المقاهي والكافتيريات بالاسكندرية أشكال وألوان سياحية ومتوسطة وشعبية.. السياحة تنتشر في الأماكن الراقية والكورنيش وتستقبل زوار المدينة والسياح أما مقاهي المناطق الشعبية فتشهد حاليا حراكا وتطويرا كبيرا وتتخطي دورها في تقديم المشروبات وألعاب التسلية البريئة التي اشتهرت بها علي مر السنين. المقاهي الآن تبتكر الأنشطة المختلفة لجذب روادها فمثلا في ميدان محطة مصر والذي يعد وسط المدينة تقوم المقاهي فيه بعرض الأفلام الأجنبية والهندية المتنوعة وأيضا الافلام العربية وتتنافس مع بعضها في تقديم أحدث الأفلام. وهناك مقهي علولة الذي يعرف بأنه مقهي شعبي ثقافي حيث تتوسط المقهي مكتبة كبيرة. تضم كتبا متنوعة في كافة المجالات وتلبي احتياجات واتجاهات رواد المقهي المختلفة للاستمتاع بالقراءة والمعرفة. أيضا هناك مقهي آخر اسمه علبة يميز نفسه بأنه شعبي تجاري حيث يعتبر بمثابة السوق لزبائنه يبيع من خلاله المقتنيات والبضائع المتنوعة. "المساء" رصدت حركة التطور الملحوظة في أنشطة مقاهي الثغر الشعبية وخاصة بعد قرار اللواء عادل لبيب محافظ الاسكندرية بمنع تدخين الشيشة بالمقاهي. يقول مصطفي محمد عز الدين صاحب كافتيريا 30 سنة أعمل بميدان محطة مصر الذي يعتبر وسط المدينة وأقوم بعرض بعض أفلام الفيديو التي تجذب المارة ليصبحوا من رواد الكافتيريا خاصة ان معظم زبائني من فئات العمال المتوسطة الدخل نظرا للطابع الشعبي لنا وقرب المنطقة من وكالة الخضروات والفاكهة فإن معظم الزبائن من العمال الذين يحضرون من الصعيد للعمل بها وفي الليل يمتلئ المقهي بهؤلاء العمال لمشاهدة الأفلام التي تقدمها والكافتيريا مورد رزقي الوحيد الذي أنفق منه علي والدتي وشقيقاتي. يضيف صلاح خلف حجازي "27سنة" صاحب مقهي جئت من الصعيد للبحث عن لقمة العيش ومورد للرزق وفشلت بعد طول معاناة في الحصول علي وظيفة حتي استطعت أن أبدأ بمشروع صغير وهو مقهي شعبي بالسوق وأحاول أن أجذب زبائني بتقديم أفلام الفيديو التي أعرضها بلا مقابل ولكن أتقاضي فقط ثمن المشروبات وأحاول عرض الأفلام التي يقبل عليها الزبائن حتي لا يهجروا المقهي. ويشكو تامر محمد صقر "30سنة" بكالوريوس خدمة اجتماعية لعام 2003 ويعمل بأحد المقاهي قائلا: لقد عانيت كثيرا من أزمة البطالة بعد حصولي علي المؤهل وفشلت في الحصول علي وظيفة تناسب مؤهلي فاشتغلت بأحد المقاهي بأجر يومي قدره 20 جنيها ومن الصعب الحصول علي ترخيص الفيديو والتليفزيون ولكن لابد منهما بالمقهي للفت انتباه الزبائن وتقديم أحدث العروض للمنافسة مع المقاهي الأخري حتي لا يهجرنا الزبائن وتعرض أحدث الأفلام الأجنبية والهندية التي تجذب الزبائن خاصة بعد قرار اللواء عادل لبيب محافظ الاسكندرية بمنع تدخين الشيشة بالمقاهي فنلجأ لهذه الوسيلة لجذب الزبائن والاعتماد علي تقديم المشروبات التي تدر دخلا للمقهي حتي يظل مفتوحا ولا نضطر إلي اغلاقه. أما في المقهي الشعبي الثقافي والذي تتوسطه مكتبة كبيرة تضم العديد من مجموعات الكتب في جميع المجالات فيقول علي فرج عضو مجلس الشعب السابق وأحد رواد المقهي ان مكتبة المقهي افتتحها الشاعر عبدالرحمن الأبنودي منذ أكثر من 15عاما وقد زار المقهي من قبل الفنان فاروق حسني وزير الثقافة ويتردد عليه طلاب الجامعة لعمل الأبحاث العلمية وكذلك الأدباء والشعراء والمثقفين. ومكتبة المقهي تحصل بصفة مستديمة دورية علي الكتب من مركز ابداع الاسكندرية ووزارة الثقافة وروادها من مختلف الطبقات وكذلك من مختلف الأعمار السنية وتقام بالمقهي الندوات والصالونات الثقافية ويدير هذه الندوات رموز كتاب القصص والشعر والمثقفين. وتعد قهوة علبة بمحطة مصر بمثابة بورصة لتداول التحف والمقتنيات النادرة كالعملات والميداليات وحتي الساعات القيمة خاصة القديمة منها. ويؤكد محمد علبة صاحب المقهي انه تم بيع بعض مقتنيات الملك فاروق داخل هذا المقهي ويوافقه الرأي أغلب الجالسين بالمقهي حيث يعمل بعضهم في تجارة التحف والمقتنيات النادرة سواء كخبراء فيها أو كتجار لها. أما مقهي "العوالم" بكرموز فيسمي مقهي "الكسفريتي" نسبة الي صاحبه ذي الأصول التركية "مصطفي الكسفريتي" ويشتهر المقهي بتجميع أهل الفن من الموسيقيين والممثلين داخله في انتظار الأفراح. حمدي محمود أحد رواد المقهي يقول منذ ولادتي عام 1974 وهذا المقهي كان يتجمع فيه الفنانون مثل عبده الأرتيست والمطرب فايد محمد فايد صاحب أغنية "سوق الحلاوة جبر" والممثل حسن فايق الذي كان من سكان منطقة بحري وأيضا الفنانة زينات صدقي وكانت أيضا من سكان منطقة بحري والفنانة نعيمة الصغير.