لم يكد مزارعو «البطاطس» يتدبرون أمورهم بعد الضربة الموجعة التى تلقوها جرّاء التقاوى المغشوشة التى أدت إلى تقليص الإنتاج، حتى باغتهم الطقس بضربة أخرى، حيث أتلف الصقيع مئات الأفدنة، أعقبتها ضربة ثالثة إثر إصدار الحكومة قراراً بوقف التصدير للخارج، ما اضطرهم لبيع المحصول بربع ثمن التكلفة التى تكبدوها فى الزراعة، وبيع التقاوى بنصف ثمنها، فيما لجأ آخرون إلى تخزين المحصول داخل منازلهم أملاً فى أن تحدث انفراجة، وتفتح الحكومة باب التصدير للدول الأوروبية والعربية بعد تشبع السوق. وأكد مزارعون فى كفر الزيات والسنطة، بمحافظة الغربية، تلف مئات الأفدنة المزروعة بالبطاطس، خاصة فى قرى ديما والدلجمون وعشرات القرى فى كفر الزيات وقرى منشية عبدالله وسحيم والجعفراية وتطاى بدائرة مركز السنطة، بسبب برودة الطقس. وفى سوهاج، اشتكى مزارعو قرية جزيرة أولاد حمزة بمركز العسيرات، التى تُعد من أشهر قرى المحافظة فى زراعة البطاطس، من تقلص إنتاجية الفدان بسبب التقاوى المغشوشة، وانهيار سعر المحصول بسبب وقف التصدير. يقول إبراهيم أبوعرفات، مزارع: قريتنا تزرع ألف فدان بالبطاطس، سنوياً، ونبدأ فى زراعة المحصول فى شهر سبتمبر، ونقوم بحرثه فى يناير، مضيفاً: هذا العام هو الأسوأ فى تاريخ زراعة البطاطس، فالأسعار انهارت بشكل كبير، واضطررنا لبيع الطن للتجار بمبلغ 500 جنيه داخل الأرض الزراعية، فى حين كنا نبيع الطن العام الماضى مقابل 2700 جنيه. وأضاف «عرفات»: فدان الأرض المزروع بالبطاطس يكلف حوالى 16 ألف جنيه، متضمناً سعر التقاوى والأسمدة والرى وأجرة العمال وحرث الأرض، وتقلصت إنتاجية الفدان هذا العام بسبب التقاوى المغشوشة، لتتراوح بين 8 و10 أطنان للفدان، وهو ما يعنى أننا نخسر فى الفدان الواحد ما لا يقل عن 12 ألف جنيه لأننا نبيعه بأربعة آلاف فقط، وهذه خسارة كبيرة للفلاحين الذين ينتظرون موسم البطاطس كل عام لتعويض خسارتهم فى باقى المحاصيل. ويتابع «عبدالحكيم العش»، مزارع: زرعت هذا العام 8 أفدنة بطاطس، ولم أجنى سوى الخسارة، ورفضت بيع المحصول بهذه الأسعار المتدنية، مضيفاً أن معظم التقاوى التى تسلمها المزارعون من التجار كانت مصابة بالعفن البنى، ما تسبب فى انخفاض إنتاجية الفدان، فبدلاً من أن ينتج 15 طناً أنتج النصف تقريباً.