من محيط استاد الدفاع الجوى فى القاهرة، سافر الحزن إلى عدد من المحافظات، حاملاً معه نعوش أبنائها الذين لقوا مصرعهم فى الاشتباكات بين أعضاء رابطة مشجعى الزمالك، ألتراس «وايت نايتس» وبين قوات الأمن، قبيل انطلاق مباراة الزمالك وإنبى، مساء أمس الأول، التى أسفرت عن مصرع 22 شاباً من المشجعين. ووسط حالة من الغضب والحزن، شيع أهالى حى الفكرية فى مركز أبوقرقاص بالمنيا، جنازة الشاب عبدالرحمن على توفيق، 23 سنة، الذى رفض أصدقاؤه وأفراد أسرته وضع جثمانه على سيارة الموتى، وحملوه فوق رؤوسهم، من أمام مسجد الفتح، ليطوفوا شوارع المنطقة، وصولاً إلى مدافن الشيخ شرف، مرددين هتاف: «حسبنا الله ونعم الوكيل»، و«القصاص». وبحسب أحد أفراد الأسرة، فإن «عبدالرحمن عاشق لنادى الزمالك منذ نعومة أظافره، وسبق له إجراء الاختبارات للعب فى صفوفه، لكن لم يتم قبوله»، مضيفاً أنه «عضو فى وايت نايتس، وذهب لحضور المباراة بناء على دعوة تلقاها من الرابطة عبر الإنترنت، وعلمنا باستشهاده من مشرحة زينهم، فى الساعه التاسعة مساء الأحد». ومن جهتها، حملت أسرة الشاب مسئولية مقتله لوزير الداخلية شخصياً، وبحسب أحد أفرادها «سمح الأمن لمجموعة من المشجعين بدخول الاستاد، بموجب تذاكر موقعة من أشخاص فى النادى، بالإضافة لعدد آخر من المشجعين ممن يحملون تذاكر عادية، وتم إغلاق الأبواب بعد دخولهم من البوابة رقم 4، دون السماح للباقين بالدخول، ما دفع شباب الألتراس إلى الهتاف ضد «الداخلية»، التى سارعت 3 مدرعات تابعة لها إلى إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع باتجاههم». وشيع المئات من شباب روابط مشجعى الزمالك «وايت نايتس» والأهلى «أهلاوى»، وغزل المحلة «ويلز المحلاوى»، وأعضاء القوى والحركات السياسية، جثمان شهيد الأحداث عصام محمد، فى مسقط رأسه بمدينة المحلة الكبرى، وانطلقت الجنازة عقب أداء الصلاة على الفقيد فى منطقة الوراقة، بوسط المدينة العمالية، ورفع المشيعون لافتات تطالب بالقصاص. وقال والد الشاب: «حسبى الله ونعم الوكيل فيمن قتلوه.. عاوزين القصاص»، كما تحولت الجنازة إلى مظاهرة للمطالبة بالقصاص لدماء الضحايا، وتقديم الجناة والمتورطين فى الحادث لمحاكمة عاجلة، وفى مقدمتهم رئيس نادى الزمالك. وقبل ساعات من وصول الجثمان، شهدت شوارع وميادين المحلة الكبرى فى الغربية، استنفاراً أمنياً، فطافت دوريات ومدرعات الشرطة أنحاء المدينة، مع تخصيص طواقم أمنية ثابتة فى الشوارع المحيطة بمسقط رأس الشاب، تحسباً لوقوع أعمال شغب من جانب ألتراس الزمالك «وايت نايتس»، والأهلى «أهلاوى» وغزل المحلة «ويلز المحلاوى»، الذين تجمعوا أمام ساحة مسجد الششتاوى. كان الشاب عصام محمد قد كتب نعياً لشهداء أحداث استاد بورسعيد، التى راح ضحيتها 72 شاباً من ألتراس «أهلاوى»، فى 2 فبراير 2012، قائلاً فى تدوينة على صفحته الشخصية بموقع «فيس بوك»، فى بداية فبراير الحالى: «شهداء شافوا الغدر قبل الممات، وهم 72 شاباً، والله يرحم كل أمواتنا»، كما كتب على صفحته، قبل سفره لتشجيع الزمالك: «على الفوز الليلة حارب، جمهورك بيناديك، تسمع صوت المدرج بيغنى، النصر ليك». ولم تختلف الصورة كثيراً فى مدينة فرشوط بقنا، التى انتظر أهلها وصول جثمان ابن عائلة أبوسحلى، محمد أحمد شوقى «24 سنة»، الشهير بحمادة إمام، لدفنه فى مقابر العائلة، وبحسب أحد أفراد الأسرة، فإن الشاب الحاصل على بكالوريوس التجارة، كان يستعد لأداء الخدمة العسكرية، موضحاً أن أحد أصدقائه اتصل بالعائلة ليبلغها بخبر مقتله، فيما قال أحد أقاربه إن «حمادة كان يعشق نادى الزمالك، ويسانده فى معظم مبارياته».