بريد الوطن.. بين العلاج والشفاء والتعافى

يتساءل البعض عن مدى إمكانية الشفاء من تعاطى الأدوية والمواد المخدرة أو الأمراض العقلية المختلفة، وهل سيظل الإنسان أسيراً لهذه الحالة مدى الحياة؟
هناك فهم مغلوط عند البعض يخلط بين مفهوم العلاج والشفاء والتعافى، فمفهوم الشفاء فى الطب النفسى قد لا يعنى زوال أعراض المرض تماماً، فقد تكون هناك أعراض بسيطة ولكنها فى بعض الأمراض، وخاصة العقلية منها، تستدعى الاستمرار على العلاج كما الحال فى أمراض الضغط والسكرى، فبعض الأمراض كاضطراب ثنائى القطب والفصام قد يتحسن فيهما المريض بشكل كبير جداً ويعيش حياته بصورة طبيعية، ولكن عند البعض قد يستدعى الأمر الاستمرار على العلاج الدوائى لأطول وقت ممكن قد يمتد طوال حياته، وهنا يكون قد شفى بالفعل، ولكن قد يتعرض لعودة الأعراض ثانية، فبعد انتهاء مدة العلاج يستعمل الدواء بجرعة وقائية. أما عن مفهوم التعافى فيمكن أن نطلق عليه بشكل مبسط نهاية الرحلة بعد إعادة بناء الشخصية من جديد، فنحو 50% من مدمنى المخدرات معرَّضون لحدوث انتكاسة خلال الخمس سنوات الأولى من العلاج، لذلك فالجانب الروحى والدينى والتأهيل النفسى هى أمور مهمة فى تلك المرحلة، ولكن لا نطلق على الشخص أنه تعافى إلا بعد مرور 15 عاماً دون انتكاسات.
د. ريمون ميشيل
استشارى الصحة النفسية وكاتب فى مجال العلوم الإنسانية
يتشرف باب «نبض الشارع» باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. «الوطن» تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com