نساء يجلسن على مقهى «السيدة رقية»، إحداهن تضع قدماً على الأخرى، ممسكة ب«لىّ الشيشة»، وأخرى تجلس حول طاولة وهى تضع يدها فى وسطها وتتحدث إلى رفيقتها، وثالثة تلعب الشطرنج، وخامسة تمسك كتاباً وترتشف من كوب شاى. هذا ليس مشهداً درامياً، بل جرافيتى مرسوم على أحد جدران مقهى «السيدة رقية» فى شارع الخليفة بالسيدة زينب، لتخليد ذكرى المرأة التى كانت وما زالت تجلس على ذلك المقهى. مشهد النساء فى الجدارية جذب كل رواد المقهى، متسائلين «ما ماهية هذا الجرافيتى ولماذا تُرسم نساء على حائط مقهى يجلس فيه الرجال؟»، خاصة أن رواد هذا المقهى من زائرى الأضرحة التى تقع فى المنطقة. مصطفى إسماعيل، صاحب المقهى، وصاحب فكرة رسم جدارية النساء، قال إنها تكريم للمرأة خلال شهر مارس الذى يشهد 3 احتفالات خاصة بالمرأة: اليوم العالمى للمرأة ويوم المرأة المصرية وعيد الأم. استطاع الرجل الستينى من خلال حملة «الأثر لنا»، التى تقوم بتطوير وإعادة ترميم شارع الخليفة، بمساعدة إحدى فنانات الجرافيتى، استدعاء صورة النساء التى كانت تجلس على المقهى فى الستينات، لجذب النساء مرة أخرى إلى المقاهى: «فيه ستات بتيجى بس مش براحتها زى زمان، ولما لقيت الشباب بيجملوا الشارع قلت لازم أربط الماضى بالحاضر وأقول إن القهوة دى كان بيقعد عليها المعلمات بتوع زمان والستات المجدع». الرجال الذين اعتادوا الجلوس فى مقهى «السيدة رقية» لم ينزعجوا من الرسومات النسائية، وإغفال صاحب المقهى للعنصر الرجالى، والذى يُعد الأكثر تردداً على المقهى، بل إنهم يرحبون بعودة النساء مرة أخرى، ليُنافسن الرجال على المقاعد وكاسات الشاى و«الشيشة».