذكرت مفوضية الأممالمتحدة السامية لشؤون اللاجئين أنه "من الضروري أن يركز الجميع على انقاذ الأرواح، بما في ذلك منطقة البحث والانقاذ الليبية، التي تصدر منها غالبية نداءات الاستغاثة". وتشكو بعض وكالات الإغاثة مما تصفه بفشل القادة في إيجاد سبل بديلة لمساعدة المهاجرين على الوصول إلى أوروبا سالمين. وقالت أوريلي بنتيو، مستشارة منظمة أطباء بلا حدود لشؤون الهجرة، "بدون هذه البدائل، فإن إعلان الحرب على المهربين يعد إعلان حرب على نفس الأشخاص الذين تقول الدول الأعضاء إن انقاذ أرواحهم يعد أولوية".