على الرغم من ظهوره فى زمن مليئ بالعمالقة إلا أن الفنان محرم فؤاد استطاع أن يحجز لنفسه مكانا بين نجوم عصره وساعده فى ذلك تمتع صوته بخصوصية شديدة وشخصية مستقلة جعلته يكون فى منافسة عبد الحليم حافظ وفريد الأطرش ومحمد قنديل. محرم فؤاد أو محرم حسين أحمد ولد بحى بولاق بالقاهرة فى 25 يونيو عام 1934 لأسرة صعيدية أطلق عليها والده اسم محرم لأنه ولد مع ذكرى المولد النبوى الشريف والتحق بمعهد فؤاد الأول للموسيقى العربية لإثقال موهبته وبدأ رحلته مع السينما عندما اكتشفه المخرج هنرى بركات عام 1959 وقدمه هو وسعاد حسنى لأول مرة فى فيلم «حسن ونعيمة» الذى جسد فيه شخصية حسن المغنواتى التى حققت نجاحاً كبيراً مع الجمهور وظل لقب المغنواتى يرافقه فى مشواره وتوالت بعد ذلك اعماله السينمائية وقدم للمسرح عملين هما دنيا البينولا، القشاط بجانب رصيده الغنائى الذى تعدى 900 أغنية حرص طوال مشواره على الابتعاد عن السلطة مما جعل الأنظمة تسقطه من قائمة التكريمات.
تزوج عدة مرات من داخل وخارج الوسط الفنى اهم هذه الزيجات زواجه من الفنانة تحية كاريوكا، عايدة رياض وفى منتصف التسعينيات عرف المرض طريقه لقلبه الذى رافقه لسنوات وقام بإجراء عدة عمليات جراحية فى القلب لكن لم ينجح وفارق الحياة فى 27 يونيو عام 2002. محمد سلطان: قربه من الناس سر نجاح أغانيه يرى الموسيقار محمد سلطان فى صوت محرم فؤاد خامة جيدة ومساحات عريضة اتاحت له تقديم ألوان مختلفة من الغناء سواء الرومانسى أو الشعبى أو الوطنى أو الدينى وأنه لم يتخصص فى شكل غنائى واحد بجانب أنه لم يقلد أحداً وهذا سر نجاحه يقول سلطان: بداية تعارفى بمحرم فؤاد كانت من خلال فيلم «من غير ميعاد» وكنت وقتها مازالت فى بداية حياتى كملحن وقد جمعتنى به ذكريات جميلة لا أنساها أثناء التصوير فى سيدى بشر بالاسكندرية والتى لم تخلو من المرح وخفة الدم خاصة أننا كنا مجموعة أنا ومحرم وسعاد حسنى ونادية لطفى وبعد هذا الفيلم توطدت علاقتى به ولحنت له مجموعة من الأغنيات النابعة أهمها أغنية «قدك المياس ياعمرى» التى حظيت بشهرة كبيرة وقد وجدت فى صوت محرم فؤاد تميزاً وخصوصية شديدة واستطاع أن يقدم الوانا مختلفة من الغناء لذلك لا يمكن أن نصفه على أنه مطرب شعبى أو رومانسى وهذا لم يتوفر إلا فى عدد قليل من المطربين على رأسهم عبد الحليم حافظ فمن أهم مميزات محرم فؤاد أنه كان قريباً من الناس جداً من خلال نوعية الأغنيات التى يقدمه وهذا جعله يستحق لقب صوت النيل عند جداره. اهم اعماله ■ المرأة الحديدية، 1987.
■ بطل من ورق، 1988.
■ غرام الأفاعى، 1988.
■ الراقصة والسياسى، 1990.
■ ليالى الحلمية، 1992.
نادية لطفى: صنع لنفسه شخصية مستقلة بعيدة عن عبد الحليم حافظ
على الرغم أن الفنانة نادية لطفى لم يجمعها بمحرم فؤاد سوى فيلمين فقط هما «من غير ميعاد» و«عشاق الحياة» إلا أنها تعتبرهما من الأعمال المهمة فى تاريخها الفنى والذى توافرت بهما كل عناصر النجاح سواء من ناحية القصة أو فريق العمل ولا تنسى أن الأغانى التى غناها محرم فؤاد لها فى هذه الأفلام خاصة أغنية «والنبى لنكيد العزال» التى يتم غنها فى الأفراح.
تقول نادية لطفى: محرم فؤاد من المطربين الذين كانت لهم شعبية كبيرة بالنسبة للناس لأنه كان له لون متميز صحيح كان موجودة فى عصره مطربون عمالقة مثل عبد الحليم حافظ ومحمد قنديل ومحمد رشدى إلا أنه كانت له شخصية متميزة ودائما كنت التقى به فى حفلات أضواء المدينة التى كانت تجمع كل نجوم الطرب والتمثيل أيضا لذلك قربت الآن على اختفائها.
واضافت نادية أنها تعرفت على محرم فؤاد لأول مرة من خلال فيلم «من غير ميعاد» والذى جمع عدد من النجوم مثل سعاد حسنى ومحمد سلطان وصلاح جاهين وزوزو ماضى وميمى شكيب وكانت لنا ذكريات حلوة على شط اسكندرية أثناء تصوير هذا الفيلم وبعدها بسنوات التقت بمحرم فؤاد من خلال فيلم «عشاق الحياة» الذى حققت أغانيه نجاحاً كبيراً وللاسف انشغالنا بعد ذلك أنا وهو وهذا جعلنا لا نلتقى بعدها فى أى عمل سينمائى علاوة على أن محرم فؤاد كان يركز فى الغناء أكثر من السينما.
نادر عدلى: ملامحه المصرية وراء نجاح أفلامه
يرى الناقد نادر عدلى أن المطرب الراحل محرم فؤاد أحد أهم الأصوات المصرية الأصيلة وبرغم ذلك لم يحصل على حقه فى تكريم الدولة له كما تستحق موهبته وأرجع أسباب ذلك لابتعاده عن السلطة منذ أن احترف الفن فى أواخر الخمسينيات فى وقت كانت مجموعة من المطربين يتكبرون عن ثورة 1952 ومجلس قيادة الثورة وأن عدم وجود شلة تحيط محرم فؤاد من شعراء أو صحفيين أو فنانين جعلت الأضواء لا تقترب منه إلا بحساب.
وأضاف عدلى أنه عندما قام المخرج هنرى بركات باكتشاف فؤاد وقدمه فى فيلم «حسن ونعيمة» أصبح يمثل نموذجاً للشاب المصرى الذى ينتمى للطبقة المتوسطة خاصة أن ملامحه المصرية كانت تؤكد ذلك وهذا ما وضع محرم فؤاد على أول طريق النجومية وقد وجد فى ذلك مفتاح السر لدخول قلوب الناس وانطلق ليقدم مجموعة من الأفلام مثل «نصف عذراء»، «من غير ميعاد» «حكاية غرام».
وأضاف عدلى أن محرم فؤاد كان يتم تقدير موهبته فى الخارج أكثر من تكريمه فى بلده مصر خاصة فى لبنان وهذا جعل محرم يصور أربعة افلام من أفلامه فيها مثل «الصبا والجمال» مع صباح ، عتاب.
وأشار عدلى إلى أن محرم فؤاد لديه رصيد غنائى يتعدى 900 أغنية لا يذاع منها إلا 30 أغنية لذلك يتساءل عن مصير هذه الأغنيات الموجودة فى ارشيف الإذاعة ولا يتم اذاعتها.