"يا صاحبي يا صديقي يا اللي طريقك طريقي، دأنا يوم مأعيش لنفسي ده يوم موتي الحقيقي"، كلمات لخصت ما بداخل ذلك الشاعر من حب وصفاء وإعلاء لقيمة الأصدقاء، إلا أن ذلك لا يمنع وجود بعض الخلافات في حياة عبدالرحمن الأبنودي مع عدد من رفقائه لم يستطع أن يغادر الحياة دون إنهائها. رغم أنهما يعتبران أبناء جيل واحد، أثيرت الكثير من الحكايات عن قصص الاختلاف بين شاعري العامية عبدالرحمن الأبنودي وأحمد فؤاد نجم، وقيل إن الأبنودي هاجم نجم كثيرًا، إلا أن تصريحات الأخير كانت الأكثر انتشارًا، وصرح بأنه لا يوجد عداء بينه وبين الشاعر عبدالرحمن الأبنودي، وأن الأبنودي هو الذي يكرهه وهاجمه هو والشيخ إمام بدون سبب. وقال نجم، إنه لا يحقد على الأبنودي لتمكنه من تكوين ثروة، مشيرًا أنه إذا كان يرغب في تكوين ثروة كان سيفعل ذلك، وذكر المقربون من الأبنودي أنه لا يهوى الحديث عمن يحبهم لذا لا يتحدث عن أحمد فؤاد نجم في أحاديثه وحواراته. نشبت مشادة كلامية بين الأبنودي والفنان الراحل عبدالحليم حافظ، بسبب رفض الأول للتوزيع الذي وضعه الملحن علي إسماعيل لأغنية "أنا كل ما أقول التوبة" التي كتبها لحليم، ورأى أنها أفقدت الأغنية روح الكلمات واللحن الذي صنعه بليغ حمدي، وقال الناقد الفني طارق الشناوي في مقال له إن الشاعر عبدالرحمن الأبنودي اعترض على أسلوب التوزيع الموسيقي لأغنية "أنا كل ما أقول التوبة" التي كتبها لحليم، وأشار أن التوزيع الموسيقي خان روح الكلمات، ولكن عبدالحليم حافظ تدخل وقال له طالما أن الأغنية مع الناس لا يجوز أن يتولى أصحابها طعنها بسكين حاد، وتابع: مع مرور الزمن صارت "التوبة" واحدة من أشهر أغاني حليم، وهو ما دفع ماجدة الرومي قبل ربع قرن لغنائها مجددًا، واعترف الأبنودي أنه تسرع في الهجوم. الخلاف الأبرز في حياة الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي كان مع الموسيقار الراحل عمار الشريعي، وذلك بعد أن قدما معا تتر مسلسل "أبو العلا البشري" الذي يعد أحد أروع الأعمال الدرامية، وكان الخلاف بسبب تصريحات متبادلة بين كل منهما ضد الآخر، لتستمر القطيعة على مدار 20 عاما من الزمان. "الرحايا"، كان المسلسل الذي شهد عودة كلمات "الأبنودي" مزينة بألحان الشريعي يكسوهما صوت علي الحجار، ثم تلا ذلك مسلسلات "شيخ العرب همام، وادي الملوك"، قبل أن تعود العلاقة بينهما إلى سابق عهدها من التلاحم عبر مقابلة جمعت بينهما في يناير 2012 بعد 22 عاما من الانقطاع، خلال لقاء تليفزيوني مع الإعلامي محمود سعد في برنامج "آخر النهار". "الشريعي" قرر قبل وفاته بأيام أن يترك للأبنودي ذكرى وداع واضحة بمكالمة هاتفية استمرت لساعتين، تذكرا فيها أروع الأعمال التي تشاركا فيها بداية من مسلسل "عبدالله النديم"، مرورا بفيلم "البريء"، والأعمال الفنية للمطربة وردة الجزائرية من أمثال "قبل النهار ده، طبعا أحباب"، نهاية ب"لو مش هتحلم معايا"، التي ذيلت مسلسل "أبو العلا البشري" قبل الانقطاع.