"لم نقف من بعيد نراقب فقط.. بل نستغل الأحداث من أجل مصلحة الكيان".. أقل ما توصف به السياسة الإسرائيلية، بدءًا من أصغر مواطن، إلى رجال الدين، والذي منهم الحاخام "نير بن إرتسي" المفسر لكل الحوادث أنها تخدم إسرائيل، إلى رئيس حكومتهم، وجيشهم أيضًا، حيث استغل المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، الوحشية التي ظهرت في مقطع فيديو بمنطقة الهرم في مصر، والذي تضمَّن تعذيب مواطنين لكلب مقيد في عامود الإنارة إلى أن فقد حياته. ونشر أدرعي على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي، فيس بوك، بعض الصور لدورية إسرائيلية تنقذ كلبًا محاصرًا بين الصخور، قائلًا: "الصداقة الحقيقية ليست بطول السنين... بل بمساعدة ووفاء"، وجاء ذلك بعد يوم فقط من انتشار مقطع "كلب الهرم" على وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام. هجوم حاد شهده "أدرعي" على صفحته الرسمية - كالعادة - حيث سرعان ما أدرك متابعوه من المصريين غرضه من نشر مثل هذه الصور، في ظل الغضب العارم الذي اجتاح قلوب المصريين بعد مشاهدة المقطع الذي انتشر خلال ساعات، كما هاجمه آخر قائلًا: "هل نسيتم حرب غزة؟"، وثالث: "ما رأيك أن تفك قيود طفل فلسطيني". نشطاء كثيرون ذكَّروا "أدرعي" ب2000 شهيد، وآلاف أخرى من المصابين لحرب امتدت ل25 يومًا لم يفرق وقتها جيش "أفيخاي" بين مدني أو عسكري، سواء من الأطفال أو النساء أو الشيوخ في قطاع غزة المحاصر، ولكنه حرص جيدًا على الكلب المحاصر بين الصخور، راصدًا "مصر" من زاوية لم يرَ منها دماء آلاف الأبرياء. "اللي بيته إزاز.. ميحدفش الناس بالطوب".. مثل مصري لا ينطبق جيدًا على هذا الموقف إلا باستبدال "الإزاز"، ب"الورق"، نظرًا للحروب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة بدءًا من "الرصاص المصبوب" مرورًا ب"عامود السحاب"، انتهاءً ب"الجرف الصامد"، أو حتى الممارسات القمعية ضد الفلسطينيين بالأراضي المحتلة.