عقب تلويح محمد مرسى ب«الإعلان الدستورى»، تظاهر عدد كبير من المصريين المعارضين أمام قصر الاتحادية، لتأمر الجماعة شبابها بالهجوم عليهم، فى مشهد أدى إلى سقوط ضحايا ومصابين كثر، أبرزهم الصحفى الشاب الحسينى أبوضيف. البداية فى 4 ديسمبر 2012، حيث نظمت القوى الرافضة مسيرات وتظاهرات فيما عرف ب«الإنذار الأخير»، ضد الإعلان الدستورى واتجهت إلى قصر الاتحادية، وقرر شباب القوى السياسية والثورية إعلان الاعتصام فى محيط قصر الاتحادية فى الخامس من ديسمبر 2012، الأمر الذى قابلته الجماعة بتنظيم مسيرات من بعض المساجد لقصر الاتحادية، لدعم محمد مرسى. وبرغم أن المعتصمين التزموا السلمية، إلا أن الإخوان وأنصار مرسى اندفعوا تجاه المعتصمين لفض اعتصامهم بالقوة، ولم يتخذ «مرسى» أى قرارات تحول دون الاحتكاك والاشتباك بين مؤيديه ومعارضيه، على الرغم أنهم كانوا على بعد أمتار قليلة من القصر. وشهدت الأيام الأربعة التالية اشتباكات بين المتظاهرين وأنصار مرسى، إذ تم تحطيم خيام المتظاهرين. وذكرت تقارير حقوقية صدرت عقب تلك الأحداث، أن مؤيدى محمد مرسى كانوا مسلحين بعصىّ كهربائية وحجارة وجنازير حديدية، وهم يرددون هتافات مثل «الشعب يؤيد قرارات الرئيس»، «الشعب يريد تطبيق شرع الله»، إضافة إلى هتافات أخرى كانت تسب رموز القوى المدنية وتصفهم بالكفر، وسعت وسائل الإعلام الإخوانية لتشويه صور المعارضين، وتصوير كميات من المخدرات وزجاجات الخمر، ادعت وجودها بخيم المعتصمين. إبراهيم ربيع، القيادى الإخوانى المنشق، قال: «عقيدة التنظيم الاجرامى قائمة على رباعية تدميرية وهى (التكفير، الإرهاب، العنصرية، الطائفية)، فهم لا يؤمنون بالديمقراطية، وركبوا قطار الديمقراطية فقط للوصول إلى محطة الاستيلاء على السلطة، ثم أرادوا قطع القضبان خلفهم لعدم العودة، وحتى لا يصل إليهم أحد، فكان من يطالبهم بتداول السلطة يتم تكفيره وتفجيره بتهمة الخروج على ولى الأمر وعدم القبول بالحكم بما أنزل الله». وأكد «ربيع» أن الإخوان حكموا بالإرهاب والتهديد، وأيديولوجيتهم مبنية على العنف والمصلحة، فمصر قضت عاماً تحت حكم التنظيم مارَس خلاله القتل للوصول إلى مصالحه وأغراضه، فكان شعاره إما أن تكون مع الجماعة وإما كافراً مرتداً وعدواً للإسلام، على اعتبار أن التنظيم هو الإسلام، واستغلوا باقى جماعات الإسلام السياسى كقطعان لتحقيق غايتهم. أضاف ل«الوطن»: بعد ثورة 30 يونيو تم فتح قضية أحداث قصر الاتحادية وتوجيه الاتهام فيها إلى المعزول محمد مرسى، و14 آخرين من قيادات الإخوان، وتمت معاقبة «مرسى» و12 من قيادات الجماعة، بالسجن المشدد 20 سنة، واثنين آخرين بالسجن المشدد 10 سنوات، عن تهمتى «استعراض القوة، والاحتجاز والتعذيب». «شلبي»: «مرسي» لم يحرك ساكناً بعد قتل عناصر التنظيم للمعارضين وقال ربيع شلبى، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، القيادى السابق بالجماعة الإسلامية: «عقب الإعلان الدستورى الذى جعل من مرسى نصف إله لا يُسأل عما يفعل انفجر المصريون فى مظاهرات غضب أمام قصر الاتحادية، ولم يتوانَ التنظيم فى تكليف قطعان الهمجية والدموية الإخوانية باستخدام السلاح لضرب المعارضين السلميين على استباحة الدولة، وكانت النتيجة سقوط ضحايا ومصابين بالعشرات، فمارس التنظيم قتلاً وترويعاً أمام قصر الاتحادية ولم يحرك مرسى ساكناً وهو يرى أعضاء التنظيم وهم يقتلون المعارضين، وهذه الواقعة حكم فيها بالسجن 20 عاماً على مرسى وبعض قيادات التنظيم فى قضية أحداث الاتحادية».