نيسان تشارك ب4 سيارات سيدان ودفع رباعي ب«معرض بكين».. لن تصدق مواصفاتها    لندن تستدعي سفير روسيا احتجاجا على نشاط خبيث على أراضيها    إبراهيما نداي قبل مواجهة دريمز الغاني: لن نخذل جماهير الزمالك    الحماية المدنية تسيطر على حريق داخل محطة محولات كهرباء بمدينة المنيا    كلام نهائي.. موعد امتحانات نهاية العام وبدء الأجازة بالجامعات    هل انفصل أحمد السقا عن زوجته مها الصغير؟.. رسالة غامضة تثير الجدل على فيسبوك    دينا فؤاد: «نور الشريف تابعني كمذيعة وقال وشها حلو.. وأرفض أي مشهد فيه فجاجة»    توب مكشوف.. هنا الزاهد تغازل جمهورها في أحدث ظهور    سميرة أحمد تكشف سر خلافها مع وفاء صادق    ذوي الهمم والعمالة غير المنتظمة وحماية الأطفال، وزارة العمل تفتح الملفات الصعبة    الصحة تكشف خطة تطوير مستشفيات محافظة البحيرة    فصل طالبة مريضة بالسرطان| أول تعليق من جامعة حلوان.. القصة الكاملة    العمل في أسبوع.. حملات لنشر ثقافة السلامة والصحة المهنية.. والإعداد لإطلاق الاستراتيجية الوطنية للتشغيل    محافظ القاهرة: تطبيق المواعيد الصيفية لفتح وغلق المحال بكل حزم    الزراعة: إصلاح الفدان الواحد يكلف الدولة 300 ألف جنيه    وزيرة التخطيط: الفجوة التمويلية في الدول النامية تصل إلى 56%    برلماني: استرداد سيناء ملحمة وطنية تتناقلها الأجيال    كرم جبر : الرئيس السيسي رفض الرد على نتنياهو أكثر من مرة    اختفاء دول.. خبير أبراج يتوقع مرور العالم بأزمات خطيرة    مفتقداكي يا خيرية.. سميرة أحمد تبكي على الهواء بسبب شقيقتها    جماعة الحوثي تشن 5 هجمات ضد السفن في البحر الأحمر.. فيديو    الكشف الطبي بالمجان على 1058 مواطنا في دمياط    الأونروا: قطاع غزة يشهد موجة حر غير عادية فاقمت الأزمة المعيشية    كرم جبر: الجهود المصرية تركز على عدم اقتحام إسرائيل لرفح الفلسطينية    وزيرة «التخطيط» تشارك بمنتدى التمويل من أجل التنمية بالأمم المتحدة    وكيل صحة الشرقية يتفقد مستشفى فاقوس المركزي ويحيل مشرف التغذية للتحقيق    الاحتفاء بالشاعر عيد صالح في العودة إلى الجذور بدمياط.. الاثنين المقبل    صلاح ضمن التشكيل الأفضل للدوري الإنجليزي    الغيابات تضرب الاتحاد قبل مواجهة الجونة    علاقة متوترة بين انريكي ومبابي.. ومستقبل غامض لمهاجم باريس سان جيرمان    مسؤول إسرائيلي: بلينكن يزور إسرائيل الأسبوع المقبل لبحث صفقة جديدة    تعرف على أهداف الحوار الوطني بعد مرور عامين على انطلاقه    مساعد وزير التعليم: 8236 مشروعا تعليميا ب127 ألف فصل    شركة GSK تطرح لقاح «شينجريكس» للوقاية من الإصابة بالحزام الناري    إصابة 6 أشخاص في انقلاب سرفيس على صحراوي قنا    تكثيف أعمال التطهير لشبكات الصرف الصحي بمحافظات القناة    مصرع طفل سقط في مصرف زراعي بالفيوم    "ذكرها صراحة أكثر من 30 مرة".. المفتي يتحدث عن تشريف مصر في القرآن (فيديو)    الأمم المتحدة للحق في الصحة: ما يحدث بغزة مأساة غير مسبوقة    مؤتمر تين هاج: تطورنا بطريقة جيدة للغاية.. وهذا ما طلبته من اللاعبين    رضا العزب: شيكابالا مش أسطورة    تعرف على فضل أدعية السفر في حياة المسلم    تعرف على فوائد أدعية الرزق في حياة المسلم    «أرض الفيروز» تستقبل قافلة دعوية مشتركة من «الأزهر والأوقاف والإفتاء»    استمرار فعاليات البطولة العربية العسكرية للفروسية    إقبال كثيف على انتخابات أطباء الأسنان في الشرقية (صور)    مواعيد الصلاة في التوقيت الصيفي بالقاهرة والمحافظات.. وكيف يتم تغيير الساعة على الموبايل؟    الوكالة اللبنانية: الجيش الإسرائيلي قصف عناصر دفاع مدني أثناء إخمادهم حريقا    بعد حادث شبرا الخيمة.. كيف أصبح الدارك ويب السوق المفتوح لأبشع الجرائم؟    أول تعليق من كلوب بعد تقارير اتفاق ليفربول مع خليفته    وزير التعليم العالي يهنئ الفائزين في مُسابقة أفضل مقرر إلكتروني على منصة «Thinqi»    25 مليون جنيه.. الداخلية توجه ضربة جديدة لتجار الدولار    «مسجل خطر» أطلق النار عليهما.. نقيب المحامين ينعى شهيدا المحاماة بأسيوط (تفاصيل)    خير يوم طلعت عليه الشمس.. 5 آداب وأحكام شرعية عن يوم الجمعة يجب أن تعرفها    نجاح مستشفى التأمين ببني سويف في تركيب مسمار تليسكوبى لطفل مصاب بالعظام الزجاجية    سويسرا تؤيد خطة مُساعدات لأوكرانيا بقيمة 5.5 مليار دولار    موعد اجتماع البنك المركزي المقبل.. 23 مايو    طرق بسيطة للاحتفال بيوم شم النسيم 2024.. «استمتعي مع أسرتك»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



القهاوي..شاي وحكاوي!
نشر في المساء يوم 28 - 12 - 2012

المقاهي ليست مكاناً لشرب القهوة والشاي. وتدخين الشيشة فقط. بل هي مكان لتبادل الأفكار بين جميع فئات المجتمع. فهناك مقهي للمثقفين والأدباء. وآخر للسياسيين. وثالث للحرفيين وأصحاب المهن الحرة. فضلاً عن مقاهي أرباب المعاشات والسماسرة.
أحادية المقاهي قد تكون البداية لاندلاع مظاهرة أو ثورة. وقد تكون فاتحة خير علي رجال الأعمال. حيث يعقدون فيها صفقات بالملايين.. وهي مكان يجلب الرزق للعاملين.. حكاوي القهاوي في الأقاليم لها طابعها الخاص أيضاً.
ثقافة.. بأسوان
أسوان- عادل عوض:
"الغرزة" هي ملتقي شباب القري في خلال العقود الماضية ومقر لتبادل أحاديث ومشاكل القرية بجانب تناول المشروبات الساخنة وتدخين "الجوزة" أو الشيشة. وتطورت الغرزة في السنوات الأخيرة إلي المقاهي والكافتيريات. وخصصت هذه المقاهي وسميت نسبة إلي الفئات المترددة عليها. منها مقهي الفنانين ومقهي المثقفين. ومقهي عُمال البناء ومقهي السياحة. وكما يوجد بعض المقاهي بأسماء القبائل والعائلات والمحافظات كمقهي النوبيين وغيرهم. ولكن مازالت الغرزة موجودة ولكن بأعداد قليلة. واشتهر بعضها بأنها أصبحت مكاناً لشرب المخدرات والمسكرات.
يقول عبدالقادر حسن "65 سنة" الغرزة هي أساس ثقافة شباب القري وكنا قديماً نلتقي في الغرزة بعد انتهاء أعمالنا مساءً ونتبادل الحديث وحل مشاكل القرية والقري المجاورة وما يدور من أحداث وتبادل أفكار والنكات والقفشات وكانت الجوزة شيئاً ضرورياً وهي تختلف عن الشيشة الحالية الموجودة في المقاهي حيث ان الجيل الحالي يختلف تماماً عن الجيل السابق. حيث استغل وجود الغرز للأعمال الأخري مثل تناول المخدرات. التي انتشرت بعد الثورة. في مناطق معينة بمحافظة أسوان. التي تعتبر من الأماكن الأكثر فقراً في أسوان. كمنطقة خور عواضة والناصرية والحكروب. كما توجد غرزة أمام إدارة مرور أسوان بالسيل.
وقال سيد ابراهيم "61 سنة" نقيب الفنانين بأسوان. ان مقهي الفنانين من أشهر المقاهي بأسوان وتقع بالقرب من كورنيش النيل. ويتجمع فيها الفنانون من مطربين وعازفين وكل من يعمل بمجال الفن. ودائماً ما تدور الأحاديث حول ما حدث في الليالي السابقة. والدندنة في الأغاني الحديثة وما يستجد في السوق الفني بأسوان وأغلب مشاهير الأسوانيين من الفنانين. عرفوا من خلال هذا المقهي التي كان يجلس عليها فناني النوبة خضر العطار وحسن الصغير. وغيرهما من فناني أسوان.
ويقول الدكتور محمد فاروق المرواني. طبيب بشري "45 سنة" ان الجلوس علي المقهي مفضلة عندي بعد انتهائي من عملي بالعيادة. ولكن أجلس علي مقهي المثقفين والسياسيين بميدان المحطة بأسوان. والعاملون بها لا يسمحون بالجلوس عليها الا لشخصيات معينة بذاتها وغير مفتوحة للجميع. والحديث غالباً ما يدور عن أحداث جارية في البلاد بعيداً عن العمل. ويعتبر الجلوس علي المقهي من باب الترفيه علي النفس فالحديث عن العمل ممنوع تماماً. ونحن كمجموعة من المهندسين والأطباء والاعلاميين متواجدون دائماً في هذا المكان. وكل أخبار البلد تعرف من هذا المكان.
يضيف المعلم حمدي عباس "55 سنة" صاحب مقهي النوبيين بالسوق السياحي بأسوان: نستقبل في المقهي جميع أبناء أسوان. ولكن المترددين الدائمين علينا هم أهلنا وعائلاتنا من أبناء النوبة بأسوان. وجميع العاملين بالمقهي من النوبيين. ويتعاملون في بعض الأوقات باللغة النوبية. لأن بعض كبار السن من النوبيين لا يجيدون الا تلك اللغة فقط. وتدور دائماً الأحادث حول أحلام العودة إلي أراضينا علي ضفاف البحيرة. ويقوم الشباب بالاستماع إلي كبارهم من أجل نقل التراث النوبي الأصيل للأجيال التي تليهم. وشهدت الأيام الأخيرة مناقشات حادة بعد تهميش دور النوبة والنوبيين في الدستور والتعيين بمجلس الشوري. فأصبح المقهي عبارة عن منتدي سياسي ثقافي. ونحن نتمتع في تقديم المشروبات النوبية المعروفة للرواد كالكركديه والعرديب.
وقال محمد تفويق. سائق في طائقة التشييد والبناء والمعمار. إننا نجلس في مقهي العاملين. بالسوق التجازري. للتربيطات علي العمل في اليوم التالي. بالاضافة إلي الحديث عن أسعار مواد البناء. والأسعار الجديدة لأمتار البناء والديكور.. دائماً ما يتواجد عمال التراحيل الذين يبحثون عن العمل باليومية بتلك المقهي ويأتي المقاولون لاختيارهم للعمل معهم. وانني أقوم بالوساطة بين المقاولون والعمال.
وتقول زيزي فنجري بخيت "موظفة" جلسة القهوة غير مرغوب فيها للمرأة في الصعيد. علي عكس وجه بحري. كمناطق الحسين ومقاهي الفيشاوي بالقاهرة. ولكن ظهرت في محافظة أسوان بعض المقاهي في الفنادق السياحية ذات الخمسة نجوم. مخصص بها مكان للسيدات الذين يذهبون مع عائلاتهن إليها للتمتع بقضاء جو أسري جميل وتجلس النساء مع بعضهن في مكان والرجال في مكان آخر يتناولون الشيشة. ويدور الحديث بين السيدات حول مشاكل الأولاد في المدارس والأكلات والموضة الحديثة.
أضاف صلاح حسين سليم. موظف "48 سنة" عضو نقابة العاملين: لا أحبذ الجلوس علي المقاهي والغرز. لأنها قد تحيد عما تقدمه من مشروبات لروادها. انما تصل أحياناً لتناول المخدرات والمسكرات فيها. وأتمني القضاء علي الغرزة التي تقع أمام مبني ادارة مرور أسوان التي يتجمع فيها النشالون والمسجلون خطر. ومدمنو المخدرات الذين يتناولونها في وضح النهار أمام مرأي ومسمع من الجميع. ودائماً ما يدور الحديث فيها بصوت مرتفع عن السرقات التي قاموا بها إلي جانب التلفظ بأصوات عالية وخارجة عن الأدب والاحترام وتنتهي دائماً بالمشاجرات والمشاحنات باستخدام الأسلحة البيضاء والشوم والعصي.
ملتقي الفنانين.. بالإسكندرية
الاسكندرية- عادل عبدالكريم وجمال مجدي:
مقاهي الثغر تخصصات فمنها الثقافية والعمالية والفيديو والخرس ونوبيين والعوالم وغيرها مما جعل لعروس البحر المتوسط ميزة ثقافية مختلفة عن باقي محافظات الجمهورية. وكل فئة تتجمع بالمقهي الخاص بها لمناقشة أحوالهم الخاصة والسياسية والاقتصادية.
والغريب ان بكل منطقة من مناطق الاسكندرية مقهي للتلاميذ الذين يهربون من الحصص الدراسية بالمدارس ويتجمعون عليها لرخص أسعارها وبعدها عن الشوارع العامة حتي لا يكونوا محلا لأنظار ابائهم.
أما قهوة "الكيخة" والتي تقع بمنطقة وجنت بشرق الاسكندرية فهي تخصصت في تجمع شباب الطبقات الراقية بالاسكندرية.
وفي مقهي الصيادين بالأنفوشي تخصصت في تجمع كل من له علاقة بمحال الصيد أو صاحب مركب أو مستأجر لها يُدار فيها مشاكل الصيد والصيادين وحياتهم الخاصة والاجتماعية التي يعانون منها فضلاً عن أنها تكون دائماً مجالاً للأفراح أو العزاء.
يقول مصطفي محمد أننا دائماً نتجمع في المقهي من المغربية لمناقشة أحوالنا الخاصة ومشكلاتنا خاصة مواسم النوات لعدم استطاعتنا علي القيام برحلات الصيد.
أما عبدالقادر عيسي فأكد ان قراراتنا دائماً نتخذها من المقهي الخاصة بنا والتي يأتيها الغرباء لأنها تميزت ان تكون لنا.
وفي مقاهي الفيديو بمحطة مصر يقول مصطفي محمد عزالدين صاحب كافتيريا "30 سنة" أعمل بميدان محطة مصر الذي يعتبر وسط المدينة وأقوم بعرض بعض أفلام الفيديو التي تجذب المارة ليصبحوا من رواد الكافتيريا. خاصة ان معظم زبائني من فئات العمال المتوسطة الدخل. نظراً للطابع الشعبي لنا وقرب المنطقة من وكالة الخضر والفاكهة التي يعمل بها معظم الزبائن القادمين من الصعيد للعمل بها وفي الليل تمتليء المقهي بهؤلاء العمال لمشاهدة الأفلام التي تقدمها والكافتيريا مورد رزقي الوحيد الذي أنفق منه علي والدتي وشقيقاتي.
أما في المقهي الشعبي الثقافي فالوضع بها مختلف عن المقاهي الأخري حيث يغلب علي روادها بعض السياسيين لمناقشة أحوال البلد.
أشار إلي ان مكتبة المقهي تحصل بصفة مستديمة ودورية علي الكتب من مركز إبداع الاسكندرية ووزارة الثقافة وروادها من مختلف الطبقات وكذلك من مختلف الأعمار السنية. وتقام بالمقهي الندوات والصالونات الثقافية ويدير هذه الندوات رموز كتاب القصص والشعر والمثقفين.
يضيف أحمد علي من شباب الجامعة انه يفضل هذه المقهي لشهرتها الكبيرة في المجال السياسي حيث يكون زبائنها من الساسة وأنه وزملاءه من الجامعة يأتون إليها كثيراً لمناقشة أحوال البلاد.
أما قهوة "علبة" بمحطة مصر في تخصصت في مجال البورصة وتداول التحف والمقتنيات النادرة كالعملات والميداليات وحتي الساعات القيمة خاصة القديمة منها.
يؤكد محمد علبة- صاحب المقهي- أنه تم بيع بعض مقتنيات الملك فاروق داخل هذا المقهي ويوافقه الرأي أغلب الجالسين بالمقهي. حيث يعمل بعضهم في تجارة التحف والمقتنيات الندارة سواء كخبراء فيها أو كتجار لها.
أما مقهي "العوالم" بكرموز فيسمي مقهي "الكسفريتي" نسبة إلي صاحبه ذي الأصول التركية "مصطفي الكسفريتي" ويشتهر بالمقهر بتجميع أهل الفن من الموسيقيين والممثلين داخله في انتظار الأفراح.
يقول سامي محروس ابراهيم- أحد رواد المقهي- منذ ولادتي وهذا المقهي كان يتجمع فيه الفنانون مثل عبده الأرتيست والمطرب فايد محمد فايد صاحب أغنية "سوق الحلاوة جبر" والممثل حسن فايق الذي كان من سكان منطقة بحري. وأيضاً الفنانة زينات صدقي وكانت أيضاً من سكان منطقة بحري والفنانة نعيمة الصغير.
وفي منطقة كوم الدكة بوسط المدينة نجد مقهي "دكة الدراويش" ويوضح محمد السلموني أحد العاملين بالمقهي ان هذا الاسم بسبب اعتياد الفنان سيد درويش الجلوس عليها ويقوم بالعزف علي عوده وإنشاد الزغنيات علي رواد المقهي. إلا ان دوام الحال من المحال فهي حالياً تعتبر من أكبر المقاهي التي تلقي إقبالاً كبيراً من النوبيين المقيمين بالاسكندرية منذ مئات السنين ولكنها حالياً تعرف باسمين إما مقهي النوبيين أو دكة الدراويش. كما كان يطلق عليها بالماضي.
تنطلق منها الحملات الانتخابية.. بالفيوم
الفيوم- نبيل خلف:
المقاهي والكافيتريات بمحافظة الفيوم لها تاريخ وطابع خاص عند أبناء المحافظة ليس الشباب فقط بل كبار السن الذين يعتبرون المقهي ملتقي لهم يفرغون منه ما يحملونه من آراء وأحاديث وتبادل أخبار بحرية تامة ودون خوف أو تحفظ من أي أحد أو جهة خاصة بعد ثورة 25 يناير ومن أشهر هذه المقاهي كافيتريا الحاج فؤاد "البحر" التي يعتبر معظم روادها من السياسيين. وسبق ان خاض أحد المرشحين المستقلين انتخابات مجلس الشعب في دورة 2005 وهو المرحوم حسني شبرية وبدأ حملته من عليها فاز فيها وهزم مرشح الحزب الوطني وكان لصاحب المقهي وقتها المرحوم فؤاد أحمد دور كبير في فوز المرشح المستقل حيث كان يدعمه ويتبني حملته.
يقول أحمد فؤاد أمين عام المؤسسة المتحدة بالفيوم نحن مع رواد الكافيتريا نتسامر يوميا ونتبادل الأحاديث السياسية والوطنية خاصة الليلة تحدثنا عن الفترة القادمة واقتراح عمل مصالحة ما بين القوي السياسية وطالبنا بأنه لابد ان يسعي الجميع لتذليل هذه العقبات لاتمام هذه المصالحة وطالبنا بدعوة كل من يحب هذا الوطن ان يقدم بعض التنازلات من أجل التراضي والاتفاق علي كلمة سواء وان لم يحدث ذلك ستنحدر الأمور وتزداد سوءاً وسيدفع الشعب الثمن.
أما رامي عليوه مديرالحديقة الدولية بالفيوم ومن النشطاء السياسيين فيطالب بتعديل قوانين الادارة المحلية حتي يتمكن الجميع من المشاركة ويشعر كل فرد في هذا المجتمع أنه عنصر فعال يشارك في رأيه وفكره في اتخاذ القرارات.
بينما أكد أحمد درويش أمين حزب الوفاق القومي بالفيوم علي ضرورة ان تراجع كل القوي السياسية الحاكمة سياستها تجاه كافة القوي الأخري لان المنطق يقول ان من بيده مقاليد الأمور لابد ان يبسط يده ويمدها للأطراف الأخري وينزل علي رغباتهم وتحقيق قدر كبير من العدل والمساواة.
يقول محمود عشري عضو أمانة لجنة البندر بحزب الوفد بالفيوم نرغب في استقرار مصر وان تكون انتخابات مجلس الشعب نزيهة وحرة ويتم تلاشي التجاوزات واعطاء فرصة للشباب للترشيح لانتخابات مجلس الشعب.
صالونات أدبية .. بالمنوفية
المنوفية نشأت عبدالرازق:
أكدت آية إبراهيم طالبة بأشمون أن المقاهي كانت وما زالت مجتمعاً يلتقي فيه الشباب والرجال من مختلف الأعمار. ولكل مقصده. ورغبته.. وكانت قديماً متعددة الأغراض متنوعة الاتجاهات. فمن قاصديها من يأنس إليها ويستمع إلي المذياع. وهو يردد الأغاني القديمة. ومنهم من يجلس مشاهداً للتلفاز. ومعه يحتسي كوباً من الشاي أو فنجاناً من القهوة مع الشيشة أحياناً. ومنهم من كان يعتبرها ساحة انتظار. ينتظر من خلالها القطار الذي ينقله إلي بلده. وربما ينتظر الطبيب أو أمراً في مصلحة أو هيئة. أو يلتقي بصاحب. كذلك من روادها من يعتبرها صالوناً أدبياً يجتمع فيها الأدباء يناقشون بعض القضايا الأدبية وربما طوفوا في أحاديثهم بأمور الرياضة والفن والسياسة.
أشارت إلي أنه كانت تبدو علي تلك المقاهي علامات الماضي بما تحمل من عبق وأريج التراث. ويتمثل ذلك في شكل مقاعدها. وما بها من مناضد حتي شكل التلفاز أو الراديو.
قالت: حديثاً ازداد عدد المقاهي وأصبحت مقصداً في حد ذاتها للشباب والرجال. والآن افتتحت مجالسها للسيدات والفتيات. ومن المترددين عليها من يعتبرها مجالاً خصباً لمعرفة الأمور وأخبار البلاد والعباد. ومنهم من يرتادها طلباً لبعض المنافسات في الألعاب المختلفة من طاولة وشطرنج ودومينو وألعاب ورقية الكوتشينة. وكذلك يحلو فيها السمر والفكاهات والقفشات. ومنها ما يكون مجالاً لعزف الموسيقي بمصاحبة بعض الآلات. والكثير منها يحتفظ بطابعه التراثي. فتعقد في بعضها الصالونات الأدبية ويعتبرها البعض استراحة يستضيف فيها الأصحاب ويتناولون المشروبات الساخنة أو الباردة. فضلاً عن الشيشة. كما أنها أصبحت مجالاً يجتمع فيه المثقفون علي اختلاف أطيافهم من محامين ومهندسين ومعلمين وغيرهم. كما أنه مجال فسيح يجتمع فيه أصحاب الأعمال. وكذلك طائفة الصناع والحرفيين.
وقال د.أحمد المحروقي صيدلي إننا نلاحظ انتشار المقاهي بكثرة وأصبحت مجالاً للعمل يهرع إليه الكثيرون من الراغبين في العمل. ونجد أن للمقاهي طعماً خاصاً وبريقاً أخاذاً في مناسيات بعينها أشهرها في شهر رمضان وفي الأعياد والمواسم.
أوضح محمد صادق عامل بمقهي الغلبان بشبين الكوم أن طوائف الشعب المختلفة تتردد يومياً علي المقهي خاصة طبقة المحامين لقربها من المحكمة. ويقوم بتقديم المشروبات والشيشة للزبائن وكذلك الساندويتشات من المطعم المجاور.. مشيراً إلي أن الأحاديث لا تنقطع داخل المقهي ليلاً ونهاراً. وإذا أراد الشخص معرفة ما يدور في الدنيا فليقصد المقهي.
وقال رمضان أبوعليوة بائع صحف متجول أجلس أمام مقهي "قنديل" بوسط البلد في قرية جنزول لبيع الصحف. حيث إن المقهي يقع علي الطريق الرئيسي بالقرية. لدرجة أن مكاني أصبح معروفاً للجميع.
ذكريات أصحاب المعاشات.. بالشرقية
الشرقية- عبدالعاطي محمد:
مقاه لأصحاب المعاشات وأخري للعمال والشباب بمدن محافظة الشرقية حيث يتجمع كل منهم بصفة مستمرة عليها اما للاطمئنان علي بعضهم البعض وقضاء أجمل الأوقات أو هروباً من المنازل أو للبحث عن العمل وشرب الشاي والشيشة.
محمود السيد- عامل بقهوة الباشا- قال ان المقهي رواده أغلبهم من الشباب أبناء العائلات الراقية والعاملين لقربها من المحكمة ويوجد بها مكان خاص للكمبيوتر لمساعدة الطلبة وغيرهم علي تصفح الانترنت ويعمل المقهي 24 ساعة.
مصطفي زيدان "شاب" يقول: أجد راحة نفسية بالتواجد في المقهي لوجود شباب في مثل عمري حيث نشرب الشاي ونتجاذب أطراف الحديث معاً.
أما محمد عادل "طالب": أفضل التواجد علي المقهي حيث أجلس بمفردي واستخدم اللاب توب الخاص بي بعيداً عن الازدحام والضوضاء الموجود في محلات الانترنت.
أما مقهي العمال فهو من أشهر المقاهي ويجلس عليه السائقون وأصحاب المعاشات حيث يجلسون علي ترابيزات متقاربة يقرأون الصحف ويشربون الشاي ويدخنون الشيشة.
يقول سالم حسين "بالمعاش" اعتدت الجلوس علي المقهي منذ خروجي علي المعاش لأكون علي اتصال دائم بأصدقائي الذين خرجوا للمعاش مثلي لان تواجدنا علي المقهي يشعرنا بالراحة ونتذكر من خلال التجمع الايام الحلوة.
محمد السيد "سائق" المقهي تقع وسط المدينة وبشارع حيوي وفي الصباح أتوجه للمقهي حيث أجلس مع زملائي السائقين نشرب الشاي ونتناول الطعام وبعدها يتوجه كل منا إلي عمله كما أننا عادة ما نلتقي آخر الليل.
يقول محمد الشبراوي "صاحب مقهي" يجلس عندي العمال والحرفيون حيث ينتظر بعد صلاة الفجر من يطلبهم لعمل وبعض روادها من السائرين في الطريق العام ويوجد دور علوي لنشاط كافتيريا للعائلات.
ويقول محمد ابراهيم "نقاش" أتوجه للمقهي كل يوم من "النجمة" ويكون معي عمال من جميع الحرف والتساهيل علي الله وفي حالة عدم وجود فرصة عمل أشرب الشاي وأعود لمنزلي.
إبراهيم محمد "صاحب مقهي" يقول: يجلس عندي أرباب المعاشات والسائقون وبعض الحرفيين الذين يأتون لمقابلة أصدقائهم.
سالم محمد وعلي محمد وأحمد بالمعاش يقولون نحن رواد المقهي ونجلس عليه وكأننا في بيوتنا حيث الهدوء التام ونطمئن فيه علي أحوالنا خاصة وأنه مع خروجنا علي المعاش لم نجد فرص عمل أخري. وهنا أفضل من الجلوس في البيت وخاصة وان البعض منا يكون بمفرده وأن تواجده بين أصدقائه يخفف عليه همومه.
لقضاء وقت الفراغ.. في قنا
قنا - عبدالرحمن أبوالحمد:
تحولت المقاهي داخل قري ونجوع محافظة قنا. إلي قبلة يقصدها صباحا ومساء نوعيات مختلفة من المواطنين كل حسب تصنيفه الوظيفي أو اتجاهاته الثقافية والسياسية. وبعد تزايد أعدادها في الفترة الأخيرة حتي أصبحت المسافة بين كل مقهي وآخر عدة أمتار ليتخذها البعض كعلامات بارزة بوصولهم إليها.
وتتباين حكاوي القهاوي في المدن عنها في القري طبقا لنوعية المقهي ونوعية رواده حيث إن رواد المقهي في المدن غالبا ما يكونون مجموعات متوافقة في كل شيء سواء في الاتجاهات أو المسمي الوظيفي. علي عكس القري التي تجد فيها كل مجموعة تضم افرادا مختلفين في كل شيء ولكن متفقين علي الالتقاء بشكل يومي داخل المقهي.. وربما تعد قهوة "الشيشة" الكائنة في محيط ميدان الساعة هي الأشهر بين مقاهي المحافظة لكونها في العاصمة من ناحية. ولوجودها في وسط المدينة واحتضانها لجميع الفئات من ناحية أخري. حيث يجلس عليها المحامون عقب الانتهاء من الجلسات وكذلك الصحفيون الذين يتابعون المظاهرات والمسيرات التي تنطلق دائما من ميدان الساعة.
أكد الشاعر محمود مغربي أن المقهي في حياة المصري عموما تعد ضرورة. لا يستغني عنها الكثيرون ولي مع المقاهي حكايات ثرية. حكايات تحتفظ بملامح الوجوه التي رافقتني ورافقتها سنوات طويلة ففي المقهي في قنا خصوصا مقهي "العمال" والذي يطلق عليه ايضا مقهي "الفنانين" تعلمت الكثير وعرفت تاريخ الفنون والمسرح في قنا من صحبة كبار أمثال الشاعر الكاتب المسرحي صفوت البططي. والفنان قباري علي مصطفي. والممثل عز العرب الديري. والفنان والكاتب الصحفي مصطفي جمعة. والملحن عبده اسماعيل.
أضاف أنه يبحث عن المقهي قبل الفندق في أي مدينة أو قرية في مصر وخارجها فهي مكان للندوات والحوارات الجماعية. حيث نناقش دائماً قضايا الواقع الثقافي. وهي ايضا متنفس لكثيرين بعيداً عن جدران البيوت التي تطبق علي نفوس البعض. وهي حالة لتأمل الوجوه التي تخرج في صور وحالات وعوالم في قصائدي ومن الوجوه التي لا أنساها من شعراء قنا الذين كانوا يرافقنونا الجلوس عن المقهي ممن رحلوا امثال عطية حسن. سيد عبدالعاطي وجمال أبودقة وأحمد حسين الدقر ومن أبناء جيلي الذي يضمناالمقهي حتي الآن فتحي عبدالسميع. محمد خلف حسين وأمبارك ابراهيم ومحمد حسن علي وأشرف البولاقي وعبدالحميد أحمد علي وحسن خلف وحمادة القاضي ومحسن النوبي وغيرهم.. أشار إلي" أن المقهي كانت لها نصيبا من قصائده بعدما ألهمته الكلمات ليكتب.
ويقول محمد سيد الشيخ - مدرس - أنه يجلس دائما مع اصدقائه علي المقهي داخل قريتهم ومنهم محامون ومعلمون ومهندسون وأطباء ويفضلون الجلوس في ركن خاص بعيداً عن الضوضاء. مشيراً إلي أن الاحاديث اللتي تدور بينهم تمثل قناة لتبادل الخبرات فكل منهم في مجال مختلف يسرد معلومة تفيد الجميع اما طبية أو قانونية أو غير ذلك بالاضافة إلي الحديث في مجريات الاحداث التي تأخذ وقتا أطول في النقاش لأن حالة الحراك السياسي في البلد جعلت الجميع يتحولون لمحللين سياسيين بعدما كانوا محللين لكرة القدم.
ويضيف عدنان راشد - ليسانس حقوق - أن المقاهي مع انتشارها في الفترة الأخيرة أصبحت هي المتنفس لنا في ظل انعدامه فرص العمل لأن أغلب الجالسين عليها عاطلون عن العمل وأحيانا نشعر بالملل بالجلوس في المنازل وأمام التليفزيون فيكون المخرج بالجلوس علي أي مقهي وأحيانا نتابع أخبار فرص العمل سواء بالبحث في الصحف أو مواقع الإنترنت ونعرضها في جلساتنا.
ويقول حماده كمال - صاحب مقهي - إن رواد المقهي ليس غرباء عن المنطقة بعدما اصبح كل شارع به أكثر من مقهي وقد اصبح المقهي هو المكان المعروف للعثور علي شخص معين. مشيراً إلي أن كل عدة أفراد يفضلون الجلوس في مجموعات متألقة ومتوافقة لتجد مثلا ركنا للتجار وأغلب احاديثهم تدور حول الاسواق وأسعار الخضروات وكذلك سماسرة المواشي. وركناً آخر لحملة المؤهلات العليا ولا حديث لهم سوي الوظائف وأحيانا يميلون للعب "الدومينو" لقتل الوقت. وايضا تجد هناك أصحاب الحرف لتجد مقاولا يجلس بمفرده في انتظار الزبائن وسباكا يعقد الصفقات لاستلام عمل جديد وكثيراً ما تصبح المقهي مكانا لجمع التبرعات في حالة تنفيذ مشروع خيري في البلد من إضاءة وتشجير وغيره لأن التجمعات اسهل لهم من طرق الأبواب. ويؤكد ان هناك حديثاً مشتركاً بين كل رواد المقهي وهو السياسة فمنهم المؤيد ومنهم المعارض يتحاورون ويتجاذبون اطراف الحديث وكأنهم ضيوف في إحدي القنوات الفضائية.
بينما يقول حسن الشاعر - عامهلل بأحد المقاهي بمدينة قنا - والذي يجب ان يناديه الناس ب"ياشاعر" لأنه يكتب الشعر إلي جانب مشاركته في المظاهرات والمسيرات الاحتجاجية ويجب ان يتحدث مع الزبائن ويناقشهم في الاحداث الجارية معتمدا علي خبر يذاع في التليفزون ليكون مدخلا لبداية النقاش وينتهي الأمربالحصول علي "بقشيش" لا يتجاوز جنيها عند محاسبة الزبائن لحظة رحيلهم من المقهي.
كرنفال للمباريات المشفرة.. بسوهاج
سوهاج - محمد حامد:
بدأنا البحث في حكاوي القهاوي بمحافظة سوهاج فكان الاتجاه من شارع أسيوط - سوهاج وتحديدا أمام مجمع محاكم سوهاج وما أكثر المقاهي التي توجد هناك جلسنا علي أحدها وهنا جاء إلينا صبي القهوة قائلا تشرب ايه طلبنا شاي فقال ل"الاسطي القهوجي" واحد شاي سكر خفيف فيما ينادي آخر بإحضار واحد قهوة "مظبوط" لأحد الجالسين ولم ينس أن يحضر له الشيشة حسب طلبه. بينما يجلس في المؤخرة معلم القهوة أو صاحب المقهي في انتظار ان يحاسب من انتهي من شرب الشاي أو المعسل أو طلبه وذلك حسب إرشاد ذلك الصبي الذي قامه بتنزيل الطلبات إلي الزبائن.
وعلي مقهي "الافوكاتو" أشهر مقاهي شارع أسيوط - سوهاج خاصة أن زبائنها من المحامين والمتقاضين وهذا واضح من اسمها حيث يجلس عليها المحامون والمتقاضون لمناقشة القضايا أو المرافعات التي ستحدث في المحكمة وشيء من هذا القبيل وبجوارها مقهي "ليالي الشرق" التي لا يخلو من الجلوس عليها أيضا المحامين والموظفين.
يقول صائب شلبي "محام" يجلس الجميع علي تلك المقاهي للحديث عن شئون أعمالهم. فمنهم من يأتي لإنهاء الأوراق الخاصة به في قضية ما. أما أغلب الاحاديث التي تدور في تلك المقاهي فهي في السياسة والدستور والاستفتاء.
فيما تتميز مقهي "العدل" بأنها من النوع السوبر لفخامة الكراسي والمقعدة وروادها معدودون من نوع خاص أي أن لها زبائنها. لأن أسعارها مرتفعة إلي حد ما ولا يجلس عليها إلا من استطاع ان يتحمل نفقات جلوسه عليها. كما تتميز بنظافتها سواء في طريقة الكراسي أو حتي في إعداد الطلبات الذي يكون بطريقة شيك جداً.
ويشير عبدالفتاح عباس "موظف" إلي أن أغلب أحاديث رواد المقهي عن السياسية. فلقد أخذت السياسة جانباً كبيراً من اهتمامات اللناس خاصة بعد ثورة 25 يناير وأصبح الجميع يتكلم فيها عن مرسي وماذا يفعل؟ وما الوضع بعد الموافقة بعد الدستور؟ القضاه كيف سيواجهون الموقف؟ الحكومة هل ستستقيل؟
أما مقهي رست "النصر" الذي يقع علي مشرفة شارع 15 فيقول هاني جميل - صاحب المقهي - إننا نبدأ في فتح المقهي الساعة السادسة صباحا حيث يبدأ توافد الزبائن علي المقهي والأكثرية من المحامين خاصة في فترة الصباح والظهيرة. أما في المساء فمن كل المهن يجلس عليها الجميع ويتحدثون في كل شيء خاصة السياسة وفي الفترة الأخيرة هناك حرص من رواد المقهي علي متابعة نشرات الأخبار بصفة مستمرة. وأيضا علي خطوات تقع مقهي المضيفة إحدي المقاهي المتميزة كذلك مقهي ليالي الشرق ترافقها علي نفس الشارع وبجوارهما مقهي الأسيوطي. تلك المقاهي تقع مباشرة أمام مجمع محاكم سوهاج وبكثير روادها من المتقاضين والمحامين بالنهار بينما ليلها عامر بالموظفين والمدرسين أما باسم احد العاملين في أحد مقاهي ميدان الثقافة فيشير إلي أنه لابد من الاستعداد كل يوم لفتح المقهي حيث يتم تنظيف القهوة جيداً في الليل وفي الصباح وتجهيز المكان الذي يقف فيه القهوجي الذي يقوم بإعداد المشروبات وهذا المكان بلغة القهوجية يطلق عليه "النصبة" وعن كيفية الحفاظ علي الزبون وجذب زبائن جدد يجب توفير كل المشاريب. وكذلك المحافظة علي الكراسي وشراء الجديد كل فترة وزيادة الألعاب المصرح بها مثل الشطرنج والطاولة والدومينو.
وتتميز مقهي السلطانة وهي تقع وراء الهلال أن من يجلس عليها من أصحاب المقام الرفيع حيث يجلس عليها المستشارون والصحفيون والمحامون والمحاسبون وبعض الموظفين فيقول شنودة عزمي دائماً ما ألتقي أنا وأصحابي هناك علي تلك المقهي.
وفي شارع المحطة مثل أي محافظة يوجد كم هائل من المقاهي أمام محطة السكة الحديد من أهمها مقهي البوسفور ومقهي الفرساي ونجمة المحطة والعروبة وليالي الحلمية والفيشاوي. تلك المقاهي يجلس عليها الجميع ولا تغلق نهائيا لأنها تستقبل المسافرين والقادمين من إلي سوهاج تحتفظ تلك المقاهي بأصالة القديم مع وجود الحديث مثل شاشات الCDL التي تجذب الشباب خاصة في مباريات كرة القدم ويوجد بها جميع المشروبات الدافئة والباردة وبعض الألعاب كالدومينو.
عاطف محمد "مدرس" بالكوثر يقول لابد ان آتي يوميا إلي المقهي هنا للقاء أصدقائي لإنهاء بعض الأعمال.
مكان لعقد الصفقات التجارية .. بالمنيا
المنيا مهاب المناهري:
حالة من الحراك السياسي تدور داخل مقاهي المنيا. الكل يتحاور في السياسة ويتساءلون في صالونات القهاوي. مصر راحة علي فين؟!!
فعلي الرغم من تصنيف المقاهي إلي فئات إلا أنهم تحولت بقدرة قادر من مكان لتناول المشروبات الساخنة والباردة إلي الانشغال بالسياسة والحركات السياسية والتعقيب علي القرارات الصادرة من الرئاسة وجبهة الإنقاذ والأحزاب والتيارات الدينية.
مدينة المنيا بها 56 مقهي مرخصاً وهناك العديد من المقاهي غير المرخصة التي يتجاوز عددها أكثر من .250
يقول مجدي عطالله "سمسار" يجلس دائماً علي مقهي بميدان مجمع المحاكم ويتقابل مع العملاء بها لإتمام عملية البيع والشراء وتأجير الأراضي والشقق: إن المقهي أفضل له من افتتاح مكتب عقارات. لأن تكلفة المشاريب بسيطة.. وتتم عليها العديد من صفقات البيع والشراء.
يضيف شريف عبدالعال صاحب مقهي الديوان بشارع الجمهورية أنه من أقدم المقاه. وتم افتتاحه عام 1957 ويتم تجديده من الحين للآخر ليواكب الزمان والمترددين عليه من الشباب والموظفين وأصحاب المعاشات. فتجد ليلاً تنوعاً من الشباب الأطباء والمحامين.. ونهاراً الموظفين والمسافرين ومندوبي شركات الأدوية والإعلانات. والتجارية والاتصالات.
أضاف أن فكرة المقهي في مصر هي حالة ثقافية خاصة بها علي مستوي العالم. فرواد المقهي لا يجدون مكاناً بديلاً للخروج فيه أو تغيير جو للتنفيس عما بداخلهم من أفكار. فكل الطبقات تجدها هنا في المقهي. فتجد الموظف أثناء خروجه من العمل هو وأصدقاؤه يأتون للمقهي ويتناولون المشروبات ويقومون بلعب الدومينو والطاولة. مشيراً إلي أن الحديث الذي يشغل الرأي العام ورواد المقهي هو مصر رايحة علي فين؟!.. الاقتصاد ينهار. والتصاريح وردية..
قال: يعمل معي 15 صنايعياً. بجانب مسئول للمقهي في ال 3 ورديات وفي رقبتهم أسر. فهل يعقل أن تغلق المحلات الساعة العاشرة مساء؟!.. وأشار إلي أن المقهي لا يبيع سلعة بل يقدم خدمة. فروادها يحتاجون إلي الترحيب والاستمتاع بالوقت فقط. وليس لتناول المشروبات فقط!!
المهندس مدحت شحاتة قال: "صاحبي وصاحبك علي القهوة".. نحن نتقابل مع أصدقائنا المهندسين في أوقات الفراغ من الحين للآخر ليلاً ونسرد الحكايات والروايات التي تقابلنا طوال الأوقات ونتبادل الآراء. كما نتعرف علي أشخاص آخرين وتصير صداقة بيننا.
وقال محمد علي: المقهي يعتبر مكاني. في البداية كنت أحضر مع زملائي المقاولين ونتحدث في الشغل والعمل. ولكن منذ أحداث الثورة وتبدل الحال من الحكاوي العادية إلي السياسة. فطيلة حياتي لم يكن لي انتماء إلي أي عمل أو حزب سياسي ولكن دفعتني الأحداث إلي الانتماء إلي حزب سياسي والمشاركة في الأحداث السياسية بالمنيا. فالكبير والصغير هنا يتحدث عن السياسة.
أكد ريمون مجدي.. حاصل علي بكالوريوس إعلام.. ويعمل عامل بمقهي عجيبة بشارع الجمهورية.. أن معظم الرواد من الشباب متواجدين ليلاً ونهاراً بسبب البطالة لأنهم لا يجدون أي أعمال يقومون بها.. وأشار إلي أن الناس لديها حالة من الرعب من بكره. خاصة أننا كنا نستمع إلي إعلام الحكومة طوال السنوات الماضية. إلا أن الثورة أسقطت القناع في ظل السماوات المفتوحة والقنوات الخاصة فكل الخبايا والكواليس أصبحت تذاع علانية. إلا أننا حتي الآن لم نتعلم كيف نختلف في الآراء. فنجد أثناء مشاهدة الرواد لمباريات كرة القدم تحدث بعض المشاحنات بين الرواد وينقسمون إلي فريقين مؤيد ومعارض حتي لو كانت الفرق أجنبية ولا ينتمون إليها من قريب أو بعيد. وكل واحد يعبر عن رأيه بطرق مختلفة لدرجة أن البعض منهم يكاد يكسر الشاشة.
قال عرفة خلف محمد حاصل علي دبلوم إنه عامل بأحد المقاهي والذي يعمل 3 ورديات.. وأن ما يشغل الشباب والمترددين عليه هو حال البلد.. وأن الناس تعبانة من بعد الثورة ومفيش قرار إيجابي.. والكل يتكلم عن الثورة وهو غير مشارك بها.
أضاف أن رواد المقهي يحضرون بعد الظهر ثم يعودون لتناول الغداء ويرجعون في التاسعة مساءً حتي الرابعة فجراً. كما يتردد علي المقهي الباعة الجائلون لعرض السلع.. فالحلو والوحش يأتي للمقهي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.