علي الرغم من سطوع نجم الساحل الشمالي وشرم الشيخ كمناطق جاذبة للمصطافين إلا أن الإسكندرية تظل قطبا جاذبا لآلاف المصطافين خاصة من أبناء الطبقة الوسطي والذين تتدفق مدخراتهم علي هذه المدينة خلال هذا الموسم علي شواطئها الذهبية وفي أسواقها المكتظة بالبضائع بل ودخول سياحة الصفوة حديثا علي هذه المدينة من خلال انتشار سلاسل المحلات العالمية والمجمعات التجارية الفاخرة حتي أن حالة الزخم في فصل الصيف بهذه المدينة ترشحها لأن تكون عاصمة المال في مصر خلال فصل الصيف. "الأسبوعي" قامت بجولة ميدانية في الإسكندرية لرصد أعمال البيزنس المختلفة بالمدينة. منذ عام 2005 تغير شكل شواطئ الإسكندرية بشكل جذري حيث بدأ في هذا التاريخ السماح للقطاع الخاص بتأجير الشواطئ من المحافظة علي أن يفرض المستأجرون مقابلاً مادياً علي الدخول لهذه الشواطئ مقابل خدماتهم وهي التعاقدات التي من المنتظر أن ينتهي أغلبها خلال نهاية هذا العام، وفي إطار هذا النشاط أقيمت العديد من الكافيتريات والمطاعم علي الشواطئ وحققت رواجا كبيرا خلال مواسم الصيف الماضية بل والصيف الحالي، كما فرضت رسوم علي الدخول وخدمات الشاطئ تتراوح بين 3 و5 جنيهات في الشواطئ المتوسطة المستوي وبين 10 و15 جنيها في الشواطئ المميزة، إلا أن المصطافين يشكون من بعض التلاعبات التي تحدث في أسعار الخدمات بهذه الشواطئ حيث يشكو البعض من أن هناك أسعاراً للدخول تفرض علي المصطافين مخالفة للأسعار المطبوعة علي التذكرة، كما يشكو آخرون أيضا من طلب الجارسونات "للإكرامية" علي المشروبات المقدمة ضمن خدمات الشاطئ، والمراقب لحال الشواطئ يلاحظ تغلغل ثقافة البيزنس وتنافس الشركات علي تسويق البضائع للمصطافين، فالشمسيات المزركشة التي تشتهر بها شواطئ الإسكندرية اختفت من علي "البلاجات" وحلت محلها الشماسي المصبوغة بشعارات شركات المحمول المختلفة بل وحرصت شركات المحمول علي بناء مقار لها في كل شاطئ لتسويق خطوط المحمول بالوسائل المختلفة كتنظيم الحفلات للمطربين المشهورين أو حتي تقديم "زمزمية بحر" هدية علي خط المحمول. ولم تترك شركات المحمول حتي الشواطئ المجانية التي يصل عددها إلي 13 شاطئا، إلا أنه علي الرغم من حرص الشركات علي نشر دعايتها علي الشواطئ المجانية لم يمتد اهتمامها إلي تنظيف هذه الشواطئ التي يظهر فرق النظافة بينها وبين الشواطئ المميزة جليا، إلا أن هناك بعض الشواطئ المجانية التي يشهد لها المصطافون بالنظافة. شقة علي البحر ويعتبر بيزنس تأجير الشقق للمصطافين أحد أكثر الأنشطة رواجا في موسم الصيف بالإسكندرية، ومن خلال جولتنا علي عدد من السماسرة بمنطقة شرق الإسكندرية قدموا لنا عروضا بأسعار متفاوتة تختلف حسب مساحة وتجهيزات الشقة ومدي إطلالها علي البحر حيث تبدأ الأسعار من 80 جنيها في اليوم لشقة داخلية، وتتدرج الأسعار من 100 إلي 130 أو 250 جنيها وكذلك تتدرج الأسعار في الشقق المواجهة للبحر من 300 إلي 400 وتصل إلي 700 جنيه في اليوم وهي أسعار وان بدت مرتفعة إلا أنها تتواكب مع أسعار الغرف في فنادق الإسكندرية التي وصلت في فنادق الخمس نجوم إلي حوالي 1000 جنيه في الليلة. كيداهم بالبندق المشهد اللافت للنظر علي كورنيش الإسكندرية هو بقاء العديد من مظاهر البيزنس التقليدية التي تعرف بها الإسكندرية رغم المنافسة القوية مع الخدمات العصرية التي دخلت علي مناطقها السياحية فمازال بائعو "الفريسكا" و"الذرة المشوية" و"العرق سوس" يجوبون الشوارع ومازالت المقاهي التقليدية تفتح أبوابها للمصطافين علي الكورنيش، وتعمل المقاهي الكلاسيكية العريقة كمقاهي "تريانون" و"اتنيوس" علي تجديد قاعتها في الوقت الذي يشهد فيه كورنيش الإسكندرية ظهورا واضحا لسلاسل "الكافيهات" العالمية التي تنافسها بقوة، كذلك مازالت المطاعم التقليدية في الإسكندرية كمحلات "بقش" و"بلبع" للكباب أو "قدورة" للسمك وفول وفلافل "محمد أحمد" يقبل عليها المصطافون بشكل قوي وسط الظهور القوي لسلاسل محلات "الفاست فوود" والتي تنافسها المطاعم التقليدية بعروض الوجبات المختلفة أو حتي بتسمية منتجاتها بأسماء لافتة للنظر كتسمية أحد المحلات لصنف من أصناف الحلوي "كيداهم بالبندق". علي مقاهي الكورنيش إلا أن طلعت محمد يوسف رئيس شعبة المقاهي بالإسكندرية يري أنه لا توجد منافسة بين المقاهي التقليدية الشعبية والحديثة في الإسكندرية حيث يعتبر انه من الصعب علي الكثير من المصطافين ارتياد المقاهي الحديثة بشكل منتظم لارتفاع أسعار خدماتها علي الرغم من أن المقاهي التقليدية ترفع أسعارها هي الأخري من 15% إلي20% خلال موسم الصيف إلا انها تظل الأنسب أسعاراً للمصطافين بالإسكندرية. ويشير يوسف إلي أن 15% فقط من مقاهي الإسكندرية الشعبية تشهد حالة الرواج في الصيف وهي المقاهي المواجهة للبحر والتي توجد في مناطق كميامي وسيدي بشر بينما النسبة الباقية داخل المدينة تعمل بمعدلات أقل من المعتاد خلال هذا الموسم. ويقول طلعت يوسف إن مقاهي الكورنيش طورت كثيرا من استعداداتها خلال الموسم الصيفي حيث حلت بعض مشكلاتها.. كمشكلة شغلها للكورنيش والتي تم حلها من خلال تحديد حدود واضحة لمساحة المقهي علي الكورنيش. ويلفت إلي أن هناك تغيرات طرأت علي نظم عمل هذه المقاهي حيث كان حوالي 90% تعمل فقط خلال الموسم الصيفي وتغلق أبوابها خلال الشتاء إلا أن النسبة التي تغلق في الشتاء أصبحت نسبة محدودة جدا الآن بعد ان تغير جو الإسكندرية في هذا الموسم واصبح أقل برودة. سياحة المول ومن العوامل التي شجعت علي منافسة سلاسل المحلات الكبري للمحلات التقليدية في الإسكندرية، ظهور المجمعات التجارية الكبري في نواحي الإسكندرية المختلفة مثل جرين بلازا وداون تاون وسان ستيفانو والتي اجتذبت أصحاب الدخول العالية والتي اشتهرت بأسعار سلعها المرتفعة وكذلك تقديمها لخدمات عدة كقاعات الأفراح أو العقارات السكنية. ويقول لويس عطية رئيس شعبة الملابس الجاهزة بالغرفة التجارية بالإسكندرية إن الاقبال علي شراء الملابس من المولات يحدث بسبب تردد المصطافين علي الكافيهات والمطاعم الملحقة بهذه المولات إلا أنه يعتبر انها تخاطب زبائن مختلفين عن زبائن المحلات التقليدية خاصة سياح الخليج. ويشير إلي أن محلات الملابس التقليدية تواجه منافسة من نوع آخر من المعارض العشوائية للملابس الصينية المهربة أو التي تسوق من خلال "السريحة" علي المصطافين والتي تتواجد في السوق بكميات كبيرة وتنخفض عن أسعار السوق بحوالي 50 أو 60% لافتا إلي أن هناك قراراً اتخذ في الغرفة التجارية سيتم تنفيذه في العام القادم بعدم إقامة أي معرض في الإسكندرية إلا بموافقة الغرفة التجارية وأن يكون لكل عارض سجل تجاري وبطاقة ضريبية. ويعتبر عطية أن أسعار الملابس تنخفض نسبيا خلال موسم الصيف بحوالي 5 أو 10% إلا أن الغرفة اتخذت قراراً خلال هذا العام بإلغاء مهرجان السياحة والتسوق والذي كان يتزامن مع بداية الموسم الصيفي مما يلزم المصانع بتقديم تخفيضات تصل إلي 40 أو 50% مما كان يشكل عبئاً علي المنتجين.