هذا الأسبوع تقابلت مع العديد من الساسة والنخب السياسية، وكان الحديث عن المستقبل ورؤيتهم المستقبلية، وما تصورهم عن شكل البرلمان المقبل، وكان الحديث متنوعاً فوجدت ثلاث مجموعات كل منها له رؤية وهدف مختلف عن الآخر. الفريق الأول: قريب من المواطن ويرى أن المرحلة الحالية مهمة جداً وحساسة فى تاريخ مصر، ولا بد من ترسيخ لمفاهيم صحيحة ويتم هذا ونحن نسير فى طريق البناء واستكمال البرلمان، ومن خلال سن القوانين التى تصب فى الصالح العام لتصحيح المنظومة ومتابعة تطبيق هذه القوانين والقضاء على الفساد واحترام سيادة القانون حتى يشعر المواطن بثمرة كفاحه بعد فترة طويلة أنهك فيها من سلسلة الفساد والمفسدين وقوانين الاحتكار والمحسوبية والتفاوت الطبقى، وخلق نخب جديدة ورؤية جديدة ودم جديد يضخ فى شرايين الوطن لتحقيق تقدمه. والفريق الثانى: يريد أن يظل فى خندق المعارضة، نعم بالتأكيد أنا مع وجود معارضة بناءة تساعد على دق ناقوس الخطر عند أى انحراف واضح، وأنا كنت جزءاً من هذه المعارضة التى كانت تعترض على تجريف الحياة السياسية من كل الكفاءات ومشروع التوريث وتزوير إرادة الشعب فى الانتخابات والانتهاك الواضح للقانون، ولكنهم استعذبوا هذا الدور فأصبحت المعارضة لديهم هدفاً ولا أقول إنهم وجدوا أنفسهم وظهورهم الإعلامى وأهميتهم فيها، ولا أقول إن بعضهم أصبحت المعارضة مصدراً للرزق فمن خلال المعارضة أصبحوا يصدّرون روح الإحباط للشعب ويتكلمون باسم قطاع عريض من الشعب، وكأنهم هم الحراس عليهم مثل قطاع الشباب ويتكلمون عنهم وهم تجاوزوا السبعين من العمر لتصدير أفكار هدامة، سواء مقاطعة الانتخابات أو معارضة للقانون بطرق غير مشروعة دون التزام بالآليات التى نص عليها القانون للتغيير التى لا تعرضهم للمساءلة، وترتقى بفكر الشباب. وأنا لى سؤال لهؤلاء: ماذا قدمتم أنتم لهؤلاء الشباب طوال السنوات السابقة؟ ولا أريد أن أكون قاسية وأقول كُنْتُمْ تدفعونهم وتتركونهم يتلقون الرصاص والموت، فإذا كنتم صادقين فى تصديهم للمشهد، فلماذا لا تتوارون وتقدمونهم وتعطون لهم الإمكانيات التى تعملون بها لأنفسكم. الآن مصر لا تحتاج إلى المزايدات تحتاج إلى عمل، فبالله عليكم اتركوا الشعب يصنع مستقبله بنفسه. وكفاية نغمة «نصف الشعب أمى، نصف الشعب فقير». هذا الشعب برغم أميته وفقره نزل يدافع عن ثرواته ضد الفساد والمفسدين فى 25 يناير، وهو قادر على إقصاء الفاسدين منهم ونزل يدافع عن هويته وكرامته فى 30 يونيو واستطاع أن يختار رئيساً يثق فيه، ولديه الرغبة فى أن يصبر ويعمل لجنى ثمار الثورة، فأرجوكم ارجعوا إلى صوابكم ولا تصدروا لنا اليأس والإحباط. وأنا أثق فى الشعب وبأنه مُصر على استكمال خارطة الطريق، وأنه سوف يشارك بنسبة كبيرة رغم كل ما يتردد من أعداء النجاح. الفريق الثالث: يتربص بكل هؤلاء ويرتدى رداء الوطنية، ويقول إنه مؤمن بالدولة المدنية وملتزم بالقانون والدستور ويصدر مفاهيم مختلفة لقواعده أن الضرورات تبيح المحظورات ويتخلون عن مبادئ ومفاهيم يؤمنون بها معلومة للجميع عنهم. ويعمل بمبدأ تغليب المصلحة عن المفسدة. وكأن تطبيق القانون هو المفسدة، وهذا للوصول لهدف يحلمون به وهم يتمنون تحقيق حلمهم فى ظل قوى سياسية مفككة ومجموعة من النخب لا تراعى إلا مصالحها أصبحوا يطلقون الشائعات بعضهم لبعض، وتفرغوا لتكسير بعضهم بعضاً، وهم غير مدركين أن الجميع سوف يخرجون خاسرين، ومن يتربص بهم كثيرون، والله المستعان يقى مصر من كل المتربصين والغافلين.