شهد اليوم، السيد أحمد عيسى وزير السياحة والآثار، والمهندس أحمد سمير وزير التجارة والصناعة، والدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، مراسم توقيع مذكرة التفاهم الإطارية لمشروع تحويل المتاحف ومواقع التراث العالمي المصري إلى الأخضر واستخدام الطاقة الشمسية، وذلك التوقيع بين المجلس الأعلى للآثار، وبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي UNDP، ومركز تحديث الصناعة IMC (مشروع نظم الخلايا الشمسية الصغيرة)، ومنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، ومنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو). وتمت مراسم التوقيع بالجناح المصري المُشارك في المنطقة الزرقاء بمؤتمر الأطراف السابع والعشرين لاتفاقية الأممالمتحدة لتغير المناخ COP27 المُنعقد حالياً بمدينة شرم الشيخ ويستمر حتى 18 نوفمبر الجاري. ووقع الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، واليساندرو فراكاسيتي الممثل المقيم لبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي – مصر، والمهندس محمد عبدالكريم المدير التنفيذي لمركز تحديث الصناعة ومدير عام مشروع نظم الخلايا الشمسية، والدكتورة نوريا سانزالمدير الإقليمي بمكتب اليونسكو الإقليمي للعلوم في الدول العربية، والدكتور محمد زين العابدين منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو). وجاءت هذه المذكرة تزامنا مع استضافة مصر لمؤتمر COP27، وتهدف إلى تعزيز سبل التعاون بين الأطراف الموقعة للمذكرة في المجالات ذات الاهتمام المشترك وخاصة في تعزيز استخدام نظم الخلايا الشمسية الصغيرة بعدد من المواقع الأثرية والمتاحف المستهدفة بمصر في إطار خطة المجلس الأعلى للآثار لإدخال الطاقة الشمسية في مبادرة نحو مواقع أثرية خضراء مستدامة، وتماشياً مع المشاركة في تنفيذ استراتيجية التنمية المستدامة لمصر 2030. الحفاظ على التراث الثقافي بجميع أنواعه ومن جانبه، أشار الدكتور مصطفى وزيري إلى أن هذه المذكرة تأتي في إطار تنفيذ خطة الوزارة ممثلة في المجلس الأعلى للآثار لتحويل المتاحف والمواقع في مصر إلى مواقع خضراء تعتمد على الطاقة الشمسية كبديل مستدام وأكثر جدوى اقتصاديًا عن الطاقة الكهربائية ويساهم في الحفاظ على التراث الثقافي بجميع أنواعه، وحمايته وتأهيله والاستفادة منه في تحقيق أهداف التنمية المستدامة. وأضاف أن القدماء المصريين أول من اهتموا بالبيئة والمناخ والحضارة والحفاظ على التراث، لافتا إلى أن المصري القديم أول من أنشأ مخرات للسيول لحماية المناطق الأثرية، وأول من أنشأ وعمل السدود خلال الفيضانات، وكان أول من حرص على زراعة الشجر للتخلص من ثاني أكسيد الكربون وإنتاج الأكسجين، وذلك منذ أكثر من 4500 عام. وتحدث عن قيام المجلس الأعلى للآثار بدءاً من عام 2005 بالعمل على خفض منسوب المياه الجوفية من معابد الكرنك ومعبد الأقصر، وبعد النجاح في هذا المشروع تم التحرك نحو البر الغربي وإنقاذ المعابد بها عن طريق تخفيض منسوب المياه الجوفيه في معبد هابو، رامسيون، سيتي، أمنحتب 3، كوم أمبو، إدفو. ولفت أيضا إلى نجاح المجلس في تخفيض منسوب المياه الجوفية بكوم الشقافة في الإسكندرية، إذ أصبح هناك الآن فرصة لجميع الزوار من جميع أنحاء العالم للاستمتاع لأول مرة بزيارة التراث الموجود تحت الأرض بها. وتحدث عن جهود الوزارة ممثلة المجلس الأعلى للآثار، الذي قام منذ بضع سنوات بتشغيل أتوبيسات كهربائية في وادي الملوك والدير البحري ومعبد أبو سمبل وقلعة صلاح الدين، مشيرا إلى أنه جرى تحويل أغلب الأتوبيسات والسيارات لتعمل بالطاقة النظيفة في وادي الملوك والدير البحري وقلعة صلاح الدين وأبو سمبل. حماية الأماكن التراثية من التغيرات المناخية وأكد اهتمام وحرص الحكومة المصرية ووزارة السياحة والآثار والمجلس الأعلى للآثار على الاهتمام بجميع المناطق الأثرية وحمايتها من التغييرات المناخية التي يعاني منها العالم كله. ومن المقرر أن تشهد مذكرة التفاهم مجالات واسعة ومتعددة للتعاون حرصا على تطوير المواقع الأثرية والمتاحف التابعة للمجلس الأعلى للآثار وبما يتفق مع القوانين واللوائح المنظمة بالمجلس، التي تشمل دعم تنفيذ عدد من المشروعات الاسترشادية للمحطات الشمسية مثل تركيب محطات الطاقة الشمسية الصغيرة في مواقع التراث الثقافي والمتاحف، وتنمية مهارات العاملين بالمجلس الأعلى للآثار من خلال التدريب للإشراف على تنفيذ وصيانة محطات الطاقة الشمسية، ومراقبة أدائه، ودعم حملات وبرامج توعية عن الطاقة الشمسية وكفاءة الطاقة، وإجراء الدراسات الأثرية ودراسات تقييم الأثر على التراث (HIA) بمختلف المواقع المعنية بتحديد موقع تركيب محطات الطاقة الشمسية، تطوير خطة تواصل للمشروع لتعزيز تكراره بالإضافة إلى المؤتمرات والندوات التوعوية لتمثيل نتائج المشاريع. كما تتضمن مجالات التعاون التشاور وتبادل المعلومات، ووفق هذه المذكرة يجري عقد اجتماعات دورية على فترات زمنية مناسبة؛ لمراجعة التقدم المحرز في الأنشطة المضطلع بها بموجب هذه المذكرة والتخطيط للأنشطة المستقبلية. وشارك في حضور توقيع مذكرة التفاهم، الأميرة دانا فراس رئيس الجمعيّة الوطنيّة للمحافظة على البترا بالأردن ورئيس إيكوموس-الأردن وسفير اليونسكو للنوايا الحسنة للتراث الثقافي، والدكتور محمد بيومي مساعد الممثل المقيم لبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي.