اتشحت قريتي مشلة وكفرالشيخ علي، التابعتين لمركز كفرالزيات بمحافظة الغربية، بالسود حزنًا على فارق أبنائها ال 3 الذين لقوا مصرعهم بقرية البيضا في مدينة سرت بدولة ليبيا، اختناقًا داخل السكن بسبب تركهم موقد التدفئة وناموا. وشيع المئات من أهالي القريتين والقرى المجاورة وسكان كفرالزيات جثمان الضحايا ال 3 وهم "محمد دويدار، محمد رجب، ناصر عبدالسميع"، بعد الصلاة الجنازة عليهم في مشهد جنائزي مهيب، ودفنهم بمقابر العائلة. وأكد عادل دويدار، أن زملاء شقيقه أخبروه بوفاة شقيقه وزملائه الآخرين بعدما ظل بعضهم يحاولون الاتصال عليهم لأكثر من 3 ساعات ولكن بدون جدوى، ما جعل الشك ينتابهم بتعرضهم لأذى ما جعل بعضهم يترك العمل ويتوجه إلى محل سكنهم وبدخوله المنزل فوجئ بأنهم على أسرتهم نائمون داخل الغرفة لكنهم متوفين. واكتشف أنهم قاموا بإشعال النيران في بعض القطع الخشبية داخل موقد للتدفئة بسبب برودة الجو وغلب عليهم النوم وتركوا الموقد والنيران به ما أدى لتكاثر الأدخنة وثاني أكسيد الكربون داخل الغرفة واختناقهم، لافتًا إلى أن زملاء شقيقه أكدوا له عدم وجود شبهة جنائية في الحادث. وأضاف أن شقيقه وزملائه سافروا إلى ليبيا منذ عامين للعمل في مجال البناء وواجهوا الكثير من الصعوبات والأخطار نتيجة الصراع الدائر هناك وكان شقيقه يرفض النزول إلى مصر حيث لا يوجد فرص عمل متاحة في البلد، وكان يخبره بشكل دائم عن حجم الأهوال والمشاهد الصعبة التي تحدث هناك وسيطرة المسلحين على كل مكان وعلى الطرقات وعلى المصالح الحكومية. وقال عبدالسميع الصاوي، والد الضحية "ناصر" إنه تلقى خبر وفاة نجله من أحد زملائه في ليبيا وكان بمثابة الصاعقة، فنجله لم يراه منذ عامين وأنه طلب منه أن يترك عمله في ليبيا والنزول إلى مصر، وذلك بسبب الأحداث والصراعات في ليبيا واضطهاد المصريين. ولفت إلى أن نجله صدق في كلامه حيث وعده في آخر اتصال تليفوني بينهما أنه سيعود قريبًا، وبالفعل عاد لكن محمولًا على الأعناق، ليصبح مجرد اسم على لوحة رخام متواجدة على قبره. وعبر والد الضحية عن غضبه واستيائه من صعوبة الحصول على تصريح خروج جثمان نجله هو وزملائه من ليبيا، فلم يكن هناك أي تعاون من قبل السلطات الليبيبة لإنهاء الإجراءات، مطالبًا بحماية المصرين في ليبيا من أعمال العنف والإرهاب التي تحدث ضدهم من قبل بعض المليشيات الليبية.