عُرفت محافظة المنيا بمنطقة التوحيد منذ القدم، نظرا لاحتوائها على العديد من الأماكن الأثرية والتاريخية المهمة، من بينها «بنى حسن، وتل العمارنة، والأشمونين، وتونا الجبل، ودير السيدة العذراء بجبل الطير بمركز سمالوط، والبهنسا»، فضلاً عن البقيع الثاني، قبلة الزائرين، ودُفن به صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعين ويبلغ عدد شهداء البهنسا نحو 5 آلاف صحابي جليل. الدكتور الحسيني عبدالبصير، الخبير الأثري ومدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية، أوضح مفهوم «التوحيد» الذي تعرف به محافظة المنيا، مشيرا إلى أن المحافظة تُعد ثالث محافظات مصر الغنية بالآثار، بعد محافظتي الجيزةوالأقصر، فعلى أرضها كانت أول دعوة للتوحيد، حيث استقرت العذراء مريم والسيد المسيح. وأشار إلى أنها تضم العديد من المواقع الأثرية والسياحية المهمة مثل «بنى حسن، وتل العمارنة، والأشمونين، وتونا الجبل، ودير السيدة العذراء بجبل الطير بمركز سمالوط، والبهنسا، أو البقيع الثاني»، ويعد الأخير قبلة الزائرين. منطقة تل العمارنة ولفت الخبير الأثري، في تصريحات ل«الوطن»، إلى أن أهم ما تشتهر به المنيا، منطقة تل العمارنة عاصمة الملك اخناتون المدينة الدينية التي عاش فيها مع زوجته نفرتيتي وأسرته، بعد أن ترك طيبة أو الأقصر حاليًا، وكرس وقته فيها لعبادة الإله آتون ذلك المعبود الذي أراد الملك من خلاله توحيد الآلهة المصرية في إله واحد وهكذا أسس مدينته الجديدة وانتقل في العام الرابع من حكمه إلى عاصمته الجديدة «آخت آتون»، واستقر فيها. المتحف الآتوني وتابع «عبدالبصير»، أن المتحف الآتوني من أشهر المتاحف بالمنيا وجاءت فكره إنشائه لتخليد تراث الملك أخناتون وفترة حكمه وإلقاء الضوء على فترة من أهم فترات التاريخ المصري وهي فترة العمارنة. موقع هرموبوليس ونوه بأن موقع «هِرموبوليس»، الحالي هو «الأشمونين»، بالمنيا وكانت عاصمة الإقليم الخامس عشر من عواصم أقاليم مصر العليا وأطلق المصريون عليها «خِمنو»، وأصبح اسمها الآن «الأشمونين»، وكانت مقرًا أساسيًا لعبادة إله الحكمة «تحوت»، المُمثل على شكل «قرد البابون»، أو طائر «أبو منجل»، ووُجدت بالمدينة أطلال معبد من عهد أمنمحات الثاني، وعُثر على أطلال معبد أمنحتب الثالث للآلهة تحوت.