ضحت بصحتها في سبيل أبنائها، ليصبحوا مثالا يقتدى به في المجتمع، نجحت في تخطي مرارة أيامها، متخطيه ظروفها الصعبة حالمة أن تنتهى معاناتها مع ابنها الأصغر المريض بالمرض العضال، لتنهي رسالتها التى باتت تدعوا الله أن يعينها على تحملها. "نادية يحيى أبو الحسن"، سيدة جنوبية تبلغ من العمر 54 عاما، تزوجت من مدير مكتب للتأمينات، بجنوب سيناء، عام 1985 عملت مدرسة في أحد المعاهد الأزهرية، بعدما اعتادت توعيه أهالي محافظتها بأهمية تعليم الأبناء بخاصة الفتيات. لم تتوقع نادية أن الأيام ستعجل من أمر زوجها، الذي عانى من مرض فيروس "سي"، وأصيب بجلطة في المخ، فرحل عنها وعن أسرتها عام 2008. تركها زوجها أرملة ل 4 أبناء، فوجدت روحها، حبيسة بين عملها، وتربيتهم، ورغم قساوة الظروف المادية، فإن نادية استطاعت أن تعلم أبناءها، إلى أن حصلت الأولى على بكالوريوس علوم، والثاني بكالوريوس تجارة، والثالث تنتظر تخرجه من كلية الطب. أما أصغرهم، فعانت معه فى رحلة علاجه، بعد إصابته بمرض السرطان في عينه اليمنى، وأجريت له عدة عمليات جراحية وكانت تتكبد مشقة الذهاب للمستشفيات في القاهرة. لم تنتبه نادية إلى مرضها بالسكر وسط هموم أبنائها، فساءت حالتها، إلى أن عانت من غضروف في الظهر. جاء اليوم ليكلل الله مجهودها وآهاتها مع أبنائها بالتكريم، فحصلت على جائزة الأم المثالية، في تكريم وزارة التضامن الاجتماعي.