افتتح قبل أكثر من 70 عامًا وكان قبلة لنجوم الفن سهير زكى كانت ترتاده أسبوعيًا.. ونعيمة الصغير عشقت تدخين الشيشة فيه كرموز، حى شعبى شهير بالإسكندرية، يضم عددًا من الأماكن التاريخية، على رأسها عامود السوارى الذى شيده القائد دقلديانوس، فى هذا الحى يوجد مقهى «الكسفريتى» الذى أفتتح قبل أكثر من 70 عامًا، فقد تأسس فى أربعينيات القرن الماضى على يد صاحبه مصطفى الكسفريتى. والكسفريتى، من أصول تركية ويشتهر مقهاه بين العامة بمقهى العوالم والفنانين، ويتواجد بجواره عدد من مكاتب متعهدى الأفراح والحفلات ومنهم مكتب شراويلو، وهو أول مكتب للتعاقد على إحياء الأفراح والحفلات بالإسكندرية. على هذا المقهى، التقينا عبد الله المغاورى، وهو أحد عازفى العود فى المنطقة، والذى يلقب ب «صديق الفنانين» الذى بادرنا قائلاً: «المقهى يعتبر تراثًا فى الإسكندرية، وكل ركن فيه كان شاهدًا على فنانى مصر، فقد جلس عليه الراحل حسن فايق ابن حى بحرى بالإسكندرية، وكان وقتها يعمل «مونولوجست» قبل أن يسافر إلى القاهرة ويلقى حظه من الشهرة، وكان فايق يجرى البروفات الخاصة به على المقهى ليمتع الجميع بمشاهده وقفشاته الضاحكة. وأضاف: الفنانة الراحلة زينات صدقى كانت تجلس على مقهى الكسفريتى عندما كانت تعمل راقصة، وقبل أن تكون ممثلة وهى أيضًا من حى بحرى، مشيرًا إلى أن المطرب الراحل محرم فؤاد والمطرب الشعبى أحمد عدوية كانا من رواد المقهى، خاصة أن محرم فؤاد بدأ حياته فى الإسكندرية فى فترة الستينيات من القرن الماضى، وكان عدوية يحيى الأفراح بمبالغ زهيدة جدًا حتى يعرفه الناس، فكان يحصل على 3 جنيهات فى الفرح الواحد. ويوضح المغاورى أن الراقصة سهير زكى، كانت تتواجد كل أسبوع على المقهى وتحرص على شرب الزنجبيل بالقرفة، رغم أنه مشروب رجالى إلا أنها كانت تحبه جدًا، وكان لها اسم آخر فنى غير المتعارف عليه وهو «سوسو». وأكد أن الموسيقار هانى مهنى قضى فترة تجنيده فى عروس البحر، وكان يتردد على المقهى بصفة مستمرة، مضيفًا أن الفنان سعيد الأرتست أشهر الإيقاعيين فى مصر كان يجلس إلى جوار هانى مهنى. وقد شهد المقهى - وفقًا لمعلومات المغاورى - العديد من الألحان لعدد من الأغنيات الشهيرة قديمًا، والتى كانت تذاع فى الإذاعة السكندرية وقتها، ومنها أغنية «أنا أصلى إسكندرانى»، والتى غناها المطرب أحمد بكر فى فيلم الحقيبة السوداء وأغنية «سوق الحلاوة جبر» و»اتبغددوا الوحشين» التى غناها المطرب فايد محمد فايد الذى تزوج 48 مرة ومنهم زواجه من المطربة أسمهان، وتذكر عبد الله المغاورى حكاياته مع الفنانة الراحلة ابنة منطقة البياصة نعيمة الصغير، وقال عنها إن الجميع كان يحترمها ويهابها، وكانت تجلس على المقهى تشرب الحلبة بالحليب والشاى الزردة، وتحرص على شرب الشيشة الطمباق والتى كان الرجال لا يتحملون رائحتها أو دخانها. واختتم المغاورى حكاية مقهى الكسفريتى قائلاً: «رواد المقهى لا يزالون يتذكرون كل هؤلاء النجوم وغيرهم حتى الآن، ولا يزال المقهى يحظى بأهمية فى الوسط الفنى والثقافى السكندرى من المصطافين والباحثين عن التراث والفن الجميل والعراقة، فالكسفريتى حكاية سكندرية فنية تساوى شارع محمد على فى القاهرة، لأنه مهد العديد من الفنانين العظام الذين أنجبتهم مدينة الإسكندرية».