شيًع العشرات من أهالى قريتى مشلة وكفرالشيخ علي، التابعتين لمركز كفرالزيات بمحافظة الغربية، مساء الأحد، جثامين الضحايا الثلاث الذين لقوا مصرعهم بقرية البيضا فى مدينة سرت، بدولة ليبيا، اختناقًا داخل السكن بسبب تركهم موقد التدفئة والنوم. خرجت جنازة الجثامين الثلاث: ( محمد دويدار، محمد رجب، ناصر عبد السميع) في مشهد جنائزي مهيب بحضور أهالى القرى مسقط رأسهم، وتم دفنهم فى مثواهم الأخير بمقابر العائلة. أكد عادل دويدار ل التحرير"، أنه علم بخبر وفاة شقيقه محمد من زملائه الذين حاولوا الاتصال به أكثر من مره ولكن لا أحد يرد مما جعل الشك يتسلل إلى قلوبهم وبتوجههم لمحل مسكنه فوجئوا بأنهم جميعا نائمون على أسرتهم ولكن فى هذا المره النومه الأخيره فهم توفوا مختنقين. وأضاف "دويدار"، أنهم قاموا باشعال النيران فى بعض القطع الخشبية داخل موقد للتدفئة بسبب برودة الجو وغلب عليهم النوم، وتركوا الموقد والنيران به ما أدى لتكاثف الأدخنه وثاني أكسيد الكربون داخل الغرفة واختناقهم، لافتًا إلى أن زملاء شقيقه أكدوا له عدم وجود شبهة جنائية فى الحادث. وأشار إلى أن شقيقه وزملائه سافروا إلى ليبيا منذ عامين للعمل فى مجال البناء وواجهوا الكثير من الصعوبات والأخطار نتيجة الصراع الدائر هناك وكان شقيقه يرفض النزول إلى مصر، حيث لا يوجد فرص عمل متاحه فى البلد، وكان يخبره بشكل دائم عن حجم الأهوال والمشاهد الصعبة التى تحدث هناك وسيطرة المسلحين على كل مكان وعلى الطرقات وعلى المصالح الحكومية. ومن جانبه، قال عبد السميع الصاوى، والد الضحية "ناصر":إنه تلقى خبر وفاة نجله من أحد زملائه فى ليبيا وكان بمثابة الصاعقة، فنجله لم يراه منذ عامين، وأنه طلب منه أن يترك عمله فى ليبيا والنزول إلى مصر، بسبب الأحداث والصراعات فى ليبيا والاضطهاد للمصريين. وأضاف قائلاً:"إن نجله صدق فى كلامه حيث وعده فى آخر اتصال تليفونى بينهما أنه سيعود قريبًا، وبالفعل عاد لكن محمولاً على الأعناق، ليصبح مجرد اسم على لوحة رخام متواجدة على قبره". واستدرك: لم يكن هناك أي تعاون من قبل السلطات الليبيبة لإنهاء الإجراءات"، مطالبًا بحماية المصريين فى ليبيا من كل أعمال العنف والإرهاب التى تحدث ضدهم من قبل بعض المليشيات الليبية.