نحيل أسمر تميزه حسنة ضخمة عند أنفه يتحدث اللهجة الصعيدية.. هكذا يعرف الجمهور المصري الأبنودي بصريًا وصوتيًا، أما من الناحية الفنية، فهو من غيّر جلد عبد الحليم حافظ، وأعطاه قبلة الحياة ليواصل تصدره على القمة عندما شكّل هو والعندليب وبليغ حمدي ثلاثي للتنقيب والبحث في تراثنا المصري الأصيل، كانت شهرته قد ذاعت عندما تبناه الشاعر صلاح جاهين، الذي تصادف أن وفاة الأبنودي جاءت في نفس يوم وفاته ومعهما سيد مكاوي. كانت أولى أغنياته عن القطن وعنوانها "انقذ قطنك" غناء فاطمة علي، وكان جاهين قد نشرها في روزاليوسف ليطلبها الشجاعي ويتم إذاعتها عبر الإذاعة المصرية. وكتب بعدها ثلاث أغانٍ دفعة واحدة، وكانت بالترتيب كالتالي: الأولى عن السد العالي، وتقول كلماتها «اتمدّ يا عمري اتمدّ.. وأعيش وأفرح وأشوف بعنيّا السدّ» وغناها محمد قنديل، والأغنية الثانية «بالسلامة يا حبيبى بالسلامة» التي تذاع كل صباح، أما الثالثة فكانت «تحت الشجر يا وهيبة». وذهب للشجاعي، وعرض عليه ما كتبه، فوافق على الأغنيتين الأولى والثانية، وعلّق على أغنية «تحت الشجر يا وهيبة» بأنها لا تصلح، ولكن الأبنودي أصر وذهب لرشدي ولحنها عبد العظيم عبد الحق؛ لتصبح نقطة تحول في مشوار الخال، وتتوالى بعدها نجاحاته وتلتها "عدوية" ليصبح الأبنودي ورشدي وبليغ حمدي حديث الشارع المصري وقتئذ. وهنا قرر عبد الحليم، أن يتعامل معه وأرسل إليه اثنين قاما باصطحابه لبيت العندليب، وظنّ الأبنودي حينها أنه مقبوض عليه، وبدأ أول تعاون بينهما عام 1966 بأغنية «الفنارة». وبعدها تعاون الثلاثي "بليغ وحليم والأبنودي" في "التوبة" التي غضب عبد الرحمن بسبب توزيعها الذي اعتبره أجنبيًا، ولم يسامح الأبنودي عبد الحليم إلا عندما سمع ماجدة الرومي تغنيها بعد ذلك بسنوات، يومها قال إن "العندليب كان على صواب". وبعدها جاءت أشهر أغاني النكسة، التي يعتبرها الكثيرون، الأغنية الرسمية لها وهي أغنية "عدى النهار"، وبعدها أغنية "المسيح" التي قدمها عبد الحليم على مسرح ألبرت هول بلندن. كما كانت بدايته مع السينما كاتبًا لحوار فيلم "شيء من الخوف" عام 1968؛ الفيلم الذي كتب أغانيه وتعرض لمشاكل في العرض حتى تم عرضه بقرار من جمال عبد الناصر شخصيًا. وبعدها كتب سيناريو "طاغية الموت" لفاتن حمامة، وكتب أيضًا سيناريو "الطوق والأسورة" لخيري بشارة، ومسلسل "وادي الملوك" مع حسني صالح. وتعد أغينة "مشيت على الأشواك" التي كتبها لعبد الحليم في فيلم "أبي فوق الشجرة" من أسرع أغانيه؛ حيث كتبها في ساعتين، وكان يسخر من كاتبي مثل هذه النوعية من الأغاني، ويؤكد لعبدالحليم سهولتها. ولا يعرف الأبنودي عدد الأغاني التي كتبها. ويستكمل رحلته مع نجاة وشادية ومحمد منير وعلي الحجار، بل وحتى عمار الشريعي الذي شكل معه ثنائيًا قدم مجموعة من أهم تترات الأعمال الفنية. ظهر عبدالرحمن في فيلم وثائقي بعنوان "سيرة آخر الأبطال"؛ يحكي عن رواة السيرة الشعبية. وعام 1969 كان مديرًا لتصوير فيلم "شيء من العذاب"، كما كتب أغاني مسلسلات "شيخ العرب همام" وغناها علي الحجار، و"الدم والنار" التي غناها محمد العزبي، وكتب أيضًا أغاني فيلم "قفص الحريم" الذي لعب بطولته عزت العلايلي، وشيريهان. وأغاني فيلم "ليلة بكى فيها القمر" لصباح، وأغاني فيلم "البريء" التي غناها عمار الشريعي ومجموعته. وأغاني مسلسل "الرحيل" عام 1965، ومسلسل «علي الزيبق، ذئاب الجبل، خالتي صفية والدير، الكهف، الوهم، الحب، الرحايا، وحجر القلوب».